غياب الاهتمام من الحكومة والتحالف يضاعف معاناة أسر الشهداء والجرحى.. مدير عام ردفان: نناشد توفير الرعاية والدعم لذوي الشهداء شهريا

> رصد/ رائد محمد الغزالي

> عندما تقدم الحوثيون، الذين تدعمهم إيران، صوب المحافظات الجنوبية، خلف قتال الجماعة المسلحة شهداء وجرحى على نطاق واسع من المناطق التي وصلوا إليها أثناء الحرب، وفي رباعيات ردفان باتت أسر هؤلاء الشهداء تعاني جدا، هذا بالإضافة إلى قائمة كبيرة من الجرحى والمعاقين توازيا مع تدني الأوضاع المعيشية بعد أن لاقوا الإهمال من الجهات الحكومية خلال الثلاث السنين الفائتة.
وهذا الوضع يوازي ما تعرض له الجيل الأول من المناضلين الذين شاركوا في ثورة الرابع عشر من أكتوبر.
«الأيام» كانت هناك والتقت في الأثناء عددا من أهالي الشهداء والجرحى الذين أبدوا عدم الرضا عن الوضع الذي صار ملازما لهم منذ أعوام.
*غياب الاهتمام
قال شائف لعضب إن الحالة التي باتت تعيشها عائلات وأهالي الشهداء في مديريات ردفان لم تعد مقبولة بتاتا، وشائف هو والد الشهيد عمران شائف القطيبي الذي كان استشهد في موقعة بلة قرب منطقة العند حيث توجد القاعدة العسكرية العريقة.
وأردف: "صبرنا عامين، قلنا لعل وعسى أن تكون السلطات أحرص بعد أن ترتب وضعها، لكن هذا لم يحدث، لم يحصل اسم الشهيد ابني على رقم إلا خلال الشهرين الآخيرين، مع أنه كان من ضمن قائمة الأسماء المطلوبة التي يجب أن ينالها الاستحقاق، فهو أحد شهداء الحرب الأخيرة 2015م، وقد حرمنا من المكرمة".
وتابع حديثه: "أن إسقاط اسم نجله يعود إلى الرفع العشوائي من قبل المكاتب في المديرية والمحافظة"، مضيفا "كان يجب أن يتم ترتيب أسماء الشهداء حسب طلب الجهات المختصة من أحداث الحرب الأخيرة، مع أنني أتمنى الخير للجميع، لكن هناك أولوية، والمسألة فيها تنظيم".
وعن الدعم من المساعدات الغذائية بشكل شهري قال شائف: "ليس هناك دعم شهري يأتينا ولم نتسلم دعما غذائيا سوى مرتين وذلك في الثلاثة السنوات الأخيرة".
*هل من اهتمام؟
يقول أحمد يحيى البشيري، وهو والد الشهيد نائف البشيري الذي كان هو الآخر سقط في منطقة بلة خلال الحرب ضد الحوثيين: "صبرنا ولازلنا على سوء الوضع الذي نعيشه، أبناؤنا ضحوا بأنفسهم في سبيل انتصار الوطن، ولكنه أمر مخجل أن تظلم وتحرم أسرهم من الرعاية والاهتمام" مطالبا التحالف الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية بـ "الالتفاف لمعاناة الجرحى".

*واقع سيء
أحمد محمود البكري، وهو شيخ مشايخ البكري في ردفان كما أن شقيقه كان استشهد، قال: "إن الذي يحدث لأهالي الشهداء مسيء جدا مع تصاعد المعاناة الكبيرة لهم"، مضيفا "المكرمة السعودية لم تشمل كل الشهداء، وهذا الدعم في حقيقة الأمر ليس بالمستوى المأمول، لكن الدعم الحكومي غائب تماما، نامل أن تتم الاستجابة للحالة الصعبة التي يعاني منها الأهالي ماليا وفي الجانب الغذائي".
أحمد محمد سالم الفضلي، والد الشهيد عبيد الفضلي، قال هو الآخر: "لم أستلم باسم نجلي الشهيد أي شيء سواء كان مرتبا أو مكرمة حتى اللحظة، لقد قمنا بتعبئة استمارات، وقدمنا تقارير، وتم ترقيم اسم الشهيد ضمن العشرات من الشهداء، لكننا لازلنا ننتظر المعاش".
وأضاف: "ابني شهيد وأنا أخدم في مستشفى ردفان العام منذ عشرين عاما وبدون مرتب، وفي الوضع الحالي هناك من يستلمون مرتبات بشكل مضاعف، وهؤلاء يستغلون الفساد الحاصل الذي يجعل الكثيرين من البسطاء يشعرون بالإحباط".
*معاناة جريح
يقول مقبل أسعد صالح: "إنه أصيب في جبهة بلة وظل منتظرا للاهتمام والرعاية من قبل الجهات المختصة لكن الملف الذي قام بتعبئته كان قد فقده في مكتب الشهداء، ما اضطره إلى تعبئة ملف آخر".
ويضيف: "كنا نتمنى أن يكون هناك اهتمام من قبل قياداتنا بأسر الشهداء والجرحى، لكن العكس حدث، لقد ذهبوا لتحسين مستواهم ومستوى أبنائهم وأقربائهم وتركونا نعاني وحيدين، الكثير من الجرحى باتوا يعانون في المستشفيات وهناك من توفي بسبب غياب الاهتمام".
مدير عام مديرية ردفان عميران الجهوري قال: “إن الحكومة والتحالف العربي يهملان أهالي الشهداء كما أنهما لم يبديا تعاونا إزاء مشكلة الجرحى”. مضيفا: "كان من الواجب أن تكون هناك أولوية للاهتمام بعائلات الشهداء بشكل شهري، كنا ناشدنا في عديد مناسبات أن هناك المئات من أسر الشهداء في المديرية هم بحاجة للرعاية والدعم شهريا، أما نحن في السلطة المحلية لا توجد لدينا الإمكانيات لتقديم الدعم، لأن وضعنا المالي سيء، لكننا مجددا نناشد الحكومة ودول التحالف بقيادة السعودية بتقديم الدعم لأسر الشهداء".
وقال الجهوري: "إن أسر الشهداء باتت تعيش وضعا صعبا، ناهيك عن الوضع الاقتصادي الذي صار متدهورا". داعيا في السياق ذاته المؤسسات الخيرية ورجال الأعمال إلى "القدوم إلى ردفان ودعم أسر الشهداء والجرحى”، الذي قال: “إنهم بحاجة عاجلة للعلاج".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى