اليمن.. طريق مسدودة بعد 3 أعوام على أولى ضربات التحالف

> «الأيام» راديو مونتوكارلو

> بعد ثلاثة أعوام على أولى ضربات التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين، تبدو نهاية الحرب في اليمن بعيدة المنال، بينما يغرق البلد الفقير في أزمة انسانية كبرى تضع ملايين السكان على حافة المجاعة.
وبينما تدخل الحملة العسكرية عامها الرابع، لا تزال القوات الحكومية عاجزة عن تحقيق الانتصار الكامل، في وقت تواصل السعودية محاولة الدفاع عن حدودها جنوبا، وتستمر الإمارات بسعيها لحماية جنودها المنتشرين في جنوب البلد الفقير.
ويرى محللون ان أمرا واحدا تغير في العام الثالث للحملة العسكرية، وهو أدوار الدول الاعضاء في التحالف العسكري.
وقتل في النزاع منذ بداية التدخل السعودي في 26 مارس، أكثر من 9300 يمنيا، واصيب 53 ألفا آخرون على الأقل بجروح، بينما يواجه ثمانية ملايين يمني خطر المجاعة، ونحو مليونين احتمال الاصابة بالكوليرا، والوفاة جراء ذلك.
أما على الصعيد السياسي، فقد فشلت الامم المتحدة التي تقود وساطة بين أطراف النزاع، في تحقيق تقدم نحو التوصل الى حل على طاولة الحوار بقيادة المبعوث الأممي السابق الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد.
وحتى المبعوث الجديد مارتن غريفيث تجنب اعطاء أي وعود بتحقيق تقدم قريب على المستوى السياسي لدى وصوله الى اليمن السبت الماضي في أول زيارة له، حيث قال للصحافيين "سنبدأ من الصفر".
وفي خضم الجمود على المستويين العسكري والسياسي، يبدو النزاع في اليمن وكأنه يسير دوما نحو التمديد وباتجاه طريق مسدود، خصوصا في ظل إحكام الحوثيين سيطرتهم على العاصمة صنعاء مع قيامهم بقتل حليفهم السابق الرئيس التاريخي لليمن علي عبدالله صالح في ديسمبر الماضي.
وأطلقت القوات الحكومية حملة عسكرية على ساحل البحر الأحمر في غرب اليمن بُعيد مقتل صالح، وتمكنت من تحقيق تقدم لكن ببطء شديد.
وفي وقت سابق من الشهر الحالي، كتب روبرت مالي وابريل لونلي في تقرير لمجموعة الازمات الدولية "حتى وان حققت القوات التي تقودها السعودية تقدما على ساحل البحر الاحمر، كما يبدو حاليا، فان جبهة الحوثيين لن تنهار".
وأضافا "أكثر ما يمكن ان يأمل به السعوديون هو حرب عصابات طويلة" في شمال اليمن، حيث معاقل المتمردين وبينها صعدة.
*مؤشرات توتر
وظهرت في الفترة الأخيرة، بحسب محللين، مؤشرات على امكانية حدوث تصدع في الجبهة الداخلية للتحالف العسكري بقيادة السعودية وشريكتها الإمارات، وهما تدعمان معا الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي.
كما نشرت تقارير غير مؤكدة تفيد بإمكانية أن يكون أعضاء في التحالف على استعداد لبحث إمكانية فتح قنوات تواصل مع المتمردين في المستقبل.
ورفض متحدث باسم التحالف العسكري التعليق على ذلك.
وكتب الباحث في جامعة “رايس” كريستيان كوتس اولريشسن في تقرير حول الشرق الأوسط "مع أن السعوديين والإماراتيين لم يخرجوا من التحالف، إلا أن المؤشرات على حدوث توتر ظهرت بشكل دوري".
وأضاف إن البلدين الحليفين "يواجهان تهديدات مختلفة، من أمن الحدود واختراق الاراضي السعودية، إلى الحملة الواسعة لسحق الجماعات الإسلامية كما هو حال أبوظبي".
وتابع إن هذا الأمر أدى الى "تحالفات منفصلة مع القوى المحلية على الارض، حيث تدعم القوات السعودية قوات حكومة هادي، بينما تدعم القوات الاماراتية فصائل وميليشيات في جنوب اليمن تعارض نفوذ هادي".
قبل التدخل العسكري في اليمن، كانت القوات السعودية تملك خبرة محدودة في القتال، بينما سبق وإن نشرت الإمارات قوات في كوسوفو في عام 1990، وتواصل حاليا تدريب قوات يمنية على الأرض في جنوب البلاد وعلى رأسها القوة المعروفة باسم "الحزام الأمني".
ومنح هذا الدور أبوظبي اليد العليا في جنوب البلد المجاور، حيث قامت قوة "الحزام الأمني" في يناير الماضي بالسيطرة على مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المدعومة من التحالف، بعد معارك دامية خاضتها ضد قوات هذه الحكومة.
والهدف الرئيسي للإمارات إبعاد خطر الاسلاميين قدر الإمكان، وتوسيع نفوذها وانتشارها البحري في منطقة الخليج.
ويقول اولريشسن ان الامارات تدير قاعدة “عصب” في اريتريا ومنها تنطلق عمليات جوية ضد المتمردين اليمنيين، ومركزا آخر في ميناء “بربرة” في أرض الصومال، وهما يشكلان “ركنين أساسيين في المقاربة الاقليمية الاماراتية، بهدف مكافحة الارهاب، والقرصنة، والاسلاميين، والنفوذ الايراني".
لكن رغم الاولويات المختلفة، يرى محللون ان التحالف قادر على حفظ تماسكه، مستبعدين حدوث انشقاق.
وقال المحلل اليمني ماجد المذحجي لوكالة فرانس برس ان "الاحتياج المتبادل" بين الامارات والسعودية "أسمى من الخلاف".
وأضاف "لا يمكن الرهان على خلاف بينهما رغم ان هناك مسارات قد تصل إلى حد التصادم السياسي لاحقا. ما يجمعهما الآن لإدارة التعقيدات على الارض أهم من أي تعارض في المصالح".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى