مصلحة الأحوال المدنية في الضالع.. بين مطرقة الإهمال وسندان الفشل.. الإدارة تطلق وعودا بصرف البطائق ولا تنفذ

> تقرير/ طه منصر

> بعيد تحرير محافظة الضالع من الحوثيين وحلفائهم، كانت الآمال تتعاظم لدى سكان المحافظة في تفعيل عمل المكاتب الحكومية، لكن هذا لم يحدث، وفي مبنى مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني في مركز المحافظة ينتشر الفساد في اروقة المكان، فيما اهمال الجهات الرسمية يتصدر اسبابا كثيرة ساهمت في تراجع العمل، واضحى المكان متهالكا.
مع ان الاحوال المدنية والسجل المدني من المراكز الهامة التي يعتمد عليها المواطن، حيث يتحصل منها على بطائق الهوية وشهادات الزواج والميلاد، ومعاملات اخرى تتصل مباشرة بالمواطن.
ويلتقي الفساد الذي تشترك فيه اطراف عديدة مع إهمال السلطة والحكومة تجاه المرفق القانوني المهم، وهذا ادى الى تعثر العمل، خصوصا بعد الحرب الاخيرة.
ويقول مواطنون ان مدير المصلحة يتحمل مسئولية العبث الذي بات ينتشر في اروقة المكتب الحكومي، وبحسب هؤلاء فإن الفساد بالتوازي مع عملية المماطلة في انجاز الاعمال، دفعهم للتوجه صوب محافظة لحج المجاورة، في وقت سابق من يوم الثلاثاء لاستخراج البطاقة الشخصية بعد ان توقفت المصلحة بالضالع عن صرف البطائق، وقالوا انهم لاقوا مماطلات ووعودا كاذبة من مدير المصلحة والموظفين مع ان عددا كبيرا من الاستمارات قد تم تعبئتها قبل أشهر.
في السياق ذاته، بغية تقديم صورة عن ما الذي يجري في مبنى الاحوال المدنية بالضالع، كان النزول لمصلحة الأحوال المدنية ومبنى السكرتارية وهو الفرع الآخر للمصلحة. المكان يبدو خاملا، ليس هناك آثار لعمل حكومي، كما ان المبنى الحكومي الذي يفترض ان يسير عمله وفق تقنيات العصر الحديثة، لا توجد فيه اجهزة كمبيوتر.

*نظام غائب وعشوائية سائدة
التقينا مواطنين كانوا في المكتب لإنجاز بعض المعاملات، لكن موظفين في المصلحة قالوا ان الجهات الرسمية تمارس الاهمال تجاههم ايضا.
قال علي النوبي وهو شيخ قبلي “نواجه معاناة صعبة ومعقدة ايضا، هناك مماطلات ووعود بصرف كروت البطاقة الشخصية وكذلك الاستمارات، لكن هذا لم يحدث، وهي غير متوفرة، وإلى اليوم والمصلحة مغلقة".
المواطن محمد خالد قال إن “مبنى الأحوال المدنية يخلو من النظام والقانون”، واضاف "العشوائية هي السائدة هنا، صارت البطاقة العائلية تباع بسبعة آلاف ريال، وهو سعر يتجاوز سعر الجواز".
وطالب الجهات المختصة بسرعة “إيجاد نظام وتغيير الطاقم الحالي بأكمله”، مضيفا انهم باتوا بحاجة لأناس عقال حد وصفه. وقال “هؤلاء شكلوا معاناة اخرى الى جانب المصاعب المادية وأسعار السلع الغذائية التي أرهقتنا".
وتابع محمد بغضب "هؤلاء باعوا ضمائرهم، حتى الهواء سيبيعونه لنا بالفلوس!!” وظل يردد "خنقونا بكل شيء!!".
موظف في المصلحة مستاء من الاعتداء على المكتب والعبث بمحتوياته من قبل مواطنين
موظف في المصلحة مستاء من الاعتداء على المكتب والعبث بمحتوياته من قبل مواطنين

*تراكم العمل خلق المشاكل
عبدالله مقبل، وهو شرطي مرور، قال “مدير الأحوال المدنية بدأ افتتاح أربعة فروع في المحافظة لكي تعمل على صرف الاستمارات الخاصة بالهوية، وهي الأزارق والحصين وجحاف والضالع المركز، حينها كان يسير العمل على أكمل وجه، وصرفت الكثير من الاستمارات للمديريات المذكورة آنفا”.
وأضاف "بعد توقف صرف الاستمارات حدثت فوضى في مبنى المصلحة، وحينها قام مواطنون بتقطيع الاوراق والاستمارات وتكسير بعض اثاث المكاتب التي هي بالأصل متهالكة، وسرق اكثر من مئة وخمسين الف ريال من حوزة احد الموظفين هناك، وبعد هذه الفوضى اوقف مدير المصلحة العمل نهائيا حتى توفير الحماية الكاملة للمصلحة والموظفين".
وقال مقبل "إن الرقم الوطني للاستمارات السابقة لم ينزل حتى اليوم، وبذلك تراكم العمل، وهذا ادى الى تعثر معاملات المواطنين في كل المرافق الحكومية".
سيف سند، موظف في السجل المدني بالمصلحة، يعمل في فرع السكرتارية، قال "لا توجد حراسة امنية للمصلحة وهذا يجعل المواطن يشتم ويتهجم على مكاتب المصلحة بطريقة عشوائية واستفزازية".
وقال سند ان "هذا يحدث في حالة مصارحة المواطنين بعدم توفر استمارات أو تأخر عملية الصرف، بالتالي نضطر احيانا الى تأمين ما نملكه شخصيا بسبب الفوضى التي يلجأ اليها المواطنون".
يختتم سند حديثه "المصلحة اليوم تفتقر إلى الاثاث المكتبي والكثير من مستلزمات العمل".
تقرير/ طه منصر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى