جريفيث يصل صنعاء ويبدأ التعامل رسميا مع الحوثيين كسلطة أمر واقع

> صنعاء «الأيام» خاص

> وصل المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفيث، أمس، إلى صنعاء، وفقا لما نقلته وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» أن المبعوث الأممي غريفيث كان اختار العاصمة عدن محطة أولى له قبل الذهاب إلى صنعاء للقاء الحوثيين.
ووفقا لبرنامج زيارة المبعوث الأممي، في أول مهمة رسمية له إلى اليمن، فإنه من المقرر أن يكون وصل مطار صنعاء الساعة الواحدة ظهر أمس، على أن يلتقي صباح اليوم وزير الخارجية بحكومة الانقلابيين - غير المعترف بها - هشام شرف، وعند العاشرة يلتقي نائب وزير الخارجية حسين العزي، وعند الثانية عشرة ظهرا يلتقي رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد ولمدة نصف ساعة، ثم يواصل لقاءاته عصرا مع ممثلين عن «حزب المؤتمر» و«وفد أنصار الله» حتى مساء اليوم ذاته.
وبحسب مراقبين سياسيين فإن «برنامج الزيارة والبروتوكول المعد للمبعوث الأممي يتعامل رسميا مع حكومة شرعية وفق أطر رسمية، ما يعد اعترافا أمميا بحكومة الحوثيين في صنعاء».
ويرى محللون أن «توصيف برنامج الزيارة للشخصيات التي سيقابلها غريفيث في صنعاء توصيفا رسميا يقتضي الاعتراف بسلطة الأمر الواقع والتعامل معها في هذا الإطار».
وأشاروا إلى أن «هذه البداية للمبعوث الأممي ومستوى التعامل البروتوكولي والرسمي مع الحوثيين يبشر بأن الحكومة الشرعية المقيمة في الرياض هي الأخرى باتت على قناعة بالتعامل مع الحوثيين بهذه الصفة وبهذا المستوى السياسي كند وطرف محوري ورئيسي في العملية السياسية والتسوية القادمة».
وذكر لـ«الأيام» مصدر دبلوماسي أن «حكومة الشرعية في الرياض أُجبرت على تقديم مزيد من التنازلات الصعبة لصالح جماعة أنصار الله»، مشيرا إلى أن «المبعوث الأممي يحاول إقناع الحوثيين بتقديم تنازلات مماثلة أو شبيهة على الأقل».
وقال المصدر ذاته: «هناك ضبابية ورؤية غير واضحة لمستوى تعامل المبعوث الأممي مع الأطرف السياسية الجنوبية، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي»، وهو ما يبدو أنه سيعقد مهمته جراء الدونية التي تتعامل بها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص مع قضية الجنوب ومطالب الجنوبيين بتقرير المصير والاستقلال».
ووصل غريفيث صنعاء على وقع استعدادات جماعة «أنصار الله» لإحياء الذكرى الثالثة لبدء العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية.
وأكّدت مصادر رسمية في صنعاء وصول المبعوث الأممي على رأس وفدٍ يضم عدداً من أفراد بعثته، بمن فيهم نائبه معين شريم، إذ من المقرر أن يعقد سلسلة لقاءات مع ممثلين عن «الحوثيين» ومسؤولين من الحكومة غير المعترف بها، والتابعة للجماعة، بالإضافة إلى قيادات في حزب «المؤتمر الشعبي العام» (حزب الرئيس الراحل علي عبد الله صالح)، للتباحث حول سبل استكمال عملية السلام، في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها الغالبية من سكان البلاد.
وقال غريفيث خلال مؤتمر صحفي عقده بمطار صنعاء: «مهمتي الأولى هي الإصغاء والاستماع إلى مختلف وجهات النظر والآراء التي ستطرح من جميع من سألتقي بهم، لتكون لدي فكرة كاملة وشاملة أبني عليها جملة من الأفكار والآراء لأتحدث بها».
وكان من المقرر أن يبدأ المبعوث الأممي زيارته إلى اليمن من عدن التي تصفها الحكومة الشرعية بـ«العاصمة المؤقتة»، إلا أنه ما يزال من المتوقع أن تشمل الزيارة عدن، بالإضافة إلى محافظة حضرموت، في ظل غموض يلف الأسباب التي جعلت المبعوث الأممي يغيّر وجهة البداية من عدن إلى صنعاء.
وتحدث نشطاء مقربون لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» عن أن رئيس المجلس، المتواجد في أبوظبي، عيدروس الزبيدي، سيعود إلى عدن للقاء المبعوث الأممي في أول زيارة مرتقبة للمدينة.
وكان زعيم جماعية الحوثيين عبدالملك بدر الدين الحوثي قال في مقابلة صحفية مع جريدة الأخبار اللبنانية: «لا توجد لدينا مؤشرات حالياً على توجه جادّ من جانب الخارج نحو الحل السياسي، مع وجود احتمال لقيام بعض التحركات كعملية تجميلية للوجه القبيح للأمم المتحدة، التي ظهر دورها على أنه منحصر في تأمين غطاء للعدوان، ومحاولة شرعنته وتبريره». وأضاف: «أحياناً تنطلق بعض التحركات والمساعي الخجولة والضعيفة والتصريحات الإعلامية للتغطية على التواطؤ السلبي والانحياز المفضوح إلى العدوان.. والحقيقة أن أميركا وبريطانيا هما طرفان مستفيدان من العدوان، ويجنيان من خلاله مئات المليارات من الدولارات، إضافةً إلى مكاسب سياسية وجيوسياسية وغير ذلك، ولا رغبة لهما في وقف العدوان بعدما أصبح مصدراً مغرياً جداً للحصول على تلك المصالح».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى