غرق سفينة في ميناء عدن يكشف الإهمال المتزايد والمتعمد من السلطات المختصة

> عدن «الأيام» خاص

> أثار غرق إحدى السفن في ميناء عدن أمس الأول، قبالة شواطئ البريقة المدخل الرئيسي لأكبر موانئ البلاد تساؤلات الناشطين والمهتمين في أحدث انتقادات توجه الى سلطات ميناء عدن والمؤسسة الاقتصادية الذراع الحكومية على القطاع التجاري الذي تديره الدولة.
الناشطون عبروا على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي خلال يومي الخميس والجمعة عن التدهور الذي اعترى ميناء عدن عقب أن كان أحد أهم موانئ العالم إبان دولة الجنوب وما سبقها من حكم الاحتلال البريطاني.
*غرق السفينة تأكيد على إهمال الميناء
وفتحت حادثة غرق السفينة تساؤلات عن عجز الميناء والنهوض بذاته بعد أن كان يورّد لخزينة الدولة مليارات الدولارات، وتعتمد البلد وميزانيتها على الجزء الأكبر من إيرادات هذا الميناء الحيوي ذي الأهمية في النشاط التجاري العالمي، نظرا لموقعه الاستراتيجي.
وعبر عدد من موظفي الميناء عما وصل إليه حال الميناء بسبب فشل إداري تمثل في مركزية القرار والبطء في اتخاذه، وغياب التنسيق من وزارة النقل التي تمثل الجهة الإشرافية القادرة على المساعدة والدعم.
*سخط شعبي على الفشل الإداري بالميناء
وأضاف الموظفون أن الميناء وصل إلى مستوى مترد من قبل إدارته، بالإضافة إلى غياب سياسات واضحة لقيادة المؤسسة لمعالجة الاختلالات، إضافة إلى عدم وجود إصلاح وتعديل قانوني يسمح بمعالجة مشكلات مجلس الإدارة.
وتابعوا إن "غرق السفينة امتداد لأيادي العبث والفساد التي ظهرت منذ فترة ما بعد الوحدة وعملت على تدمير هذا الميناء وحولته مقلبا للنفايات؛ فاستشرى الفساد في مؤسساته ومرافقه وقطاعاته الواسعة، والحاصل اليوم في مؤسسة موانئ خليج عدن من عبث وفساد ومحسوبية وتصرفات شخصية ما هو إلا إرث لعين خلفته تلك الوحدة.
وبحسب مصادر ملاحية فإن السفينة "سام اليمن" التابعة للمؤسسة الاقتصادية غرقت بعد سنوات من تعطلها قبالة ميناء عدن، وظلت راسية في المكان منذ سنوات، وبسبب تعرضها للصدأ غرقت مؤخرا.
*غرق سفينة بمدخل الميناء
وغرقت السفينة في مجرى الميناء (المدخل) والتي تعيق دخول السفن أو رسوها في ميناء عدن، حيث اعتبر ناشطون أن غرق هذه السفينة جزء من منظومة الإهمال الذي يتعرض له الميناء من قبل إدارته، وتسبب بتعطيل مدخل الميناء وتعرض السفن الداخلة لأضرار.
من جهته استغرب نائب مدير عام الدائرة الفنية في ميناء عدن ناصر طالب، الأخبار المتداولة على الوسائل الإعلامية المحلية، حول غرق الباخرة (سام اليمن) المملوكة للمؤسسة الاقتصادية اليمنية.
صورة اخرى لسفينة
صورة اخرى لسفينة

وقال: "إن هذا الباخرة مملوكة في الأصل للمؤسسة الاقتصادية اليمنية، وهي متوقفة عن العمل منذ سنوات"، مشيراً إلى أنها “كانت قد رست آخر مرة في منطقة الانتظار في ميناء عدن، بالقرب من الباخرة (فوزية) الغارقة منذ العام 1986”.
وأضاف طالب: “قامت إدارة الميناء، بإبلاغ المؤسسة الاقتصادية أكثر من مرة سابقة، وعبر رسائل رسمية وجهت إليها، تفيد بضرورة سحب هذه الباخرة من موقعها أو إيجاد معالجات لها".
وأفاد طالب: "قامت طواقم المسح البحري التابعة للدائرة الفنية لميناء عدن، بموجب توجيهات قيادة الميناء بالتنسيق مع إدارة المؤسسة الاقتصادية، وذلك خلال يومين متاليين، وتحديداً يومي (19 - 20) من شهر يناير المنصرم، بعمل جهود كبيرة لسحب الباخرة إلى أبعد مدى باتجاه الشاطئ”.
وتابع نائب مدير عام الدائرة الفنية في ميناء عدن، توضيحه بقوله: "وتم سحبها باتجاه الساحل، بغرض إبعادها عن موقعها بجانب الباخرة فوزية، حيث يصل عمق المياه هناك من 5 إلى 6 أمتار، و هذا يجعل فرضية غرقها واردا جداً".
*اعتراف ملاحي بضرر السفينة
ولفت طالب إلى أن "السبب الرئيس في تغيير موقع الباخرة، كونها تُشكل عائقا كبيرا في تواجدها بمنطقة الانتظار للبواخر في الميناء، وتنذر بخطر بالغ في حالة غرقها في موقعها السابق".
وأكد على أن "الموقع الجديد، الذي تم سحب الباخرة سام اليمن إليه، لا يُشكل أي خطورة على المجرى الملاحي، وصارت منطقة الانتظار للميناء آمنة، وزال الخطر الذي كانت تسببه أثناء تواجدها في موقع الانتظار".
وأورد ناصر طالب، في توضيحه الحالة الفنية للباخرة، حيث قال: “الباخرة حالتها الفنية صعبة للغاية، نتيجة الإهمال الذي تعرضت له منذ سنوات، فضلاً عن أن الدهر قد أكل منها وشرب، إلى أن جحبت البدن مع الأرض، ما يصعب تماماً سحبها إلى مدى أبعد باتجاه الشاطئ”.
وأشار إلى أن "الجهود التي بذلتها إدارة الميناء وطواقم المسح في الميناء يدل على يقظتهم والتحرك السريع قبل غرقها في موقعها السابق، وتكون كارثة أخرى بجانب الباخرة فوزية”.
وبيّن طالب بأن "دخول المياه للباخرة في موقعها الحالي يعتمد على عوامل المد والجزر لمياه البحر، باعتبارها ساكنة ومجحبة على الأرض، ولا خطورة عليها في ذلك”.
واستغرب نائب مدير عام الدائرة الفنية في ميناء عدن ناصر طالب “تباكي البعض على بواخر في الأساس لا تعمل منذ سنوات عديدة"، قائلاً: "نستغرب من البعض تباكيهم غير المبرر، على بواخر قد أصبحت في الأصل كسراب، ولا تعمل منذ سنوات طويلة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى