في إحاطته الأخيرة.. ولد الشيخ فسّر الماء بالماء !! عدم إدراك المبعوثين طبيعة الصراع باليمن وتركيبته يعيق تحقيق السلام

> تحليل/ عبدالقوي الأشول

> هل فعلا الأمم المتحدة حريصة عند اختيار ممثليها في هذا البلد أو ذاك أن تأخذ في الاعتبار أهمية أن يكون لدى المبعوث معرفة كافية بشؤون ووضع هذه البلدان أو تلك، وهل لديه قراءة واسعة لقضايا الشأن السياسي؟.
منبع هذا التساؤل هو طبيعة أداء كل مبعوث أممي يأتي إلى اليمن لنجد في نهاية الأمر أن المبعوث الذي تم اختياره أقل معرفة بشؤون هذا البلد وطبيعة الصراعات القائمة بين أطرافه وتكويناتهم السياسية والاجتماعية وكذا طبيعة ماضي الصراع الذي عصف باليمن في الشمال والجنوب وبين الشمال والجنوب تحديدا.
كل هذه التعقيدات في مهمة أي مبعوث تأخذ الكثير من الوقت وتطيل أمد الحروب واستمرار الصراعات على حدتها، دون أن يأخذ أي مسار سياسي فاعليته أكثر مما نسمع من وصف كل مبعوث أممي من أنه كان على مقربة من حل كل شيء، يأتي فعل هذا القول عندما يغادر هؤلاء المبعوثون مهمتهم بخفي حنين.. فعلى مدى سنوات مضت لم ينجز المبعوثان الأول والثاني أي ملفات هامة على صعيد اليمن، بل لم يسهما - بأي حال - حتى في حلحلة بعض القضايا الإنسانية.
فالحرب اليمنية تمضي في عامها الرابع، وما نسمع من الهيئات القومية التي يفترض أن تكون فاعلة إلا التصريحات والبيانات التي لا تحمل أي جديد يذكر أمام مجلس الأمن.
ما يعني أن عمل الهيئات الدولية الروتيني على هذا النحو القاصر في مناطق تشهد مآسيَ وحروبا هو نمط من العمل غير المجدي، وليس فيه حرص يذكر على حل مثل هذه البؤر المشتعلة، وهذا بالطبع منحى أممي تزيد معه حدة الحروب والجرائم المرتكبة بحق المدنيين، كما أن مخالفات الحروب لا يتم التعاطي معها بطرق حاسمة.
الثابت أن مثل هذه المهمات الصعبة ينبغي أن توكل لممثلين يمتلكون خبرات واسعة، ناهيك عن الدهاء السياسي المطلوب في مثل تلك الشخصيات المهمة، فالمسألة لا تعني بأي حال أن يكون المبعوث الأممي في إحاطاته الدورية للأمم المتحدة كمن يفسر الماء بالماء، وليس في محصلة تقاريره تشخيص وافٍ للأزمات وإدانة واضحة للأطراف التي لا تتعاطى مع كل المبادرات التي يتم تقديمها.
مثل هذه المهمة ليست روتينية يؤدي فيها الموظف الأممي خلاصات سطحية أو يقدم عبرها مبادرات غير فاعلة ولا واقعية تستوعب طبيعة الأزمات القائمة والشائكة قطعا.
اليمن وغيرها من بلدان المنطقة التي تشهد ساحتها حروبا ضارية أوضاعها متشابهة، وأداء مبعوثي الأمم المتحدة أيضاً متماثل إلى حد بعيد.
وخلاصة القول.. إذا لم تفعّل الأمم المتحدة أداء مبعوثيها على هذا الصعيد فلا انفراجة في الأوضاع على المدى القريب.. ومن المؤسف حقاً أن مسألة النظر إلى أهمية المبعوثين الدوليين لم تعد تحظى بالاهتمامات لدى أطراف النزاع ربما لتيقنها أن هؤلاء الموظفين غير معنيين أصلاً بالبحث عن حلول فعلية للأزمات، في حين لم تعد أطراف النزاع تعمل على تسهيل مهام هؤلاء الذين يتعذر عليهم في حالات عدة تقديم الحلول تجاه قضايا إنسانية متعلقة بالمعتقلين أو إيصال المساعدات. واقع أضر وبشدة بالهيئة الدولية التي يفترض أن تكون على مستوى من الأهمية..
آملين أن تكون مهمة المبعوث الأممي الجديد لليمن أكثر فاعلية، خصوصاً والرجل يمتلك تاريخا سياسيا عريق ومعرفة بقضايا وشؤون العالم العربي تحديداً.
تحليل/ عبدالقوي الأشول

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى