صناعة الموت..!!

> محمد العولقي

>
محمد العولقي
محمد العولقي
*كل شاب في رأسه خلية من مخ يحتاج إلى استحضار حقيقة أن العقل زينة، وأن قوة الفكر قادرة على إحداث المرض والشفاء منه، على حد تعبير (ابن سينا)..!
*تتغلغل المخدرات بمختلف أنواعها وألوانها في مجتمعنا، وتسري في الأسواق الجنوبية سريان النار في الهشيم..
*وضعت الحرب على (الجنوب) أوزارها، وبدأت حرب أكثر وأخطر شراسة تستهدف عقول شبابنا وأطفالنا..
*يتفنن تجار الموت في توزيع سمومهم على أبنائنا في (الجنوب)، والهدف تغييب الوعي الإنساني وتعطيل مخرجات العقل، بحيث يتحول الشاب (المدمن) إلى معول هدم في حق مجتمعه وأسرته..
* زمان (والله زمان) كان مجتمعنا نقيا وخاليا من سموم (المخدرات)، هذا لأن النظام اهتم ببناء الإنسان وحمايته من مخاطر الشر المستطير.. حماية العقول من خطر المخدرات تعني حماية الوطن وتحصينه من شر سموم تستعبد العقول..
* كان الإنسان الجنوبي مبدعا في مختلف المجالات، ومتفوقا في ضبط مقاسات مفاهيم المجتمع الذي يقوم على متانة أسرة مترابطة ومتجانسة، ولقد كان (الجنوب) يحتل الريادة عربيا في الأفكار الخلاقة، بحكم المحيط الصحي الذي لم يتلوث بنفايات سموم العصر..
* انفرط عقد تماسك الأسرة بعد (الوحدة)، وبات كل مواطن في (الجنوب) يخصب (القات) في فمه طوال اليوم، فتحول إلى عضو خامل في أسرة تتضور جوعا، فعندما يدق الجوع الباب يهرب الحب من النافذة.. كما يقول مثل فرنسي قديم حكيم..
*في ظل غياب الرقابة الصارمة على منافذ (الجنوب)، تدخل (المخدرات) برا وبحرا وربما جوا، ويتمدد مروجوها في الحارات والأسواق، إلى درجة أن حركة البيع والشراء تتم تحت أنظار الآباء والأمهات وسط موجة سكوت مريبة، تكشف عن عمق الشرخ الذي ضرب الأسرة (نواة المجتمع الناجح)..
* ينجر شبابنا وأطفالنا خلف إغراءات (المخدرات) وبلاويها البيضاء والزرقاء، ويتهافتون على شراء السموم وتعاطيها دون أن يخفض لهم طرف أو جفن..
*وفي ظل وضع أسري مزرٍ، يكتوي الطفل أو الشاب بنار رب أسرة رهن عقله في أقرب سوق (قات)، فيفقد الطفل الموجه والمرشد في غياب سوط العقاب، فتبدأ مأساة التحلل الأخلاقي والانحراف نحو بوصلة سموم تستوطن العقل، وتنتهي بفاجعة الاختيار، إما الإدمان والتحول إلى إعاقة ذهنية مستديمة، أو التجرد من آدميته ومحاكاة سلوك الحيوانات المفترسة، وكلا الخيارين أحلاهما مر بالطبع..
*يبدأ موال التخاذل الأسري بعدم الاكتراث بتعاطي الابن (الشيشة)، ثم تتطور المأساة عندما تنتهي بتدخين (حشيشة)..
* وجه (عدن) الجميل الذي طالما كان ملهما للشعراء والفلاسفة والمبدعين والفنانين، يعاني اليوم من تشوهات بسبب عقوق بعض الشباب، وانحرافهم نحو الهاوية، وممارساتهم اللا إنسانية المخلة بالأدب والذوق معا..
* أرض (عدن) موحلة بمتعاطيي (التمبل) و(السوكة)، وافرازات هذه المواد (المسرطنة) التي تذهب بالعقول، تشوه وجه (عدن) الجميل، ذلك الوجه الوضاح الذي تبصقون عليه دون رحمة ولا شفقة..
*نحن بحاجة فعلا إلى محاضرات، وإلى برامج توعية توقظ ضمائرنا النائمة بين عقربي الساعة السليمانية، وبحاجة إلى ندوات تدخل بيوتنا فربما نستوعب حجم الكارثة، ونلحق بما تبقى لنا من أمل تستقيم عليه حياة شريفة ونظيفة خالية من سموم تستعبد متعاطيها فتجعل منه رميما وهشيما تذروه الرياح..
* ويا كل أب غارق في ديون (القات)، أنت لا تستطيع أن تمنع طيور (الهم) أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش في رأسك..
*و يا كل الشباب التائهين في عالم المخدرات الذي لا يرحم، تذكروا أن الله (سبحانه وتعالى) نهاكم أن تقتلوا أنفسكم، وهو الرحيم بعباده، كما أن رسولنا الكريم نبهنا إلى ما أحلت لنا من الطيبات، وما حرمت علينا من الخبائث، فلا تلقوا بأنفسكم ووطنكم إلى التهلكة، تحت تأثير (نزوة) ترفع من أسهم تجارة صناعة الموت..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى