عشرات المدنيين من مرتادي شاطئ جولدمور بين قتيل وجريح.. انفجاران يستهدفان عدن والجنوب والامم المتحدة

> عدن «الأيام» خاص

> هاجم انتحاريون بسيارتين مفخختين ومسلحون انغماسيون مقر قوات مكافحة الإرهاب التابع لإدارة أمن عدن في حي جولدمور بمديرية التواهي.
وهز الانفجاران عند الساعة 5:25 قبيل مغرب أمس منطقة ساحل جولدمور شديدة التحصين التي يتواجد فيها المقر الرئيس للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وقال شهود عيان ومسعفون لـ«الأيام» إن سيارة صالون مغطاة بزينة الاعراس تجاوزت نقاط التفتيش الممتدة من نفق جولدمور وتحركت مسرعة لتضرب بوابة معسكر قوات مكافحة الارهاب ثم انفجرت.
وأضافوا إن سيارة ثانية صغيرة الحجم انفجرت عند نقطة أمنية بمحاذاة مبنى المجلس الانتقالي الجنوبي عقب فشلها في التوجه الى موقع الانفجار الأول، فيما ذكر مصادر وشهود عيان أن جنودا أمنيين أطلقوا الرصاص على السيارة الثانية وفجروها قبل وصولها للهدف.
ووقع الهجومان بعد وقت قصير على انتهاء قيادات المجلس الانتقالي من اجتماع في مقرها بمسؤولين من مكتب المبعوث الأممي الخاص لليمن لمناقشة ترتيبات فتح مكتب دائم للأمم المتحدة بعدن.
بقايا احدى السيارتين المفخختين
بقايا احدى السيارتين المفخختين

وذكرت وكالة رويتزز أن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) أعلن مسؤوليته عن التفجيرين الانتحاريين. وقالت وكالة أعماق للأنباء التابعة للتنظيم إن: "(العمليتين الاستشهاديتين) استهدفتا معسكرا لمكافحة الإرهاب في التواهي بعدن"، لكن لم تذكر أي تفاصيل أخرى.
وهرعت سيارات الاسعاف والشرطة الى موقع الانفجارين في وقت كان مسلحون، يرجح أنهم يرتدون أحزمة ناسفة، قد بدأوا هجوما انغماسيا على مقر المعسكر.
وانتشل مسعفون عددا من قتلى وجرحى الجنود وحراس بوابة المعسكر وعشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء اصيبوا بينما كانوا يرتادون الشاطئ للاستجمام. وتضررت سيارات وممتلكات عامة وخاصة في الشاطئ. وسمع صراخ أطفال يبحثون عن امهاتهم واسرهم في الشاطئ، حسب شهود.
وقال مسئولون أمنيون ومسعفون لـ«الأيام» إن ستة مسلحين انتحاريين هاجموا المعسكر بالاسلحة الرشاشة والقذائف لكن جنود مكافحة الارهاب تصدوا لهم ودارت اشتباكات استمرت نحو 15 دقيقة قتل خلالها جميع المهاجمين.
وأبلغ مصدر طبي «الأيام» بأن مستشفيي الجمهورية وباصهيب العسكري استقبلا ضحايا الانفجارين وعددهم 38 جريحا.
وأشار الى ان القتلى عددهم 6 على الأقل منهم ثلاثة جنود وامرأة وطفلان، وان 24 مصابا يتلقون العلاج في مستشفى باصهيب و14 مصابا في مستشفى الجمهورية.
وقال مصدر أمني لـ«الأيام» إن قوات الأمن تبحث عن سيارة ثالثة يعتقد انها مفخخة وهي سيارة اسعاف. وكشف المصدر أن حملة أمنية احتجزت عددا من سيارات الاسعاف في مبنى إدارة الأمن لفحصها، واخلت سبيل البعض، فيما ظلت سيارات اخرى قيد الفحص حتى الساعة العاشرة من مساء أمس.

وأعلنت إدارة أمن عدن في بيان أن قواتها احبطت هجوما إرهابيا استهدف مقر إدارة مكافحة الإرهاب بسيارتين مفخختين.
ونقل البيان عن مدير أمن عدن اللواء الركن شلال علي شائع قوله إن "سيارتين مفخختين وعددا من الانغماسيين حاولوا الاقتراب من مبنى قوات مكافحة الارهاب وتفجيره إلا أن يقظة الجنود افشلت المخطط، وتم تصفية الانغماسيين الإرهابيين على الفور قبل ان يتمكنوا من الوصول الى البوابة الخارجية لمقر مكافحة الارهاب".
وأوضح البيان أن مدير الأمن شلال شائع تلقى اتصالين من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي وقائد قوات التحالف العربي اللذين تواصلا معه عقب إحباط العملية الإرهابية المزدوجة مباشرة.
وحسب البيان، أشاد مدير أمن عدن بيقظة رجال مكافحة الارهاب الأبطال الذين تمكنوا من إفشال مخطط الهجوم الإرهابي بسرعة فائقة بتوفيق من المولى العلي القدير وبسواعد الأبطال من رجال الأمن وافراد الكتيبة الثانية عاصفة.
وترحم مدير أمن عدن على الشهداء الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي من رجال الأمن والمدنيين الذين بلغ عددهم حوالي 5 شهداء بينهم طفل و31 جريحا من المدنيين من مرتادي الساحل المقابل لمقر إدارة مكافحة الارهاب، بينهم 7 جرحى من افراد الكتيبة الثانية عاصفة الواقعة امام مقر ادارة مكافحة الارهاب.
مواطن يحاول انقاذ طفل
مواطن يحاول انقاذ طفل

وتعليقا على الهجوم قال خبير الجماعات الاسلامية المتخصص في شؤون الارهاب سعيد الجمحي إن العملية الارهابية لم تحقق ما تم التخطيط له؛ إذ إن عملية بهذا التخطيط وهذا الحشد لتلك القوة التدميرية كان من المتوقع ان تكون خسائرها كارثية.
وأضاف الجمحي في تعليق خاص لـ«الأيام» حول الحادث أن "استهداف المكان في وقت يزدحم فيه شاطىء جولدمور بالنساء والاطفال الأبرياء يكشف أن المهاجمين الذين تم دفعهم للقيام بهذا العمل الإجرامي هم مغيبون عن الوعي، خصوصا أن التنظيمات الإرهابية اضطرت - حسب إصدارات لها - إلى إلغاء هجمات خشية وقوع ضحايا من غير المستهدفين".
واعتبر الجمحي تفجير جولدمور محاولة فاشلة كان من أهدافها "إحداث أكبر قدر من الضحايا الأبرياء لتوصل رسالة مفادها أن الأمن في عدن لايزال هشاً" وأيضا "التأكيد على أن الإرهاب لايزال قادراً على الحركة والاستهداف، حيث أراد الإرهابيون من خلالها القول إننا لانزال حاضرين في محافظات الجنوب".
وقال "في المجمل فإن الهدف العام لمثل هذه العملية هو تعميق الفوضى وفتح الباب لمزيد من خلط الأوراق".
سيارات المواطنين التي تضررت جراء الانفجار
سيارات المواطنين التي تضررت جراء الانفجار

ويرى الجمحي أن التفجيرين دلالة على أن محافظات الجنوب باتت هدفاً لأطراف يقلقها توحد كلمة أبناء الجنوب تحت كيان قوي تلاحمت فيه المظلة السياسية المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي مع قوات المقاومة الجنوبية، واستطاع الجنوبيون أن يقولوا "لا للفساد ولا للإرهاب".
ولم يستبعد الجمحي وقوع العملية كرد "فعل غبي من طرف أزعجه الانتصار الكبير الذي حققته النخبة الحضرمية ضد القاعدة في وادي المسيني ووادي عمد بحضرموت".
وقال "من أعلن مسؤوليته عن عملية التواهي هو تنظيم الدولة المعروف (داعش) وذلك لأن الطرف الذي أراد إحداث فرقعة في عدن باسم عملية انتقامية لما جرى في حضرموت، يدرك ان (داعش) يمكن الركوب على موجتها فهو لايزال كياناً لا يمتلك ما لدى القاعدة من امكانيات اعلامية ستدفع التنظيم لتكذيب قيامه بهذه العملية".
وأشار الى أن العملية سبقتها حملات اعلامية شرسة ظلت ولا تزال تحرض ضد المقاومة الجنوبية ودول التحالف واتهام المقاومة بالعمالة واعتبار دول التحالف وبالذات الامارات دولة تسعى لاحتلال الجنوب، وذلك غير صحيح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى