«الأيام» في أبرز معاقل الحوثيين بتعز.. الحوثيون يجندون الأطفال بالقوة ويبتزون ملاك المحلات في الحوبان

> تقرير/ صلاح الجندي

> حينما كان الحوثيون ينفذون مجازرهم ضد المدنيين بلا هوادة، كانت الحوبان وهي المنطقة الواقعة شرقي محافظة تعز شاهدا موثقا على جرائم الجماعة المسلحة الحليفة لطهران.
وتتعدد جرائم المليشيا بين قيادة حملات مداهمات لبعض المنازل واقتحامها بالمركبات المدججة بالسلاح وخطف المناوئين، ونفذت الجماعة عمليات تجنيد لبعض الشباب والأطفال دون السن القانونية بالقوة، ونصبت بعض الأفراد من عقال الحارات والشيوخ في دور إجرامي أسموه «المشاركة بالحشد للجبهات».
«الأيام» فتحت الملف الأكثر إحراجا للمليشيا وسلطت الضوء على جرائم منسية قام بها الحوثيون في فترات سابقة. وجرائم الحوثي لا تطال المدنيين المحاصرين منذ 3 أعوام في المدينة المحاصرة تعز فحسب، لكنها تسببت في إزهاق أرواح العديد من السكان المحليين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وكانت الحوبان شاهدا على هذا.
*تجنيد إجباري
لما كان صعبا ان يعزز الحوثيون سيطرتهم على المناطق الخاضعة لنفوذهم مع اشتداد الضربات الجوية عليهم وتقهقرهم عديد مرات، قامت الجماعة بفتح معسكرات تجنيد، وكان من بين من شملهم التجنيد العديد ممن هم دون السن القانونية.
وقام الحوثيون بفتح معسكرات تدريبية لاستقبال المقاتلين الجدد حينما كان التحالف مع صالح قائما، وكانت قد جندت الكثير من أبناء محافظة تعز في محيط المناطق الخاضعة لسيطرتها، بعدما لم يقاوموا الاغراءات التي جلبها مشايخ المؤتمر وبعض من يناصرهم وكانت الوعود بأن يتم تجنيدهم في ما يسمى الحرس الجمهوري.
تجنيد الاطفال
تجنيد الاطفال

واستقبل هؤلاء الشباب عبر معسكرات تدريبية في منطقة الجندية «الإذاعة» ومن بعدها يتم ارسالهم الى مدينة ذمار لبدء تدريبهم ورفد الجبهات بهم.
وعقب قتلها صالح، لجأت المليشيات الى التجنيد الإجباري بعد أن خسرت معظم مقاتليها في الجبهات، واستنفدت قواتها العسكرية في مناطق التماس وفي محافظات تعز والجوف وبلدة كرش الحدودية مع تعز، واستخدمت معسكرات تدريبية، وأخذت الشباب والأطفال للتجنيد بالقوة.
*اتهامات للابتزاز
ينفذ الحوثيون في منطقة الحوبان حملات مستمرة بطرق همجية تجاه الأبرياء من أبناء تعز في مناطق سيطرتها في الحوبان والجندية وماوية، واظهرت الأيام الاخيرة ان حجم الانتهاكات الإنسانية التي تطال ابناء الحوبان تزايدت، بعد ان قام مشرفو الحوثيين بتوجيه تهم باطلة ومزيفة بحقهم بهدف ابتزازهم، وعدم كشف افعالهم.
وافادت مصادر مطلعة «الأيام» عن قيام القائد الموالي للحوثيين يوسف المغربي بحملة مداهمة لعديد الأحياء، وكان اعتقل عدد من أبناء الحارات بالقوة، بينهم مواطن من ابناء الحوبان كان من قبل يعمل في المملكة العربية السعودية، اضافة الى عدد من الشباب، الذين اتهموا بدعاوى مزيفة، واتضح فيما بعد أن الحوثيين يبحثون عن مبالغ مالية لمجهودهم الحربي الذي بدأ في طريقه للانهيار.
وقالت مصادر محلية لـ«الأيام» ان المليشيات كانت قد اعتقلت قبل اسبوع احد تجار الحوبان بذريعة انه باع اسلحة للمقاومة في المدينة، وفيما نفى زملاؤه دعاوى الحوثيين، طالبته المليشيات الحوثية بدفع 25 مليون ريال، دون أي دليل.
وتابعت المصادر أن المليشيات تقوم بتنفيذ حملات اعتقال ضد الكثير من الشباب الذين ينتمون لأسر ميسورة الحال، ويقول السكان ان الحوثيين يقومون بتلفيق بعض التهم وابتزاز أهاليهم لأجل اطلاق سراحهم، وهو ما يدفع بعض الاسر لأن تتكبد دفع المبالغ خوفا على ابنائها من تجنيدهم.
وقال مقربون من أحد المختطفين ويدعى (أ.غ) وهو احد ابناء حارة الحداد، انه تعرض لحادث سير قبل ايام وحين اسعف الى مستشفى الخليج بمنطقة الحوبان قامت اربعة اطقم عسكرية تابعة للمليشيات باقتحام المستشفى وأخذته بحجة أنها ستقوم بمعالجته على حسابها، لكنه نقل الى سجن الصالح الذي يعتبر اهم مركز اداري ومعتقل كبير تابع للمسلحين الحوثيين، وحين تماثل للشفاء اجبره الحوثيون على الالتحاق باحد المعسكرات التدريبية.
*مداهمات المساكن
يقود القائد النافذ في جماعة الحوثي علي دماج في منطقة الحوبان حملة تجنيد واسعة، داهم على خلفيتها عددا من الاحياء والمنازل، وقام بأخذ الأطفال والشباب تحت تهديد السلاح، وكان من بينهم اطفال يتامى وأولاد من الاسر الفقيرة، بحسب الاهالي هناك، الذين يقولون إنه يستغل نفوذه وغياب من يجابهه. وقالت مصادر خاصة لـ «الأيام» ان القائد الموالي للحوثيين (دماج) دفع ببعض الأطفال دون سن الـ12 إلى بعض جبهات القتال.
*دوائر حمراء
مصادر محلية في منطقة الجندية قالت ان بعض المتحوثين من عقال الحارات قاموا بممارسات سيئة لخدمة الحوثيين في تجنيد الشباب بطرق غير مباشرة خوفا من انتقام المجتمع منهم في المستقبل، وذلك بوضع دوائر حمراء على المنازل التي يتواجد فيها شباب.

واضافت مصادر في قرى جندية سفلى أن بعض عقال الحارات يقومون بتسجيل الحالات التي ستستهدفها المنظمات الاغاثية، وبعد أن يقوموا بتسجيل كل بيت وعدد افراده ومعرفة قوام كل بيت، يضعون دائرة حمراء على المنزل لتأكيد أن هذا المنزل فيه شباب.
وقالت المصادر لـ «الأيام» إن الدائرة الحمراء توضع على المنازل التي يوجد فيها شباب وطلاب جامعيون او طلاب ثانوية، ليأتي المسلحون الحوثيون فيما بعد لاقتحام تلك المنازل التي وضعت عليها تلك الدوائر، ويقومون باقتياد الشباب بالقوة لضمهم الى صفوفهم في مناطق القتال.
وأكدت المصادر أن هذه الممارسات التي يقوم بها بعض الموالين للحوثيين من عقال بعض الحارات، والذين تم رصد اسمائهم بسرية، كانت تتم بالتنسيق مع الجماعة، بعد استلامهم مبالغ زهيدة، ما يجعلهم يشون بأبناء بلداتهم ويقدمونهم قرابين لجبهات الموت.
وتابعت هذه المصادر أن الحوثيين داهموا منزل المواطنة (ن.ع) وأخذوا ابنها بالقوة من بين يديها بعد محاولتها اثناءهم، لكنهم اخذوا ابنها، الذي قالت المصادر انه يتيم الاب ويدرس في الصف الثاني الثانوي، واجبرته لاحقا على الالتحاق بمراكزها التدريبية، الأمر الذي جعل أمه في حالة صحية يرثى لها، كونه ابنها الوحيد.
*خطف الأطفال
لم يكتف مشرف الحوثيين في الحوبان (دماج) بابتزاز اصحاب المحلات التجارية، الذين اظهروا حجم التبعية والخضوع للحوثيين، وقام قبل اسبوع باقتحام حارة السويق في الحوبان وداهم عددا من المنازل بالقوة، واقتاد اكثر من عشرة اطفال بالقوة، اعمارهم تتراوح بين 15 و 17 عاما.
وسبق لدماج ان اقتحم بطقم مدجج بالمسلحين عددا من الحارات قبل اقتحامه حارة السويق بيوم، منها حارة الحداد وحارة الخلل بالحوبان، واخذ 4 طلاب اثناء عودتهم الى منازلهم وهم في صفوف الثانوية.
وقالت المصادر إن الحوثيين سحبوا الطالب طلال وطالبا آخر اسمه محمد بالقوة، وانه بعد خروج محمد من المنزل انهالوا عليه بالضرب بالعصي واعقاب البنادق، وجعلوه يصعد الطقم العسكري وهو يبكي ويستغيث بوالدته التي كانت تشاهده ولا تقدر على فعل شيء حتى اغمي عليها.
*ابتزاز العمال
وبالتوازي أقدمت أطقم تابعة للحوثيين، الاسبوع المنصرم، على اخذ عدد من عمال الحراج الذين لا حول لهم ولا قوة، وهم عمال يقومون بأعمال يومية (رنج، تلييس، بناء) وتقوم بابتزازهم بعد تخييرهم بدفع مبالغ أو الالتحاق بالجبهات.
ووصل تمادي الحوثيين الى أن ينفذوا حملة ابتزاز لمالكي المحلات التجارية وتهديدهم ومطالبتهم بما اسموه «كفالة أسر الشهداء» التابعين لهم، والذين امتلأت بهم مقابر المناطق التي يسيطرون عليها.
*تذمر ومناشدات
ويناشد الأهالي، ممن اعتقل الحوثيون ابناءهم والحقوهم بالجبهات، العالم وشرفاء اليمن وكل من لهم شأن، الوقوف مع قضاياهم، والضغط على قيادات الحوثيين بالكف عن ابتزازهم، وارجاع ابنائهم الذين لا سبيل لهم في القتال.
وتأتي هذه المناشدات بعد أن عانى الأهالي من الجور المفرط من قبل المليشيات التي مثلت لهم كابوسا يقوض حياتهم ويزيد من رصيد معاناتهم مع انقطاع رواتبهم لأكثر من عام.
*اشتباكات بين حوثيين وموالين
وأفادت مصادر ميدانية ان اشتباكات عنيفة اندلعت قبل ايام بين موالين للجماعة من تعز وحوثيين، يدعون انتسابهم لآل البيت وتعود اصولهم إلى صعدة وحجة، في منطقة نقيل الحدة القريبة من دمنة خدير جنوب شرق مدينة تعز.
واسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل 5 واصابة 4 آخرين، ورجحت مصادر أن تكون المواجهات قد وقعت على خلفية حملات التجنيد والحشد العسكري والمالي الذي تنفذه مليشيات الحوثي الإيرانية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
تقرير/ صلاح الجندي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى