فيتو روسيا غيب صوت الحكومة وأدخل اليمن في تسوية إقليمية معقدة

> واشنطن/ نيويورك «الأيام» خاص/ أ ف ب

> وصف مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية والمحلل السياسي ماجد المذحجي الخلاف في مجلس الأمن بشأن مشروع القرار الفرنسي البريطاني لإدانة إيران في أزمة اليمن بأنه معركة "نقلت الملف اليمني إلى مستوى جديد".
ماجد المذحجي
ماجد المذحجي

وقال المذحجي الذي يتواجد في واشنطن حاليا في تعليق طلبته «الأيام» أمس حول تطورات المشهد السياسي في اليمن عقب جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن مناقشة مشروعي قرارين بريطاني وروسي “لا يوجد شيء يفصح عن كيف تحولت اليمن من ملف محل توافق دولي إلى ملف محل انقسام دولي كما حدث الاثنين. فروسيا تستخدم الفيتو لأول مرة في شأن يخص اليمن، وهذا غير مسبوق خلال السنوات الثلاث من الصراع في اليمن".
وأضاف: "هناك ملامح واضحة عن كيفية انخفاض مستوى الفاعلين المحليين في التأثير بالملف اليمني، وطول اليد للفاعلين الدوليين الإقليميين".
وأشار المذحجي إلى أن هذه مرحلة جديدة وسيكون لها تداعيات واضحة على الملف اليمني.
وقال: "روسيا بهذا التصرف في تقديري تريد التاكيد بطريقة بسيطة أنها موجودة ولا يمكن استبعادها ولا يمكن حصر الملف اليمني فقط على الأمريكان ولا البريطانيين، والأمر أعقد من أنها تريد حماية إيران، بل تريد تمثيل مصالحها في مستوى آخر، يمكن أن نلاحظ أن روسيا خاضت معركة الملف اليمني بالتداول مع ملف الغوطة والضغوط الدولية على روسيا في موضوع سوريا".
وتابع: "نحن نشهد معركة إقليمية، أحد تجلياتها في اليمن وتجل آخر في سوريا، وهذا تدركه روسيا ويدركه الفاعلون الآخرون، أصبح الملف اليمني أكثر تعقيدا، ونحن ننتقل لمرحلة أخرى يغيب معها صوت الحكومة الشرعية وترتفع أصوات الذين يوظفون الملف اليمني في إطار التسوية الإقليمية المعقدة".
وأوضح أن "هذا التعقيد يشير إلى أن دور المبعوث الأممي الجديد سيضع في الاعتبار أصوات الدول الكبرى التي صارت الآن متعارضة فيما يخص اليمن".
وأعلنت طهران، أمس، أن الفيتو الروسي ضد قرار حول النزاع في اليمن بمجلس الأمن الدولي لإدانة إيران يشكل فشلا جديدا للولايات المتحدة.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن "الإدارة الأميركية حاولت خلال العام الماضي جر إيران مرة أخرى إلى مجلس الأمن وكل مرة تُمنى بالفشل، وهذا دليل جديد على عزلة الأميركيين على الساحة الدولية وقوة الجمهورية الإسلامية"، بحسب ما نقلت عنه وكالة إيرنا.
وتابع عراقجي أن “الاتهامات المغرضة ضد إيران باتت واضحة ومكشوفة تماما في تنظيم تقرير (فريق خبراء الأمم المتحدة في اليمن)".
ومضى يقول إن "لجنة الحظر التابعة لمجلس الأمن أصدرت أحكامها حتى قبل أن تدرس أو تستمتع إلى إيران وإن حجم تأثير الآخرين على هذا التقرير كان واضحا”.
وأفاد تقرير أعده خبراء تابعون للأمم المتحدة أن إيران لم تمنع وصول هذه الصواريخ إلى اليمن، لكن الخبراء لم يتمكنوا من تحديد القنوات التي أتاحت نقل الصواريخ إلى الحوثيين في اليمن.
وتعتبر روسيا أن تقرير الأمم المتحدة لا يحمل أدلة على تورط مباشر للسلطات الإيرانية في إيصال الصواريخ إلى اليمن. كما ترى أيضا أن قطع الصواريخ التي عرضتها واشنطن، حتى ولو كانت إيرانية الصنع، فهذا لا يكفي للدلالة على أن إيران قامت بدور مباشر في نقلها إلى اليمن في خرق لقرار الأمم المتحدة الصادر عام 2015.
ومنذ عدة أشهر تمارس الولايات المتحدة ضغوطا لإدانة طهران وفرض عقوبات عليها بعد إطلاق المتمردين الحوثيين صواريخ على السعودية في 2017.
واستخدمت روسيا حق النقض في مجلس الأمن، أمس الأول، على مشروع قرار تقدمت به بريطانيا ودعمته الولايات المتحدة وفرنسا يجدد الحظر على تسليم الأسلحة إلى اليمن، ونجحت في اعتماد قرار تقني بالإجماع لا يتضمن أي إشارة إلى إيران.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى