بناء عشوائي وبسط يطال صهاريج عدن.. تجاوب حكومي خجول عقب غضب مجتمعي ضد البناء في معالم أثرية بعدن

> عدن «الأيام» رعد الريمي

> أثارت ظاهرة البناء العشوائي والبسط على المعالم الأثرية بالعاصمة عدن، عقب حرب 2015م، حفيظة مواطنين ومثقفين؛ إذ باتت ظاهرة الاعتداء على المعالم الآثرية تتفاقم وتنتشر من معلم إلى آخر.
هذا السلوك الدخيل خرج عن كونه سلوكا فرديا من قبل مواطنين غير مدركين مكانة عدن التاريخية إلى حيز الظاهرة والتوجيه الممنهج من قبل جهات تقف خلف اعمال البناء العشوائي وخاصة بعد حرب 2015م.
ووصف مراقبون أعمال البناء العشوائي في عدن بأنها جزء من التدمير الممنهج الذي تسببت به الوحدة ليؤكدها اليوم عجز الحكومة التي باتت تتداعى كجسد المريض حيال كل أعمال بناء وبسط وعشوائيات تطال المعالم الأثرية غير آبهة بهذه الأعمال التي باتت اليوم تتجسد كثقافة بغيضة ودخيلة تمارس في عدن ومعالمها.
*غياب حكومي مستهجن
ظاهرة البناء العشوائي تتفاقم وسط عجز كامل من الحكومة والوزارات المعنية كوزارتي الثقافة والسياحة وهيئة الآثار والمحافظة والسلطة المحلية لتتجه نحو المعالم الأثرية حيث شهد اكثر من معلم أثري بالعاصمة عدن بناء عشوائيا.
وتشهد اليوم قلعة صيرة ومفتاح عدن والمجلس التشريعي والمملاح والمناطق الرطبة الخاصة بالطيور «محميات طبيعية» ومقبرة الفرس وكهوف البوميس استمرار اعمال البناء واخراج هذه المعالم الأثرية وغيرها من مكانتها التاريخية التي تمتد لقرون.
بناء أساسات منزل عشوائي داخل الصهاريج
بناء أساسات منزل عشوائي داخل الصهاريج

*معلم من القرن 15 قبل الميلاد
أعمال البناء غير القانوني والبسط طال هذا الأسبوع أبرز معالم عدن التأريخية وهي الصهاريج.
وقام أحد المواطنين ببناء منزل في الجهة اليسرى وهي الجهة المحاذية للبوابة، وعمد المواطن إلى استمرار البناء في الصهاريج وسط صمت رسمي مريب.
و زارت «الأيام» أمس الصهاريج وطالعت ما طال المعلم من إهمال من قبل الحكومة حيث تطالع وانت تتجول في اروقة الصهاريج الغياب التام لأعمال النظافة بالإضافة إلى اهمال فاضح من قبل الجهة المختصة بأعمال التشجير للصهاريج.
بالإضافة إلى ضعف الرقابة من قبل القائمين على المعلم ومراقبة سلوك الزوار إذ لا تخلو مساحة من كتابة اسم او ذكريات، بعضها يقع خارج حدود الذوق العام، بالإضافة إلى انتشار القمامة والقاذورات وتدمير لحواف المعلم وأركانه وأرضيته، وغياب تام لحملات النظافة سواء من قبل السلطة ومنظمات المجتمع المدني والقائمين على المعلم والزوار.
*حرب على الموروث الثقافي لعدن
واستهجن المواطنون وناشطو المجمع المدني والمهتمون بالموروث الثقافي في العاصمة اعمال البناء العشوائي التي طالت معلم الصهاريج وعدوها قصورا فاضحا ومعيبا وغيابا مخلا بالأمانة العامة من قبل السلطات المحلية والحكومة التي من المفترض بها ان تستشعر هذه الأعمال عقب التداعي المجتمعي، كون الحفاظ على الموروث الثقافي يقع في صلب مهامها.
وتساءلت الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار عدن د. أسمهان العلس عبر صفحتها بالفيس بوك عن دور الحكومة ودور وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والسلطة المحلية، في ما يحدث في الصهاريج.
منزل عشوائي داخل معلم الصهاريج
منزل عشوائي داخل معلم الصهاريج

وبمنشور سابق وصفت العلس ظاهرة العشوائيات في عدن بأنها جزء من «التدمير الممنهج الذي تسببت به الوحدة في عدن»، مبررة ما حدث من اعمال بناء عشوائي باستمرار الحرب على عدن وان الحرب على عدن لم تنته بعد، في إشارة منها إلى ان اعمال البسط التي تقع ضمن الحرب على عدن وما تمتلكه من معالم أثرية.. مؤكدة «أن ما تعانيه عدن من انتشار العشوائيات هو جزء من ملف الحرب على عدن الذي مازال نشطا من خلال السلوك العشوائي بكل اتجاهاته وفي كل مدن ومناطق عدن العاصمة.
*غياب حكومي بارز
وشنت العلس هجوما حادا على الدولة ووصفتها بانها غائبة وبلا رؤية وكذلك وزارة الثقافة التي وصفتها بالغياب وانها بلا رؤية تجاه التعامل مع الموروث الثقافي، وان الموقف ذاته انعكس على الهيئة العامة للآثار والمتاحف والسلطة المحلية الذين يلزمهم قانون الآثار وقانون السلطة المحلية بالحفاظ على هذا الموروث..داعية في حديثها للاستفادة من تجارب الشعوب العربية التي حافظت على الموروث الثقافي متناسية انتماءاتها السياسية والعقائدية واصطفت في صف واحد دفاعا عن الهوية الثقافية لبلدانهم.

*تفاعل حكومي باهت
وكان وزير الثقافة مروان دماج وجه امس مدير مكتب الأثار في عدن بسرعة متابعة قضية البناء العشوائي الذي تم في صهاريج عدن التاريخية بمنطقة الطويلة والعمل على سرعة إزالته بالتنسيق مع السلطة المحلية في المحافظة.
وشدد على تكاتف الجهود للتصدي لأعمال البسط والبناء العشوائي التي تتم في المواقع الأثرية والتاريخية والتي كان آخرها البناء في صهاريج عدن التاريخية التي تعتبر من اهم وأقدم المعالم الأثرية التي تشتهر بها المدينة، كما عبر دماج عن شديد اسفه لمثل هذه الأعمال التي تضر بمعالم مدينة عدن الأثرية التي نفخر بها بين جميع دول العالم لمكانتها التاريخية العريقة.
وتعد «صهاريج عدن» من أبرز المعالم التاريخية والسياحية في محافظة عدن، إذ يحرص زوار المدينة سواء كانوا من داخل البلاد او خارجها على زيارتها والوقوف على روعتها دقتها الهندسية.
وتعتبر الصهاريج سلسلة متواصلة من أحواض المياه تبدأ في سفوح جبل شمسان وتنتهي بوادي «الطويلة» الذي يصب في مياه البحر بخليج عدن قرب قلعة صيرة.
وهي عبارة عن خزانات مياه لتخزين مياه الامطار لاستخدامها للزراعة وللشرب، ولحماية مدينة عدن من السيول التي تسبب دمارا كبيرا حين نزولها كل عام، ولهذا بنيت هذه الصهاريج في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى