بدأت بمديريتي الحوطة وتُبن.. حملة لإزالة العشوائيات في لحج المحافظ تركي لــ«الأيام»: نتعهد بإيجاد حلول بديلة للشباب والحملة لن تستثني أحدا

> تقرير/ هشام عطيري

> تمكنت المقاومة الجنوبية بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية والأمارات من تحرير المحافظات الجنوبية من قبضة المليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق الهالك "صالح" الانقلابية، التي شنت حربا ظالمة على المدن والمحافظات الجنوبية في مارس 2015، ودمرت من خلالها البنى التحية لمعظم المدن الجنوبية، لتسود الفوضى معظم تلك مدن الجنوب، وغابت الكثير من المرافق والمؤسسات الحكومية عن أداء دورها الخدمي والرقابي، ومن تلك الفوضى انتشار المحلات والأكشاك العشوائية على جنبات الشوارع والطرقات، حيث أفقدت الحرب التدميرية الشباب الجنوبي أعمالهم ومصادر رزقهم التي كانوا يقتاتون وأسرهم منها، فلجأ الكثير من المواطنين إلى إيجاد مصادر بديلة بعمل أكشاك لإعالة أسرهم.محافظة لحج إحدى المحافظات الجنوبية التي طالت العشوائيات شوارعها، وبالذات مدينة الحوطة عاصمة المحافظة وكذا مديرية تبن ثاني أكبر المدن بالمحافظة. إلا أن من ضمن الإصلاحات التي قامت بها السلطة المحلية في المحافظات بقيادة المحافظ الجديد الواء تركي أحمد عبدالله، لإعادة وتطبيع الحياة في المدن الجنوبية وإزالة آثار الحرب هي حملة إزالة للعشوائيات والأكشاك غير الرسمية المنشرة في مدن المحافظة والتي تسببت في تضييق الخناق أمام المارة والمركبات، وذلك بتنفيذ حملة إزالة لكل تلك المظاهر المعطلة للمصلحة العامة والمشوهة للمنظر الجمالي للمدن.
خلال الحملة
خلال الحملة

حيث بدأت الحملة بالتنفيذ في مديرية الحوطة تلتها مديرية تُبن خلال الأيام الماضية في إطار خطة وضعتها السلطة المحلية بالمحافظة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، ومكتب الأشغال العامة وإدارة صندوق النظافة بالمحافظة.
ودشن حملة الإزالة للعشوائيات المحافظ اللواء أحمد عبدالله تركي، بحضور العديد من القيادات المدنية والعسكرية بلحج، عقب اجتماعات عقدتها السلطة المحلية مع المختصين في مكتب الأراضي والأشغال والأمن العام.
وباشرت العديد من الآليات عمل الإزالة للعشوائيات وتوسعة الشارع العام بالمدينة في إطار خطة السلطة المحلية لعملية الرصف للشارع العام، وتوسعة الطريق، بعد أن خنقتها البسطات والبضائع المعروضة، وتسببت بعرقلة السير وبالعديد من الحوادث المرورية.
*تجاوب كبير
ونفذت الحملة، ولذات الهدف، في مديرية تُبن وبدعم أمني كبير من مدير شرطة المحافظة العميد صالح السيد.
وقال مدير عام الحوطة أنيس العجيلي عقب تدشين الحملة لـ«الأيام»: إن المدينة شهدت خطوة جبارة بطريق إصلاح أوضاعها وإعادة الأمور إلى طبيعتها، وبعد الإنجاز الأمني غير المسبوق على مستوى المناطق المحررة بفضل الله ثم بتضحيات الشهداء منذ التحرير من المليشيات انتفضت المدينة ضد الجشع والباسطين على جوانب الشوارع الرئيسة في عاصمة المحافظة، وبمشاركة كل المعنيين وبدعم من المحافظ".
وأضاف: "سبق تنفيذ هذه الحملة توزيع منشورات لكل مخالف، وللأمانة تفأجأنا بالاستجابة المسبقة من قبل المواطنين وتنفيذهم لما جاء في منشور الأشغال العامة، الأمر الذي أدخل في نفوسنا الارتياح، ولم نجد أي اعتراض من أي مواطن، بل على العكس تحول المواطنون والباعة إلى عمال، وساعدونا إلى حد كبير في إنجاز وتنفيذ الحملة".

وأوضح العجيلي أن "الهدف من الحملة هو توسعة الشوارع وإعادة الباعة إلى أماكنهم المخصصة"، داعياً الجميع إلى "الالتزام بالحد الموضوع لكل بقالة ومحل تجاري وعدم النزول للشارع".
*الحملة ستستمر
وقال: "إننا مدركون بأن أبناءنا عاطلون عن العمل، ولكن هذا لا يعني أن يفترشوا الشارع ويتحولوا من عاطلين عن العمل إلى معيقين ومعرقلين لطريق الناس والمارة، وهنا نؤكد لهم بأن هناك بدائل وحلولا خلال الأيام القادمة بالاشتراك مع المحافظ".
من جانبه أكد مدير الأشغال في مدينة الحوطة عارف الحاج أن "الحملة ستستمر مع وجود آلية متابعة مستمرة للباعة، وأن هناك مشروعا لتوسعة الطريق الرئيسة للمدينة ورصفها بالأحجار من قبل بعض الجهات الداعمة"، مطالباً في ذات السياق ملاك المحلات التجارية بـ"الالتزام بالقانون وأخذ المساحة الكافية لتسهيل مرور المشاة".
وتُعد حملة الإزالة في سوق مدينة الحوطة التاريخية هي الأولى منذ تحرير المحافظة من المليشيات الحوثية".
ويقول أحد الباعة لـ«الأيام»: "إنه أزال الكشك الخاص به فور تسلمه إشعار الإزالة"، وعلى الرغم من نجاح الحملة وقوة التجاوب معها إلا أن عددا من المواطنين يتساءلون حول جدوى الحملة وحلولها للمشكلة، لاسيما أن الأكشاك اتخذ منها الشباب مصدر رزق لهم ولأسرهم.
وقد طالب المواطنون السلطة المحلية بـ"إيجاد أسواق مخصصة في المدينة، ليتمكنوا من الاستمرار بأعمالهم التي تُعد دخلهم الوحيد".
*غياب الرقابة
هذا وكانت مذكرة صادرة من مكتب الأشغال بمدينة الحوطة قد كشفت في وقت سابق استفحال البناء العشوائي في المدينة، مما أدى إلى إغلاق العديد من الشوارع الفرعية وتشويه المظهر الجمالي الذي تتميز به عاصمة المحافظة.
مدير أمن الحوطة
مدير أمن الحوطة

وأشارت المذكرة إلى أن "هناك أسبابا كثيرة دفعت المواطنين (الباعة) إلى افتراش الشوارع العامة وانتشار ظاهرة البناء العشوائي في الحارات والأرصفة دون أن يستطيع المكتب تنفيذ المهام الموكلة إليه أبرزها الظرف الاستثنائي الذي تعيشه البلاد، وعدم تفاعل نيابة المخالفات بسبب التعديل في مواد القانون الذي أوكل عملية الإزالة للعشوائيات لمكتب الأشغال، بالإضافة إلى غياب الرقابة والمتابعة وعدم تفعيل الأجهزة المختصة وإعطائها الإمكانات اللازمة لتنفيذ عملها وفق الاختصاص القانوني".
وسيضمن نجاح عملية الإزالة المتابعة المستمرة للأسواق والمخالفين وتنفيذ قانون المخالفات الفورية ومحاسبة كل مسئول ومحصل يحاول ابتزاز الباعة، لاسيما أن هناك حملات سابقة قد نفذت ولن تستمر طويلًا ليعود الوضع كما هو عليه في السابق.
*حلول بديلة
وطمأن المحافظ اللواء ركن أحمد عبدالله تركي جميع مواطني المحافظة، وفي مقدمتهم شريحة الشباب، بأن "قيادة السلطة المحلية، وهي تُطَبِّق النظام والقانون من خلال تنفيذ الحملة الشاملة لإزالة العشوائيات عن الشوارع العامة لمديريتي الحوطة وتُبَن، تؤكد أنها ستجد الحلول البديلة لهم".
مدير مديرية الحوطة يتحدث للمواطنين خلال الحملة
مدير مديرية الحوطة يتحدث للمواطنين خلال الحملة

وقال تُركي في تصريحه لـ«الأيام»: "إنني أُجدِّد دعمي لأبنائي شباب مديريتي الحوطة وتُبَن بالمحافظة، والذين يعولون أُسَرهُم الفقيرة التي تعاني شظف العيش جرَّاء البطالة والحرمان وغلاء الأسعار نتيجة لتدهور الاقتصاد الوطني بسبب تبعات حرب ميليشيا الحوثي الانقلابية، وتضرروا من هذه الحملة بإزالة أكشاكهم وبسطاتهم التي أعاقت حركة المرور بالمديريتين، وأؤكد لهم بإيجاد حلول بديلة مهمة توفر لهم فرص عمل جديدة منها تنظيم أشغالهم التجارية البسيطة الحُرَّة في بوتقة واحدة تضمهم في سوق رسمي مُرتَّب راقٍ مخصص لنشاطاتهم المختلفة بمدينة الحَوطَة عاصمة المحافظة، وكذا استيعابهم للانخراط في صفوف قوات الجيش والأمن وتشغيلهم في عدد من مشاريع المصانع الاستثمارية الحديثة التي ستُفتَتَح قريباً جداً بالمحافظة، وأيضاً مشروع ميناء لحج الاستراتيجي بمنطقة رأس العارة الذي سيحتضن فيه الكثير من الأيادي العاملة الماهرة منهم".
وأكد تركي "أن الحملة مستمرة في تحقيق أهدافها النبيلة ضد كل الاستحداثات في الأبنية والبسطات العشوائية التي أُقِيمَت بصورة غير قانونية، وأنها ستطال الجميع دون استثناء ممن يشوهون المظهر الحضاري العام للمديريتين وشوارعهما وسيكونون عرضة للمساءلة القانونية ومحاسبتها وعقابها لكل من يخالف القوانين والأنظمة والمخططات الهندسية الرسمية، أو يعتدي على أملاك الدولة بغير وجه حق، وإعاقة حركة سير المارة والسيارات من مضيها في خطها القويم بطريقتها الطبيعية".
وأوضح المحافظ أن لحج، تُعَد أولى المدن في الجزيرة العربية والخليج العربي، التي عَرَفَت المُخَطَّطَات العمرانية المُنَظَّمَة في أواخر القرن الميلادي التاسع عشر وكذا الدستور والنظام والقانون في القرن العشرين الميلادي، واليوم وفي القرن الحادي والعشرين هناك من يعملون على الإخلال بمنظومة الوعي الجمعي العالي لجماهيرها فيها، ويحاولون بائسين العبث بمستواه الباسق وإرجاعه إلى الوراء".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى