دلالات تعيين أمين عام للانتقالي

> د. يحيى غالب الشعيبي

>
د. يحيى غالب الشعيبي
د. يحيى غالب الشعيبي
تكليف الأخ أحمد حامد لملس أمينا عاما للمجلس الانتقالي الجنوبي يعد قرارا إيجابيا منبثقا من أسس ومبادئ الحراك الجنوبي والتعهد الذي أطلقه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي في خطابه التاريخي في فعالية المعلا بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر 2017م، والتي أكد فيها أن المجلس الانتقالي يلتزم بالحفاظ على مكتسبات الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية وتعزيز مبدأ التسامح والتصالح الجنوبي..وتكليف الأخ أحمد لملس يأتي بهذا الإطار منبثقا من ثقافة الجنوب الجديد التي أسسها الحراك الجنوبي ويحملها المجلس الانتقالي بأسسه وأدبياته ومرجعياته، ومنها إعلان عدن التاريخي الذي أكد أن الجنوب لكل أبنائه وبكل أبنائه... إلخ، لذلك فإن قيادة المجلس الانتقالي صادقة في توجهها وسياسة نهجها.
وبالنسبة لأهمية الأمانة العامة للمجلس الانتقالي وتشكيلها فهي ضرورة تنظيمية، حيث إن المجلس الانتقالي أصبح شبيها بحكومة مصغرة رغم العراقيل والصعوبات التي يواجهها، وبعضها ذاتية لانعدام القدرات والإبداعات الخلاقة لفريق صنع القرار وضعف الأداء (الفني) الاحترافي يقابله أيضا بطء وعدم ديناميكية في قراءة الأحداث وغياب المنهج التحليلي السياسي لها والاعتماد على الموسمية بالنشاط المناسباتي... وأيضا لابد من كسر حاجز التصريحات والتعقيبات والبلاغات الروتينية ومغادرة هذا المربع والانتقال إلى مربع الإبداع السياسي الخلاق.. ويعتمد المجلس على شخصية قيادته الكاريزمية ممثلة برئيس المجلس التي تمثل رمزية وتعبيرا روحيا لشعب الجنوب، رغم الدور البارز والنشاط لبعض قيادات رئاسة المجلس والحضور السياسي والإعلامي والمجتمعي، ولكنه يأتي بجهود فردية.
لذلك فتشكيل الأمانة العامة للمجلس الانتقالي يفترض أن يغطي هذا التعثر التنظيمي ويضبط إيقاع العمل المؤسسي لهيئة رئاسة المجلس.
الأمانة العامة وفق الأعراف واللوائح التنظيمية والإدارية تتبع رئاسة المجلس الانتقالي وليس المجلس الانتقالي بشكل عام، فالتسمية القانونية (الأمانة العامة لرئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي) هي ضابط إيقاع دوائر هيئة رئاسة المجلس الإدارية والمالية والنشاطات والتنظيمية... الخ، ويعتمد نشاط ووظيفة الأمانة العامة على اللائحة الداخلية التنظيمية التي تبين صلاحيات وعمل الأمانة العامة.
اللحظة التاريخية والظرف السياسي الذي جاء فيه قرار تكليف أو تعيين الأخ أحمد لملس أمينا عاما للمجلس الانتقالي لحظة فارقة تتطلب مثل هذه القرارات رغم أن المجلس ومنذ ما يقارب عام كامل حقق إنجازات كبيرة جدا بفترة قصيرة ولكنها كانت بفعل (التحرك الشعبي الميداني الواعي) الذي أذهل كل المراقبين وفرض سياسة أمر واقع.. وبفضل التحرك الشعبي حقق المجلس حضورا سياسيا غير مسبوق انعكس لمصلحة الجنوب خارجيا واعترافا ضمنيا وصريحا... وأيضا نجاح المجلس بهيكلة وتشكيل الأطر التنظيمية على امتداد الجنوب، وتشكيل الأمانة العامة خطوة إيجابية بالاتجاه الصحيح تنقل عمل المجلس نقلة نوعية وتعمل على توظيف الجهود والطاقات توظيفا إيجابيا عمليا منهجيا..
أما إشاعات أن المجلس الانتقالي تحول إلى حزب سياسي فهذه نظرة ضيقة ونشفق على مروجيها من ضحالة تفكيرهم، الذين تناسوا أن كل الكيانات السياسية والمؤسسات الدولية والإقليمية والعربية توجد فيها أمانة عامة مثل مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وحتى رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، فهل هذه المؤسسات أحزاب بسبب وجود أمناء عامين فيها أو أنه الجمود والتخشب الذهني والعقم السياسي الذي يصاحبه عداء للمجلس الانتقالي الجنوبي؟.. لذلك فإننا أمام أزمة مركبة تخيم على خصوم المجلس الانتقالي لا تتمثل بالحقد ضد المجلس بل أيضا تتمثل بالغباء وضحالة ذهنية وبلادة سياسية.
وأمام ذلك على المجلس الانتقالي استنهاض دور فاعل ومتميز يليق بمكانته وبالثقة التي منحها إياه شعب الجنوب، واستغلال الإمكانات المتاحة الإعلامية وتوظيفها توظيفا منهجيا علميا احترافيا وليس مجاراة الحكومة والظهور كـ(إعلام رد فعل وليس إعلام فعل) والاتجاه نحو السياسة الإعلامية التحليلية والبحثية المنهجية وبذل جهد بالقراءة المتعمقة والمتابعة المستمرة والحثيثة للأحداث داخليا وخارجيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى