"الحرب ضد الإرهاب في اليمن" في منتدى باريس للسلام.. بيان الندوة: جماعة الحوثي تزرع العنف في البلاد وعلى المجتمع ردعها

> باريس «الأيام» غرفة الأخبار

> انطلقت في العاصمة الفرنسية باريس ندوة حول "الحرب ضد الإرهاب في اليمن" نظمها منتدى باريس للسلام والتنمية بالشراكة مع الوكالة الدولية للإعلام (إيجس) بمشاركة سفير اليمن د. رياض ياسين وعدد من الخبراء والمختصين من دول أوروبا واليمن.
وركزت الندوة على نجاح قوات الحزام الأمني والنخبة في الحرب ضد الإرهاب في الجنوب والتي تشرف عليها وتمولها دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الاساسي لدول التحالف العربي لدعم الشرعية.
وبالندوة قال الخبير د. فيصل العيان ان "المناطق التي يسيطر فيها ما يعرف بداعش هي مساحات كبيرة كانت نصف مساحة سوريا ونصف مساحة العراق، وفي كل مراحل هذا التنظيم الدولي كان يسعى للتمركز في اليمن، ونحن هنا نتحدث عن خطر محدق بالعالم كله وليس فقط بالشرق الأوسط، فنحن أمام تنظيم حقق اكتفاء ماليا وهو ما يمثل خطورة أكبر مما نتحدث عنه اليوم"، مشيراً الى ان التحالف قام بتجفيف منابع الأرهاب في اليمن ومواجهة التنظيمات الإرهابية بعدة عمليات ناجحة.
وقال العيان إن داعش فشل في اليمن أن يكون داعش سوريا فهو مازال يضرب ويلاحق ويضرب بعدة عمليات نفذها التحالف العربي"، منوها بأن "دول التحالف تعلم تماما حجم الخطر الكبير على اليمن من داعش والقاعدة وكل الجماعات المتطرفة، لهذا لا تستكين حتى تضمن يمنا موحدا قويا محررا من كل هذه التنظيمات التي لا هم لها سوى أن تكون اليمن مركز انطلاقها لتخريب المنطقة والعالم".
*الحوثية تزرع الرعب
وجاء في بيان المنتدى أن "المحيط الإقليمي لمعظم الدول العربية ما زال يشهد نشاطا مقلقا لجماعات متشددة تمارس كل أشكال الإجرام والعنف، وتسلك كل السبل المتاحة لتهدد أمن البلدان التي تنشط بها، وكذا أمن واستقرار ما جاورها من البلدان"، مشدداً على ضرورة "تسريع تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة "بردع وتقويض نشاطات المليشيات الحوثية الانقلابية" المدعومة من إيران.
ورأى المنتدى أن "الحرب على الإرهاب غير مرتبطة بنطاق جغرافي، بل هي مسألة تعني كامل المجتمع الدولي ما دام هناك تهديد للمواطنين وممتلكاتهم، وما دام هناك سعي من قبل هذه المجموعات الضالة لضرب استقرار مؤسسات الدولة أو محاولة فرض مرجعيات دينية أو أيديولوجية مبتدعة".
وعقد منتدى باريس ندوته في الوقت الذي يمر اليمن بظروف بالغة الخطورة بسبب حالة الأمن غير المستقرة جراء الأعمال الإرهابية ونشاط الجماعات المتطرفة.
*تجفيف منابع الإرهاب
وحدد المنتدى أول خطوة للقضاء على الإرهاب، مؤكدا أنها تتعلق بـ"تجفيف منابعه الفكرية وبيئته الاجتماعية، وتدمير شبكاته الاتصالية والتواصلية بعمل مكثف على المستوى التربوي والإعلامي والثقافي والإرشاد الديني، بما يحد من انتشار النزعة التطرفية ويجنب الشباب الانسياق وراء هذا الوهم المدمر".
ورصد المنتدى مشاهدات أبرزت "في الآونة الأخيرة تراجع التنظيمات الإرهابية في عدد من البلدان العربية"، بالإضافة إلى "تفكيك العديد منها"، لافتاً إلى وجود محاولة عودة تلك التنظيمات الإرهابية إلى المشهد مرة أخرى في مناطق من العالم العربي و"على وجه الخصوص في اليمن".
واستند المنتدى في موقفه على أن عناصر من القاعدة وداعش وجدت "ملجأ لها في اليمن، بعد أن أنشأت لها مليشيات الحوثي الانقلابية بيئة حاضنة بدعم من نظام الملالي في إيران".
واعتبر أن "هذا الأمر يقتضي من الجميع العمل على اعتماد إجراءات واتخاذ تدابير أمنية احترازية واستباقية للإنذار المبكر، والتبادل المكثف للمعلومات، ومنع اختراق الحدود".
*الإرهاب لا دين له ولا وطن
كما رأى أنه "يتعين على الجميع مواصلة العمل لإزالة كل العوامل التي يتغذى منها الإرهاب والبيئة الحاضنة له، وتجفيف كل منابع تمويله ودعمه، وفوق كل ذلك التأكيد على أهمية تجريم دفع الفدية للإرهابيين، ومنع إطلاق الفتاوى، التي تزرع الفتنة وتربط الإرهاب بالديانات، وبالأخص عندما تربط هذه الظاهرة المقيتة بالدين الإسلامي الحنيف الذي هو دين السلم والأمن وقبول الآخر، علما بأن الإرهاب ليس له دين ولا وطن ولا حدود".
وخصص المنتدى دوراً للعلماء والمرجعيات الدينية ومراكز البحث الأكاديمية، مطالباً بأن "يعملوا على تجديد الخطاب الديني وتخليصه من الشوائب التي علقت به وتحرير الفتوى من قبضة أشباه الفقهاء، وحماية الإسلام ممن يحاولون احتكاره، و العمل يبدأ من الداخل تجاه الآخر الذي كرس صورة نمطية عن ديننا السمح بربطه بالتحجر والتطرف والإرهاب، وكل ذلك مغالطات وجب تصويبها وتصحيحها".
وأشار إلى أن "الحركات الإرهابية والإجرامية تسعى دائما إلى توظيف جميع التقنيات الذكية، لتحقيق أهدافها وتسخيرها لنشر أفكارها المنحرفة والهدامة بأساليب متطورة ومتلائمة مع مستجدات العصر".
وقالت د. لما الاتاسي أستاذة بجامعة باريس: إن "الاهتمام بالأئمة وبالخطاب الديني يضع حدا للإرهاب ويقضي عليه".
*تدابير إلكترونية ضد التطرف
وأرجع المنتدى انتشار التنظيمات الإرهابية إلى استفادتها من التقنية و"الطفرة الهائلة التي شهدها انتشار تكنولوجيا الاتصال والمعلومات"، لافتاً إلى أنها "ما زالت حبلى بتحديات جسام، وهو ما يجعل مكافحة الجرائم الإلكترونية في مقام الأولوية وتستدعي اعتماد العديد من الآليات القانونية والتقنية والعملياتية، التي لم تكن من قبل تأخذ في الحسبان هذا الجانب الأمني".
وعقب رصده تلك التحديات، رأى المنتدى ضرورة الاطراد في مكافحة الإرهاب والتطرف الطائفي لإخراج اليمن الى بر الأمان، ويستوجب ذلك اتخاد جملة من التدابير على المستوى الدولي وعلى المستوى الوطني".
وحدد المنتدى ما يستوجب فعله في اليمن، قائلاً إنه "على المستوى الدولي ولإعلاء مصداقية الأمم المتحدة يجب تسريع تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بردع وتقويض نشاطات المليشيات الانقلابية، وعلى المستوى الوطني يستوجب البدء في تطبيق إصلاحات في إطار رؤية وطنية بعيدة الـمدى، يتم تكريسها ضمن المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، ومواصلة تعزيز دولة الحق والقانون بغية مساندة المسار الديمقراطي وتجذير الحكم الرشيد".
*العمل بإيجابية ضد إرهاب اليمن
وتطرق المنتدى إلى أهمية الدعم الإقليمي والدولي لمواجهة تنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية في اليمن، فضلا عن موضوعات أخرى تتعلق بالتحالف العربي في اليمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال سفير اليمن في فرنسا الدكتور رياض ياسين إن "معاناة اليمن من الإرهاب ليست من اليوم ولكن منذ سنوات حينما تم احتضان الإرهابيين الذين عادوا من أفغانستان ودول أخرى”.
وأضاف ياسين: "ثم انتقلنا لمرحلة ما يسمى الإرهاب الجمعي لمليشيات الحوثيين، لذلك فما يحدث اليوم ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج لفترة صعبة جدا تطرح علينا سؤالا هاما: ماذا علينا أن نفعل اليوم بإيجابية لإنقاذ اليمن من الإرهاب؟".
وفي مداخلة لدافيد فالات، (الجهادي السابق)، استعرض "تجربة سفره إلى أفغانستان وكيف وقع في شباك الإرهابيين ومدى وحجم التمويل الذي يصلهم"، محذرا من أن "الإرهابي كالمريض بمرض مزمن لا شفاء منه، لذا يتصرف من خلال أفكاره المغلوطة المضللة كشخص يعرف أنه سيموت في نهاية المطاف، لهذا لا يبالي بأي مشاعر إنسانية، إلا أن الأقسى من هذا هو من يقبل بدعمه وتسهيل تدريبه وتزيين هذه الدموية له، كي تنفذ دول بعينها غاياتها وطموحاتها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى