عدن معاول هدم للتاريخ.. إلى أين؟!

> عبدالقوي الأشول

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
لقد أقاموا هنا محرقة للتاريخ، ولكن على غفلة من الزمن لمدينة عرفت في تاريخها حالة من التعايش الحضاري الديني الذي ميزها على ما سواها من المدن العربية..
خاصية تاريخية على قدر من الأهمية، وهي في نهاية المطاف جزء من تاريخنا وتاريخ هذه المدينة الشاطئية الخلابة.. من المؤسف حقاً أن هناك نظرة قاصرة ومفهوم خاطئ جداً لأهمية هذه الآثار التي تمنح مدينتنا أهمية تاريخية، وهو ما جعل الاعتداء على تلك الشواهد الحضارية نسقاً على مدى عقود مضت. حقا لقد تمت إقامة محرقة لأهم أجزاء تاريخ عدن الثقافي والديني والإنساني..
بل هي جرائم تمت دون أن ينبري أحد للدفاع عنها، كما لو أن ما تم الإجهاز عليه من شواهد ومعالم ذلكم التاريخ لا يعني أحدا.
فإلى هذه الزاوية من ذلكم الشارع يشيرون إلى معبد للفرس، تمت محاصرته من كل الجهات.. وإلى تلك المرتفعات يشيرون أيضا إلى معابد تم الاعتداء عليها..
هنا شارع الملك سليمان، وشارع الفرس في كريتر والبنيان ونحوها من المسميات التاريخية.. وفي زاوية أخرى يطالعك مبنى جديد أقيم على معبد يهودي تاريخي.
وهنا نسأل ما هي دوافع تلك الاعتداءات على تاريخ المدينة الذي هو تاريخنا؟
ونعتقد أن تلك الشواهد الحضارية هي ما بقي للمدينة من تاريخ وسط خطوة الأفعال المستهترة التي تجاوزت الخيال في طمس جواهر تاريخية نفيسة كان يمثل الحفاظ عليها جزءا من هوية مدينة تجارية تعايشت على ربوعها ديانات وثقافات مختلفة.
ثم أين هي الجهات التي كان ينبغي أن تكون قائمة على حماية هذه الآثار العظيمة؟
للأسف ربما لا نرى ما حدث في أرجاء مدينتنا.. ربما نتحدث عن أشياء بعيدة في مدن أخرى تم فيها طوفان الاعتداء على موجوداتها التاريخية.. في حين أن بشاعة الصورة لدينا تفوق الوصف، حتى المساجد التاريخية لم تسلم من ذلك.
ما يتم فعلا عن جهل تام بأهمية التاريخ بصورة واضحة.
ومع ما يجري وحتى يتم الحفاظ على ما تبقى ندعو إلى إنشاء جمعية أو هيئة تكون مهمتها الأساسية حماية هذه الآثار النفعية.. على أن يكون هؤلاء ممن لهم علاقة بالتاريخ والمهتمين وأصحاب بُعد حضاري ثقافي في رؤيتهم للأشياء، حتى لا نجد أنفسنا بعد حين وقد تلاشت كل هذه اللوحات الخالدة من أرجاء المدينة بحكم معول الهدم الذي لم يتوقف.
والثابت أن آثار عدن بمجموعها في مهب الريح وفق المعطيات على الأرض، بما فيها هضبة الصهاريج التاريخية التي بلغت عوامل التعرية فيها درجة كبيرة من الهدم وتلاشت معالمها.
فحبذا أن تحصر كافة المعالم، ويتم وضع حد للاعتداءات المستمرة عليها، فهي في نهاية المطاف ملك الأجيال وواجهة عدن الحضارية الإنسانية، ولا تتعارض مطلقاً مع ديانتنا كما ينظر إليها البعض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى