قائد المقاومة الجنوبية العميد طيار عادل الحالمي لـ«الأيام»: الأخوان وراء أحداث عدن الأخيرة

> حاوره/ معين الصبيحي

> أكد قائد المقاومة الجنوبية العميد طيار عادل الحالمي أن القضية الجنوبية بات لها في الوقت الحالي حامل سياسي، وأن المقاومة الجنوبية أثبتت بأنها القوة الوحيدة التي عملت مع التحالف في تحقيق أهداف عاصفة الحزم.
كما أكد الحالمي وهو أحد مؤسسي المقاومة الجنوبية البارزين في حوار لــ«الأيام» أن الانتقالي بات يمتلك قيادة لإدارة البلاد، وقوة عسكرية تستطيع تأمين وحماية الجنوب والدفاع عنه من التطرف والإرهاب، كاشفاَ في الوقت ذاته عن أسباب انتصار الجنوبيين على مليشيات الحوثي بوقت وجيز وتعثر أبناء الشمال في تحرير أراضيهم حتى اللحظة، وكذا أسباب إقالته من قيادة أمن محافظة لحج.
كما علق على الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة عدن ومن يقف وراءها..
في الحوار الآتي:
* نبدأ من الأحداث التي شهدتها العاصمة عدن مؤخراً.
- المجلس الانتقالي وضع بعض الحلول للأزمة الحالية، ومنها رواتب المواطنين وأمور خدمية، وأعطى الحكومة مهلة لتصحيح المسار غير أن الحكومة لم تتجاوب مع المجلس الانتقالي، الأمر الذي أضطر بموجبه الانتقالي إلى دعوة الجميع للاحتشاد السلمي ضد الحكومة وممارساتها، بصفته في الوقت الحالي الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب، وبالنسبة إلى ما حدث من سفك للدماء في هذه الأحداث، أتت نتيجة لمحاولة حزب الأخوان إلى زرع خلاف جنوبي - جنوبي لصد الجنوبيين عن الهدف المنشود بالقضية الأم والمتمثلة بالقضية الجنوبية، ولهذا تحاول أحزاب الإخوان بكل ما تملك من وسائل إعلام مرئية ومقروءة ومواقع إخبارية زرع الفتنة داخل الجسد الجنوبي الواحد، وخلق صراع جنوبي داخل عدن.
وأقولها بملء الفم أن عهد عفاش قد انتهى، وأن هذه المدرسة التي خرجت من تعليمه بالتفرقة بين الجنوبيين قد انتهت أيضاً؛ لكون الجنوبيين قد فهموا المرحلة الحالية، وأتمنى من جميع الشباب الجنوبي المثقف أن لا ينجروا وراء ما تنشره تلك المواقع والتي تحاول جاهدة زعزعة الأمن والاستقرار، والفتنة الداخلية.
* كيف تقرأ الأمور في الجنوب بعد هذه الأحداث؟
- كانت أزمة بسيطة ومفتعلة وانتهى أمرها، أما عن مستقبل الجنوب فهناك أمور تبشر بخير، ونحن نحاول أن لا نستبق الأحداث، فهناك خطط مدروسة تجري من خلف الكواليس، وخطه مدروسة من المجلس الانتقالي في تسيير أمور البلاد، وهناك أشياء ما تزال تدرس وسنتحدث عنها في حينها، وهنا أطمئن الجنوبيين بأن التغييرات الحاصلة كلها تخدم القضية.
* حسب علمنا هناك خطة وضعت من قبل التحالف بعد هذه الأحداث لتأمين الجنوب.. أين موقع المقاومة الجنوبية منها؟
- ما يقوم به التحالف من خطط عسكرية وأهداف هم أعلم بها من غيرهم بهذا الشأن.
أما فيما يخص موقع المقاومة في المستقبل القادم، فنؤكد بأن أبطال المقاومة الجنوبية منخرطون حاليًا في المؤسسات العسكرية والأمنية، ومستقبل الجنوب بشكل عام، أيضاً نؤكد بأن الانتقالي قد أثبت بأنه واقع لا مفر منه بل أصبح طرفا عسكريا وسياسيا، كما أثبتت المقاومة الجنوبية بأنها القوة الوحيدة التي عملت مع التحالف في تحقيق أهداف عاصفة الحزم، كما أن الانتقالي بات يمتلك إدارة وقيادة تستطيع إدارة البلاد، ويملك أيضاً قوة عسكرية تستطيع تأمين وحماية الجنوب والدفاع عنه من كافة اشكال التطرف والإرهاب، والمقاومة الجنوبية اليوم شريك فعال إلى جانب قيادة التحالف العربي في تحقيق أهدافه وتأمين المنطقة العربية.
* ماذا عن الخلافات التي طفت على السطح بينك وبين عيدروس الزُبيدي وانسحابك من اجتماع المجلس الانتقالي؟

- بالنسبة إلى انسحابنا من اجتماع المجلس الأخير كان حول بعض نقاط البيان، وهناك من فهم انسحابي بأنه اعتراض على المجلس وهذا غير صحيح، ولا وجود لأي خلاف مع الأخ الزُبيدي وقيادات المجلس فهم شركاء نضال وسنسير نحن وهم في طريق التحرير والاستقلال، وقد جلسنا مع الزُبيدي قبل أيام حول بعض النقاط وتم الاتفاق على كل شيء وما يروج له من بيانات نسبت لي وخلافات مع قيادات المجلس لا أساس لها من الصحة، وهنا نؤكد بأن قيادات المقاومة الجنوبية شركاء مع الحامل السياسي للقضية الجنوبية، وتُعد المقاومة هي الذراع العسكرية للمجلس.
* الجنوبيون شاركوا في سلطة الشرعية ما تقييمك لهذه التجربة ؟
- صحيح أن الرئيس هادي - حفظه الله - أعطى فرصه للجنوبيين لإدارة البلاد بعد الحرب وهذا شي لا خلاف عليه وكنا يومها وبكل صراحة على تفاؤل كبير في إعادة مسار البلاد والنهوض بها وخاصة أيام دولة رئيس الوزراء خالد بحاج لكن تم تغييره وإعطاء الحكومة لأحمد بن دغر التي لا نعرف اتجاهها، والتي أيضاً سرعان ما حاولت أن تحجب الكثير من المشاريع عن العاصمة عدن وبقيه المحافظات، وحاصرت المحافظين منهم الزبيدي والمفلحي ولم تترك لهم الطريق للمسير بالتنمية الشاملة لهذا البلد، بل إنها تعمدت خلق الأزمات وافتعال المشاكل المختلفة؛ لتظهر للجميع بأن هؤلاء لا يستطيعون إدارة الجنوب، وهذا لا أساس له من الصحة، فالجنوبيون باستطاعتهم إدارة بلادهم إذا سنحت لهم الفرصة.
* الوقوف مع الشرعية والتحالف حنكة سياسية لخدمة الجنوب.. ثم وجود طارق بعدن.. ما قولك؟
- بالنسبة لسياسة دول التحالف العربي مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وخطاب الزبيدي الأخير نؤكد بأن هناك أمورا تدار بشكل سري وسياسة متبعة لدول التحالف والمجلس الانتقالي، وبهذا الخصوص لا نستطيع أن نقول شيئا في الوقت الحاضر فهذه سياسة حرب، ولكن الواضح أن هناك خطة قادمة من التحالف وعزيمة مستمرة لتحرير الشمال، وقيادة التحالف العربي هي أدرى وأفهم بهذا الشأن، وما يقومون به من أمور عسكرية وسياسية هي لمصالحة أمن واستقرار المنطقة ولقطع أي تمدد خارجي على الجزيرة العربية.
أما فيما يخص جود طارق صالح في عدن فأنا ضد تواجده، ومع التحالف في دعم أي مقاومة في الشمال، ولكن خارج حدودنا الجنوبية.
*أين موقع الجنوب من الإعراب في ظل التطورات الساخنة محليا وخارجيا ؟
- موقع الجنوب متغير اليوم عن السابق، فاليوم أصبحت القضية الجنوبية لها حامل ومكون سياسي متمثل بــ(المجلس الانتقالي الجنوبي) يرأسة الزُبيدي، وأصبحت المقاومة الجنوبية شريك التحالف في تحقيق أهدافه.
أما عن التغيرات المحلية فنؤكد أنه من المستحيل أن تُحكم عدن والجنوب بغير أهلها، والعودة إلى زمن الوحدة فضرب من المستحيل، والصورة الكاملة تؤكد بأن القضية الجنوبية أصبح لها اعتراف دولي وبقي هناك ترتيبات سياسية وفي القريب العاجل بإذن الله ستشرق شمس الحرية والاستقرار.

* كنت أول جنوبي تم إقالته من منصبه ما السبب ؟
- بإمكانك أن تطرح هذا السؤال لأهل لحج، وكيف كان الأمن قبل الحالمي وبعده، وعندهم ستلاقي الإجابة عن سؤالك هذا.
ومع هذا أقول استلمت قيادة أمن المحافظة وهي أشبه بمدينه أشباح لم يستطع حينها أي مسئول دخولها؛ بسبب انتشار القاعدة والإرهاب والتطرف، وبتوفيق من الله ثم بدعم من أشقائنا في التحالف العربي استطعنا تحرير وتأمين المدينة خلال وقت قصير.
وتفاجأنا بعد أن انهينا مهمتنا في ترسيخ الأمن وإعادة الحياة إلى طبيعتها بقرار الإقالة ولم أعلم أسبابها حتى قابلت وزير الداخلية يومها والذي قال لي بصريح العبارة: «يا حالمي هناك ضغوطات ومؤامرات عليك لأنك عملت بشكل صحيح»، والامر غير المفهوم أيضاً أن إقالتي جاءت بقرار وزاري في الوقت الذي تم تعييني بقرار رئاسي.
ونحن لا يهمنا المناصب، وما هو في نصب أعيننا هو خدمة الوطن سواء أكنا برأس هرم السلطة أو كجنود، ونتمنى من الجميع أن يحافظوا على هذه المدينة، والإنجازات التي حققناها في هذه المحافظة العزيزة على قلوبنا.
*إذا ما تحدثنا عن عاصفة الحزم هل ترى بأنها حققت أهدافها؟
- نعم حققت كامل أهدافها والمتمثلة بإنقاذ المنطقة العربية كلها من التمدد الإيراني وليس فقط في اليمن.
وهنا نؤكد بأن التحالف رسم خطة عسكرية وكان يريد أن ينجزها في وقت قصير في الشمال والجنوب، وهي الخطة التي أنجزت في الجنوب حيث لم تستغرق عملية السهم الذهبي فيها اقل من أسبوع فقط لتحرير عدن بالكامل، بالرغم أن الاجتياح لعدن استمر حوالي 4 أشهر، تم بعدها تحرير محافظتي أبين ولحج، والسبب الرئيس الذي جعل التحالف يحقق أهدافه بعدن خاصة والجنوب عامه بهذه السرعة هو وجود الرجال المخلصين من أبطال المقاومة الجنوبية الحقيقية، الأمر الذي لم يتحقق في الشمال بعد لعدم وجود بيئة خصبة للتحالف هناك، وما يحدث في تبة نهم وغيرها من جبهات الشمال هي فقط لاستهلاك الوقت واستنزاف التحالف دون أن يكون هناك أي تقدم يذكر في جبهاته، كما أن من أسباب الفشل في تحرير الشمال عدم رغبة القيادات العسكرية العليا سواء المتواجدة في الرياض أو الذين على أرض المعركة بتحرير الأرض، بقدر عزمهم على مزيد من الاستنزاف والكذب على التحالف العربي، ولهذا على قيادات التحالف ترتيب أوراقها في الشمال وإيجاد قيادات عسكرية وطنية تستطيع أن تُدير المعركة هناك.
*ما هي رسالتك لشعب الجنوب؟
- رسالتي لجميع الجنوبيين أن يعوا المرحلة الحالية جيداً، وأن الشعب قد قدم قوافل من الشهداء منذ عام 1994م حتى يومنا هذا، وعليهم أيضاً أن يواصلوا العهد لدماء الشهداء والجرحى، وأن يعلموا أن دم الجنوبي على الجنوبي حرام، وأن جميع الأجهزة العسكرية في عدن وبقية المحافظات من قوات الحزام الأمني، والأمن العام، والحرس الرئاسي، والجيش كلهم جنوبيون، وأن لا ينجروا خلف المؤامرات التي يخطط لها الأعداء والرامية لتمزيق اللحمة الجنوبية، ونطمئن بالصدد أبناء شعبنا أن القضية الجنوبية اليوم ليست كما كانت عليه في الماضي، حيث أصبح لها حامل ومكون سياسي، ونبشرهم بأن هناك ترتيبات تجري في الخارج على قدم وساق؛ لتحقيق الاعتراف الدولي.
أيضاً أتمنى من الجميع رص الصفوف لإدارة البلاد، وأن يقوم كل شخص بمهامه، في جميع المجالات.
وإن كان من شكر فهو لمن كان لهم الفضل في تحرير وانتصار عدن وعموم محافظات الجنوب بعد الله سبحانه وتعالى وفي مقدمتهم القائد المشير الرئيس عبدربه منصور هادي، وقيادات التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والذين كانوا وما زالوا إلى جانبنا وقدموا أبناءهم لأجل هذا الوطن، وهنا نؤكد لهم بأن تضحياتهم دين في رقبتنا، وسنكون إلى جانبهم مهم كلفنا الثمن حتى تحقيق أهداف عاصفة الحزم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى