«الموارد المائية في عدن».. حلقة نقاش بمناسبة اليوم العالمي للمياه

> تقرير/ علاء عادل حنش

> أكد مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي في العاصمة عدن م.علوي المحضار إن "عدن ستشهد توفرّا في المياه قبل حلول فصل الصيف - وتحديدًا في شهر أبريل -، وانهُ ستصل محركات وسيتم تشغيل كل الابار التابعة للمؤسسة في كل الحقول".
جاء ذلك خلال حلقة النقاش التي أُقيمت صباح أمس في كلية التربية بخورمكسر في العاصمة عدن تحت عنوان "الموارد المائية في محافظة عدن"، والتي نظمها قسم الجغرافيا وجمعية الجغرافيين اليمنيين بعدن.
وقال لـ«الأيام» إن "المؤسسة تنتج حوالي مائة مليون متر مكعب يوميا من المياه، ويذهب جزء منها فاقد في الشبكات نتيجة الاعتداءات الكبيرة من قبل المواطنين والجزء الاخرى يذهب للمستفيدين المقدر عددهم بمليون ومائتين ألف شخص عبر 129 ألف توصيلة مياه".
وأضاف إن "المياه ربما لا تكون كافية خصوصا مع النمو المتزايد للسكان وتوسع المدينة والبناء الجديد، بالاضافة الى نزوح المواطنين من المحافظات الشمالية، في ظل عدم تطور الموارد المائية خلال الـ20 عاما الماضية".
وعن البسط العشوائي الذي تعرضت له الحقول مؤخرا قال المحضار إن "هناك بسط في حقل بئر ناصر وبئر أحمد سيؤدي الى تلوث المياه".
وعندما سألناه عن مدى صحة وجود بئر خاص في فلة مدير شركة النفط السابق، وكيل محافظة لحج الحالي ناصر حدور بمدينة الشعب، قال إن "السماح بحفر الابار من مسؤلية الهيئة العامة للموارد المائية وليس مسؤلية المؤسسة، فمهمتنا تبليغ الهيئة عن أي حفر غير قانوني".
وقدم أستاذ مساعد في قسم التاريخ بتربية عدن د.لبيد الجابري موجزا تاريخيا عن بداية حفر الابار في عدن، وكيفية استخدامها كسلاح ضد الاهالي في أوقات الحروب، وتحديدا منذ ايام الطاهريين.
بدوره، أكد نائب مدير مؤسسة المسالخ، عضو مجلس الادارة لمؤسسة المياه بعدن أحمد عبدالله المريسي إن "الندوة أكدت قلق الحاضرين على مستقبل المياه بعدن".
وأضاف لـ«الأيام»إن "معاناة عدن في المياه يتمثل في البناء العشوائي وسوء التخطيط، والاهتمام في ترشيد المياه من قبل القيادة السياسية".
وأشار الى إنهُ "يجب تحديد مسألة الصناعة والزراعة ومكانهما كتحديد ذلك في محافظتيّ لحج وأبين".
واردف إن "البسط العشوائي يعتبر من أهم المعوقات، وإن المواطن بحاجة لردع تجاه هذه الظاهرة".
من جانبه، قال رئيس قسم الجغرافيا بكلية التربية عدن أستاذ مشارك أحمد هائل ثابت عن الحلقة "إن الكل يعلم مشكلة المياه التي تعاني منها مدينة عدن وبمناسبة اليوم العالمي للمياه 22 مارس، وتم التنسيق مع عميد كلية التربية عدن أ.د. عبدالله لعكل، وبرعاية رئيس الجامعة أ.د. الخضر ناصر لصور لاقامة الحلقة النقاشية استشعارا بأهمية تسليط الضوء على هذه المشكلة التي باتت تؤرق سكان عدن".
وأضاف "وندعو الباحثين والمهتمين الى مناقشة مشكلة المياه بعدن، وتقديم حلول لها".
*أوراق عمل
وطُرحت في الندوة ثلاث أوراق عمل بدأها استاذ الجغرافيا المناخية المساعد د.ياسر عمر الهتاري بورقة عمل "الامطار ومياه الآبار في مدينة عدن" قدم خلالها شرحا عن أهمية دور الابار المنتشرة في مدينة عدن، وتحديدا في مديريات "كريتر، المعلا، التواهي" خصوصا في فترات الازمات والحروب التي شهدتها عدن، مثل حروب "يناير 1986، وصيف 1994، ومارس 2015"، من خلال تزويد السكان بالمياه، وتأمين الحصول على مياه استخدمها السكان للشرب والاستخدامات المنزلية.
د. ياسر الهتاري يستعرض ورقته العلمية
د. ياسر الهتاري يستعرض ورقته العلمية

واشار الهتاري الى إن ذلك كان سببا في صمود السكان وبقائهم في مناطقهم، بعد توقف الضخ بسبب انعدام الوقود، وتدمير شبكة المياه في عدد من المناطق، بالاضافة الى تدمير خزان المياه الرئيسي في جبل حديد.
وتطرق في نقطة "التذبذب المطري" الى إن كمية الامطار الساقطة في عدن تتميز بالتفاوت الكبير بين سنة وأخرى، حيث لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر مباشر لمياه الشرب أو كسبب للبقاء، كما لا توجد وسيلة مناسبة لتخزينها وابقائها صالحة لفترات طويلة، لذلك تبقى الابار وسيلة التخزين الامثل لمياه الامطار واستخدامها للشرب".
جانب من الحضور يتوسطهم عميد كلية التربية د. عبدالله لعكل
جانب من الحضور يتوسطهم عميد كلية التربية د. عبدالله لعكل

وخلص الهتاري الى إن "نظام المطر في عدن يتميز بشذوذه الكبير، حيث تسقط في بعض الاحيان كميات كبيرة من الأمطار تتجاوز المعدلات المألوفة، واحيانا يحدث عكس ذلك عند انحباس وانقطاع الامطار لفترات طويلة حتى في الفترات والأشهر المفروض سقوطها فيها".
وقال إن "عدن شهدت سقوط كمية من الامطار خلال 124 عاما في شهرين لفبراير في عاميّ (1898 و 1993) قُدرت بـ578 مليمتر وصلت نسبتها الى 65 % من اجمالي امطار شهر فبراير خلال فترة الـ124 عاما".
بدوره، قدم استاذ الجغرافيا الصناعية المساعد د. عمر سالم العسكري ورقة عمل "الواقع الجغرافي لاستهلاك الموارد المائية في مدينة عدن لعام 2014" تطرق فيها الى المناطق التي تعتمد عليها عدن في تموين المياه كمحافظة "أبين، والمناطق القريبة من محافظة لحج".
وأشار الى إن المياه الجوفية في عدن تتأثر سواء من ناحية كميتها ونوعيتها ومستواها بعدة عوامل طبيعية وبشرية، حيث أن الاجزاء الشمالية من عدن تصب فيها بعض الأودية الصغيرة التي تأتي إليها من المناطق الجبلية في لحج، كما تصب فيها الوادي الصغير والوادي الكبير وهما مصبان لوادي تبن الذي تتبع روافده العليا من محافظات "إب، تعز، الضالع"، وعند جريان السيول في مصبات هذه الاودية في مواسم الامطار فإنه يؤثر في ارتفاع مستوى المياه الجوفية في المنطقة الشمالية من عدن.
وقال إن "مشكلة المياه بعدن هي استخدام كميات كبيرة منها في الاغراض الصناعية بنسبة 41 %، مثل الصناعات الغذائية والانشائية كـ"الطوب والبردين".
وطرح الباحث عبدالكريم عبدالله اسماعيل ورقة "كفاية وكفاءة مياه عدن الكبرى"، اشار فيها الى إن مدينة عدن عانت منذ القدم شحة في المياه، وانها تعتمد على ما يُخزن في صهاريج "الطويلة" ومياه الآبار المفتوحة التي تنتشر في انحاء مختلفة في المدينة.
الباحث عبدالكريم
الباحث عبدالكريم

وقال في ورقته إنه "في ظل استقبال مدينة عدن اعدادا هائلةً من السكان من مختلف انحاء اليمن، وازدياد حركة الهجرة اليها بعد حرب 2015، ازداد الطلب على المياه والضغط على منظومة الشبكة المائية، وفي ظل حدوث اعطاب كبيرة ظهرت الى السطح معاناة الاهالي من شحة المياه، وتأثيرها على نصيب الفرد محليا بـ150 متر مكعب/عام، مقارنة مع المتوسط العالمي 7500 متر مكعب/العام.
وأشار الى إن “هناك كميات كبيرة من الفاقد من شبكة المياه تصل احيانا الى 48 %”.
*آراء المشاركين
وعلى هامش الورشة التقت «الأيام» مديرة مركز العلوم والتكنولوجيا، استاذة البتروكيماويات في قسم الكيمياء بكلية العلوم د. رخصانة محمد اسماعيل، التي قالت "نحن بحاجة الى اتخاذ اجراءات صارمة لايقاف العبث العشوائي في أكثر الموارد حاجةً في محافظة عدن".
وأشارت الى أن "وضع عدن المائي أفضل بكثير من المحافظات الاخرى في اليمن، ولكن لا بد من الحفاظ عليها لنصل الى ما وصل إليه الاخرون".
تقرير/ علاء عادل حنش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى