المرأة الجنوبية تحتفي باليوم العالمي للمرأة

> عدن «الأيام» رعد الريمي

> يوم واحد يجمع نساء العالم برغم اختلاف لغاتهن وأشكالهن وتاريخ نضالهن، واللاتي استعرضن في هذا اليوم تاريخاً طويلاً من النضال على مر العقود، وشهد هذا اليوم نشاط عدد من المؤتمرات والندوات والفعاليات والاحتفالات المسلطة الضوء على اوضاع المرأة الصعبة، وما واجهته المرأة، ليؤكدن فيه على أحقية المرأة وتواجدها في كل مناحي الحياة والتذكير بمظلومية المرأة.
ففي 8 مارس يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، وهو اليوم الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة عام 1977 يوما عالميا، تكريما للمرأة، وتقديرا لإسهاماتها وجهودها في التنمية والارتقاء بالمجتمع.
*الانتقالي يحتفي بالمرأة المناضلة
وقد احتفت المرأة الجنوبية مثل بقية نساء العالم بهذا اليوم حيث نظمت الدائرة الحقوقية في المجلس الانتقالي الجنوبي ندوة حول دور المرأة في القيادة والتغيير، شارك فيها عدد من النساء الجنوبيات المؤثرات اللاتي كان لهن دور نضالي فاعل في مسيرة النضال والتغيير والقيادة في عدن وبقية المحافظات الجنوبية.

الاحتفاء تذكرت فيه النساء ما تحقق للمرأة الجنوبية في ظل دولة الجنوب، مشيدات بما تحقق لها من مساواة وتكافؤ فرص في مواقع صنع واتخاذ القرار، حيث صارت المرأة الجنوبية في بداية 1970م أول نائب وزير، وأول عميد كلية (الاقتصاد)، وأول مذيعة تلفزيون، وأول مذيعة بالإذاعة، وأول جامعية على مستوى الجزيرة العربية، وأول رئيسة تحرير لصحيفة على مستوى الخليج، وأول قاضية، وأول مناضلة.
*نضالات المرأة الجنوبية
وقالت القيادية بالحراك الجنوبي د. سلوى بن بريك: نحترم كل نضالات المرأة الداعية للحرية والعاملة على استقلال الجنوب، كما نحترم نضالات المرأة في كل الشعوب، طالما وهي هادفة إلى احترام حقوق الانسان.
وتحدثت بن بريك عن تجربتها النضالية، وقالت: كان لنا ظهور في ثورة الشعب الجنوبي والتي جاءت مكملة لما سبق من نضال وتضحية، ولن تتوقف هذه الجهود، خاصة وان شعب الجنوب مازال يناضل ويتطلع إلى قضيته، وخاصة المرأة التي هي اليوم ام شهيد أو معتقل أو جريح، وقد عرفناها بالميادين رغم القمع والعادات الإقصائية من قبل الاحتلال اليمني والذي كان يحد من حركتها غير اننا عرفناها شامخة وتظل رائدة وتطمح إلى تحقيق الحرية والاستقلال، وهي لم ولن تيأس، فالمرأة الجنوبية ستظل على مبادئها.

وعن تضحيات المرأة الجنوبية ضد الاحتلال اليمني قالت: نحن ناضلنا ومازلنا نراهن على نضالنا ونرفع أصواتنا، وان المرأة الجنوبية لن تتراجع عن موقفها حتى تنال الحرية والاستقلال.
*الأولية للمرأة الجنوبية
واستعرضت المرأة الجنوبية جملة من قصص النجاحات، حيث نالت المرأة شرف الاستشهاد الفدائي كالشهيدة خديجة الحوشبية والمناضلة دعرة، وأول امرأة أصبحت كابتن طائرة مدنية وأول امرأة تقود السيارة في شبه الجزيرة العربية، كما كانت عدن أول مدينة عربية تحتضن أول تشكيل لحركة نسائية في شبه الجزيرة العربية، حيث كانت أول تظاهرة ضد العنف المنزلي للنساء في شبه الجزيرة العربية في عدن عام 1951م.

كما تذكرت النساء ما حظين به من اهتمام، وفي ذلك تقول المحامية والمترافعة امام محكمة النقض ذكرى معتوق حسين: منذ دخولي سلك المحاماة وانا انعم بظلال امرأة حكيمة رائدة من رائدات القانون في الشرق الأوسط بشكل عام وهي المحامية راقية عبدالقادر حميدان، رحمها الله، فأنا امرأة ونعمت بتوجيه امرأة.
وأضافت: كانت المحامية راقية حميدان المرأة الخالدة، نعم المرأة والقائد، لذا فإنني في هذا اليوم اعتقد انه أحق من يستحق التكريم والتهنئة هي المحامية راقية ومن ثم بقية النساء الجنوبيات والمناضلات اللاتي اثبتن جدارتهن في كافة المجالات وتمكن من وضع بصمة واضحه احتفى بها التاريخ.

*الوحدة.. ظلال سيئة على المرأة
من جهتها قالت عضو الجمعية العمومية بالمجلس الانتقالي سارة عبدالله اليافعي: تحتفي المرأة الجنوبية بهذا اليوم في ظل مرحلة صعبة تمر بها المرأة الجنوبية وهي مرحلة مازالت تعاني ترسبات عميقة من عهد الوحدة.
وأضافت: كما هو معروف فإن الوحدة القت بظلالها السيئة على وضع المرأة الجنوبية وخاصة أن المرأة الجنوبية قطعت شوطاً كبيراً في التعليم والعمل والحياة بشكل عام وحصلت على ادوار قيادية، مشاركة بتلك الأدوار الرجل في الحياة السياسية والاقتصادية بالإضافة إلى التفوق العلمي الذي كانت تمتاز به المرأة الجنوبية على مستوى الوطن العربي، وهو ما شهدت به اليونسكو في الثمانينات، حيث اعلنت المنظمة الدولية أن دولة الجنوب من أقوى الدول في التعليم.

وقالت غير ان كل ذلك تغير واعترى هذا التاريخ المشرف انتكاسة، حاله حال اي محتل بربري يسقط ظلاله السيئة حتى على مستوى التفكير واللبس والتعليم، زادت على هذه الرواسب ما شهدته المحافظات الجنوبية من حرب وضعف البنية التحتية وغياب التعليم.
وتابعت سارة: أول دور يجب ان تهتم به المرأة الجنوبية هو التعليم، اذ لابد للجيل الجديد ان يتم الاهتمام به من النشأة الأولى وخاصة اننا نشهد اليوم تدهور المنظومة التعليمية وتخريبها بمنهجية ولابد ان تضطلع بدورها وخاصة انها تحت ظل قيادة تؤمن بحق المرأة وبالتالي لا بد أن تكسر حاجز الخوف، وندعو الانتقالي لأن يولي المرأة الجنوبية اهتماما خاصا ولا يقتصر على الشعارات، وخاصة ان في المجلس الانتقالي ثلاث عضوات، وهذا اجحاف بحق المرأة.
*الأسرة والثقة سر نجاحي
من جهتها استعرضت بهذه المناسبة عضو محكمة عليا انغام فيصل قائد علي قصة نجاحها وتمكنها من اماكن قيادية عالية قائلة: لقد تدرجت في السلك القضائي في عام 84 وتدرجت بدءا من قاضي محكمة ابتدائية ثم رئيس محكمة ابتدائية ثم قاضي استئناف ثم رئيس محكمة استئناف كدرجة وظيفية حتى شغلت الان عضو محكمة عليا وقد عملت في كثير من المحاكم واثبت وجودي كامرأة وحظيت باحترام الجميع وسعيت لتطبيق القانون والاحكام وعملت في عدة محاكم ومحافظات جنوبية، ولم يعبني في ذلك اني امرأه بل على العكس.
وأضافت القاضية انغام: المرأة اثبتت للعالم انها في الجنوب كافحت لإثبات وجودها حيث كان لها دور مشرف، وقالت إن سر هذا التمكين يعود إلى دعم الاسرة لها وتشجيعها لها ما منحها الثقة بالنفس، ناصحة كل بنات حواء بان ينزعن الخوف وان يمارسن أعمالهن بجدية وثقة وان يضعن نصب أعينهن ان بلادنا لابد ان نقدم لها ما تستحق وان لا نضعف امام المواجهات.
*الوحدة أقصت المرأة العاملة
تجدر الإشارة إلى ما تعرضت له المرأة الجنوبية بعد حرب صيف 1994 من ظلم، إذ تم استبعادها بشتى الوسائل لمحاربتها حيث انتهكت أغلب حقوقها بحجة الدين والعادات والتقاليد على خلاف ما كانت تتمتع به قبل الوحدة.
وقبل الوحدة كان القانون في الجنوب يحمي المرأة ويعطيها حرية التمتع بكافة حقوقها السياسية والاجتماعية والمدنية، أما بعد الوحدة فقد تم إقصاء الرجال والنساء على حد سواء من أغلب وظائفهم الحكومية، غير أن المرأة أكثر تضررا، حيث تم إقصاء النخب النسائية في الجنوب وإحالتهن للتقاعد، وتم إبعاد المرأة من عدة مجالات، حيث تم إغلاق المصانع التي كان معظم كوادرها من النساء، وتم تسريح المئات من العاملات، والكوادر الإدارية في تلك المصانع، وغيرها من مؤسسات الدولة الجنوبية التي كانت توفر مساحة لعمل المرأة، إلى جانب الرجل، وتحمي خصوصيتها وفقاً لأنظمة وقوانين العمل الجنوبي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى