بعد الحادثة التي استهدفت حراستها.. كلية الآداب.. بين إرهاب العملية وتحديات الواقع

> تقرير/ علاء عادل حنش

> ألقى الحادث الارهابي الذي استهدف أمس الأول البوابة الرئيسية لكلية الاداب بخورمكسر في العاصمة عدن بظلاله على طلاب وطالبات الكلية الذين ابدوا استغرابهم ومخاوفهم من وصول الإرهاب إلى كليات الجامعة.
وبدت قاعات كلية الاداب صباح أمس خالية من الطلاب عدا قليلين عبروا عن عدم رضاهم من غياب زملائهم، معتبرين أن «ذلك سيضر العملية التعليمية، ويوهم الارهابيين بأنهم نجحوا في غرضهم الذي جاءوا من اجله».
ويعد الهجوم الذي استهدف حراسة الكلية الأول من نوعه الذي يستهدف إحدى المنشآت التعليمية التابعة لجامعة عدن.
عميد الكلية د. علوي عمر مبلغ أكد استمرار العملية التعليمية في جميع الأقسام وعدم توقفها رغم ما سببته العملية الارهابية من مخاوف وهلع لدى الطلاب والطالبات.
وقال مبلغ لوسائل الاعلام إن «أي طالب أو طالبة لا يحضر المحاضرات سيتحمل مسؤلية نفسه». في إشارة الى ضرورة تطبيع الدراسة والأمن في الكلية.
وأمس الاول قُتل جندي وأصيب آخر في هجوم مسلح على حراس بوابة كلية الآداب، بالاضافة الى اصابة أحد المسلحين إثر إطلاق أحد حراس الكلية النار عليه.
وقُتل الجندي الحارس شائع الحريري، إثر إصابته برصاص المسلح في صدره، فيما أُصيب الجندي سالم احمد صالح بطلقتين الأولى في عنقه والأخرى في بطنه، ويرقد في العناية المركزة بأحد مستشفيات عدن، وحالته مستقرة.
جانب من الساحة الداخلية للكلية وتبدو خالية من الطلاب أمس
جانب من الساحة الداخلية للكلية وتبدو خالية من الطلاب أمس

بدوره، ادان مجلس جامعة عدن الحادث الذي شهدته كلية الآداب وتعرض الحراسة الأمنية فيها لاعتداء إرهابي.
ودعا المجلس في اجتماعه الذي عقده أمس في مدينة الشعب بعدن الجهات ذات الاختصاص إلى تحمل مسؤوليتها القانونية في التحري وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع.
طلاب يتحدثون
وألتقت «الأيام» بعدد من طلاب الكلية، حيث تقول خريجة قسم الصحافة والاعلام في كلية الاداب الطالبة حنان إن «الحادث الارهابي الذي تبناه تنظيم متطرف يعتبر عملا وحشيا».
وأضافت لـ«الأيام»: «القاعدة وداعش يعشقون القتل والأعمال الاجرامية ويريدون تحطيم الانسان وتدمير مستقبلنا التعليمي والمهني، وهذه الأعمال كلها تدل على حقدهم الدفين للانسان المسالم».
وأشارت الى ان «اقتحامهم للجامعات عمل إجرامي، ويجب على كافة المسؤولين وعمادة كلية الاداب ان يوفروا حراسة مشددة على بوابة الكلية واخذ احتياطاتهم تحسبا لأي عمل إرهابي فيما بعد».
بدوره، قال الطالب يوسف الحجري لـ«الأيام» «اعبر عن ادانتي للعمل الارهابي الجبان الذي ضرب كليتنا وراح ضحيته الحارس البطل شايع الحريري».
يوسف الحجري
يوسف الحجري

وطالب الحجري زملاءه الطلاب بضرورة الحضور ومواصلة العملية التعليمية وان لا ينجروا خلف الشائعات التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي عن تعليق الدراسة.
واشار الى ان «الارهاب لن يهزمنا ولن نخضع لاصحاب المشاريع الضيقة وسنواجه فكرهم الهدام بالعلم والقلم».
ودعا كافة طلاب الكلية الى ضرورة الخروج بوقفة احتجاجية لإدانة العمل الارهابي، وقال «ادعو وزير الداخلية الميسري لتعزيز حماية المنشآت التعليمية».
صالة الكلية وتكاد تخلو من أي حضور للطلاب أمس
صالة الكلية وتكاد تخلو من أي حضور للطلاب أمس

وأضاف «سنقهر الارهاب وسنواصل العملية التعليمية وسنكون يدا واحدة لمواجهة اصحاب الافكار الارهابية ولا خوف ولا قلق مادمنا مواصلين مسارنا في بناء المدنية التي شعارها دائما السلام».
هويد الكلدي الطالب في قسم الصحافة والاعلام قال «كصحفي وحقوقي وطالب في قسم الإعلام أرى أن تلك العملية التي طالت الصرح العلمي ليست بجديدة على مثل تلك الجماعة، وقد شاهدنا قبلها استهداف مدارس ومشافٍ، ولكن تلك العناصر أرادت أن توصل رسالة لكلية الآداب بطلابها واساتذتها انهم قادرون على أن يدخلوا الكلية، وقد سبق قبل أشهر لصق منشورات على حرم الكلية بتحذيرات وإنذارات استهدفت طلاب الإعلام مباشرة».
هويد الكلدي
هويد الكلدي

وأضاف «إن «استهداف حراسة الكلية كسابقاتها من استهداف المعسكرات ومقرات الأمن وذلك في ملتقى الزي العسكري اينما تواجد ذلك اللباس حاولت العناصر المجهولة تحقيق أهدافها من خلال تلك التجربة الدموية».
وأكد أن «هناك قوى سياسية لا تريد لعدن الخير، وهي تصفية حسابات بين أطراف هنا وهناك، وبالآخر فإن الضحية هم الأبرياء، ونحن كطلاب وأصحاب اقلام لن نتوقف عن مسيرتنا التعليمية، وأي قوى سياسية لديها حسابات فلتذهب بعيدا لتصفيتها».
وقالت الطالبة أمة الرحمن العفوري «ادين واستنكر بكل شدة هذه الأعمال والتي وصلت الى بوابة الكلية، وهذا يعتبر جريمة في حق التعليم، وعملية اجرامية لا يقبلها الشرع ولا القانون ولا الأعراف والتقاليد».
وكان أكاديميون قالوا انهم «في انتظار ردة فعل من وزارة التعليم العالي والحكومة حيال الحادثة التي استهدفت إحدى المنشآت التعليمية بعدن». مطالبين باتخاذ اجراءات حازمة لتأمين شامل للحرم الجامعي بعدن.
تقرير/ علاء عادل حنش

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى