نحن وشائعات الطابور الخامس..!

> أحمد عبدربه علوي

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
كُتِب على بلادنا أن تظل في رباط حتى يوم الدين، نتعايش مع المخاطر والتآمر وأحقاد الكارهين لأمنها واستقرارها، الذين لا يريدون لها ولشعبها المؤمن الطيب التفرغ لحل مشاكل الحياة والتنمية وتوجيه الفكر والجهد لدفع عجلة التقدم نحو تحقيق الآمال المنشودة. ليس غريباً أن يكون هناك تحالف يتبنى هذه الاستراتيجية، يجمع بين قوى الشر بالداخل والخارج المتربصة، وبين قوى الظلام من عناصر الخوارج الذين تخلوا عن هويتهم الوطنية واختاروا طريق العمالة والتخريب والتدمير والاغتيالات والنسف بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة الانتحارية التي تستهدف الابرياء من المواطنين.
ولأن هؤلاء - المتآمرين المجرمين أعداء الحياة - أصبحوا يشعرون بالعجز بعد أن تمت محاصرتهم أمنياً وعزلهم شعبياً نتيجة انكشاف قصدهم، وافتضاح سترهم، وإدراك زيف دعواهم وأعذارهم الواهية، فإنهم يستعينون بالشائعات والكلام الفارغ (الكاذب) لتسود البلبلة والقلق (وهو أملهم) بما يؤدي إلى تفاقم سوء أحوالنا الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. لقد سقطوا بعد أن تبين للجميع سوء نيتهم في استغلال الارتباط بالقيم الدينية، ومؤامراتهم للقفز إلى السلطة لممارسة الترويع والإرهاب والتسلط على مقدرات الناس والدولة.
إنهم يستهدفون الوطن مثلهم مثل أعداء الخارج الذين لا يرحبون ولا يريدون أن تقوم لهذه البلاد قائمة، وأن يقتصر دورها على العيش على حافة الحياة غير قادرة على ممارسة مسئولياتها الوطنية، مشغولة دوماً بمواجهة سبيل المؤامرات والفتن لتظل بلادنا تابعة لدول الغير.
إن عواصم بعض الدول التي تتظاهر كذباً برعاية الحرية والدفاع عن الشرعية المحلية والدولية تقوم - خدمة لمصالحها واستراتيجيتها التآمرية - بتوفير المأوى والتمويل والتطمين للإرهاب والإرهابيين بما يتيح لهم تدبير المؤامرات ضد ما كان يسمى وطناً لهم وانقلبوا عليه وتنكروا له.
والعجيب في الأمر أن البعض من هؤلاء يعلن بأنه قد توقف عن ممارسة هذه الهواية التي تخدم تطلعها إلى السيطرة والهيمنة، بعد أن عاد الأمن والاستقرار إلى البلاد، واستقرت الأحوال حتى ولو ظلت تحتضن البعض منهم وتفتح أبوابها للبعض من تلك العناصر الإرهابية إلا أنها سعت إلى توجيه نشاطها وتركيزها نحو دول المنشأ التي جاءت منها.
إن أي خروج على هذا التوجيه الذي يخضع للمتابعة والرقابة الشديدة يعني القاء القبض على هذه العناصر وترحيلها إلى سجون دول اخرى لتذوق عذاب سجن (أبو غريب) العراقي وغيره.. هؤلاء الخوارج المجرمون المتآمرون على الدولة والشعب يستمدون وجودهم من استضافة ورعاية دول بعينها لهم تحت شعار مبادئ الحرية وحقوق الإنسان وهم الذين امتهنوها ويمتهنونها عندما يصبح الأمر متعلقاً بدولة مسلمة وشعب مسلم، وما حدث في العراق وليبيا واليمن وغيرها خير شاهد على ذلك. هذه الفئة التي امتهنت الاجرام والارهاب في بعض الدول العربية لا تعمل وحدها وانما هي تابعة للطابور الخامس الذي يعيش بيننا يتمتع بسماحتنا ونيتنا الطيبة وسذاجتنا غير الواجبة،
إن أعضاء هذا الطابور الذي تعود على ممارسة نشاطه تحت الارض منذ سنوات يستخدمون عناصرهم من الخونة المزايدين الوصوليين ممن فقدوا مصالحهم للاعلان عن شائعتهم المغرضة التي يقومون بنسج خيوطها. إن خطتهم المتكررة والمكشوفة تتضمن قيام أفراد هذا الطابور الخامس في اليمن بعملية نشر هذه الشائعات من خلال اللقاءات الجانبية ومقايل القات واجهزة الموبايل، بالاضافة إلى الاتصال بوكالات الانباء كي تقوم الفضائيات والصحف (المزدوجة) باستكمال مهمة الترويج.
إن مهمتنا كشعب ودولة وحكومة، التزاماً بواجبنا الوطني في حماية أمننا واستقرارنا ومستقبل أجيالنا القادمة، مهمتنا مواجهتهم بكشف حقائقهم في حينها دون خوف أو وجل، والتصدي بكل قوة لهذا التيار الهدام ولكل أنشطته المريبة المعلنة والخفية.
لقد ثبت يقيناً أنه لا أمل أبداً في إصلاح اعوجاج وسلوك المنتمين لهذا التيار، أو تخليهم عن استراتيجيتهم الإرهابية ووسائل الخديعة والتضليل، ومحاولة ركوب الأمواج، تملؤهم مشاعر الحقد ونزعة التآمر وتصفية الحسابات.
في الأخير نقول: نعم، بلادنا اليوم في حاجة ماسة لفكر جديد ووسائل وإجراءات مبتكرة لحل مشاكلنا التي نعرفها جميعاً، ونقف عاجزين عن مواجهتها، إما لتمسكنا بشعارات جوفاء بالية، أو نتيجة للخوف من الخوض في استخدام الجديد ورفضه لمجرد الرفض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى