> توفي الشخصية القانونية والاجتماعية المحامي المخضرم بدر سالمين باسنيد، في وقت متأخر ليل السبت الأحد في العاصمة عدن إثر مرض عضال ألم به في السنوت الأخيرة، لتفقد عدن خاصة، واليمن عامة أحد أبرز المحامين خلال الثلاثين عاما الماضية.
والفقيد من أبرز من دافعوا عن «الأيام» أمام المحاكم في قضايا كيدية من قبل نظام صالح، كما لباسنيد عدة مقالات تدافع عن المواطن وحقوقه المسلوبة في الجنوب من قبل النظام السابق.
وشُيع جثمان الفقيد باسنيد فجر أمس السبت إلى مثواه الأخير في مقبرة القطيع بمديرية صيرة في العاصمة عدن، بحضور مسؤولين وشخصيات اجتماعية وأعيان وزملاء وأصدقاء الفقيد.
والفقيد باسنيد متزوج وله أربعة أبناء، وهم: (نادر، هاني، منذر، مهنى).
*تاريخ حافل
ويُعد الفقيد باسنيد، من مواليد حافة الشريف بكريتر «عدن»، في 24 مارس 1943م، وهو من أسرة حضرمية الجذور، والتي ترعرعت وتشبعت بحياة المجتمع المدني حتى أنها أصبحت إحدى واجهاته.
وتلقى تعليمه الأول في حفظ القرآن في معلامة الفقي «زغير»، بعد ذلك تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية، ودرس الثانوية في مدرسة القديس يوسف العالية «مدرسة البادري»، وكان من المتفوقين بدراسته منذ صغره في المساق المتوسط بنيله جائزة مدرسية في مسابقة «المقالة العربية».

نشأ باسنيد في مناخ منتعش سياسيا واجتماعيا وثقافيا آنذاك، وارتبط اسم الاسرة بالمنتدى والصحيفة، إذ كان اسم «مبرز باسنيد» من أسماء المنتديات التي يشار إليها بالبنان، فمن ذلك المنتدى تفرخت الحركة الفنية والحركة النقابية والمنظمة السياسية.
وتعتبر الفترة من يناير 1961م وحتى يوليو 1965، فترة حافلة بالعطاء في حياته، أثناء اشتغاله في سلك التدريب، حيث شهدت تلك الفترة تأسيس الاتحاد الشعبي الديمقراطي عام 1961، وكان أحد مؤسسي نقابة المعلمين والنقابات الست.
وابتُعِث باسنيد إلى موسكو (بالاتحاد السوفيتي - سابقا) لإتمام الدراسة الجامعية في يوليو 1965 لدراسة القانون، وكان من الطلبة المتفوقين، ونال منها الماجستير بامتياز، وعاد إلى عدن عام 1970 وعمل قاضيا جزئيا حتى عام 1972.
وصدرت بحقه توجيهات شفوية من المدعي العام بتوقيفه، وظل على ذلك لثلاثة أشهر وعين بعدها مسؤولا عن كافة القضايا الجنائية التي تقدم لمكتب المدعي العام.
وكُلف الفقيد باسنيد بتأسيس معهد القضاء لتدريس القضاة الشرعيين، وكان مديرا للمعهد ومدرسا لقانون العقوبات والدستور في مجلس الشعب الأعلى.. واعتقل باسنيد بعد الإطاحة بالرئيس سالم ربيع علي (سالمين) في 1978، من قبل الأجهزة الأمنية في الدولة حينها، ثم أطلق سراحه في أغسطس 1979، واعترضت الأجهزة الأمنية والمنظمة القاعدية حينها بعودته إلى مكتب الادعاء العام، إلا أن المدعي العام أصدر قرارا بتلك العودة، بعدها تحمل باسنيد رئاسة مكتب الرقابة القانونية.
وفي يوليو 1980، قدم باسنيد استقالته ليتفرغ للمحاماة وأخذ حظه من الشهرة التي بنيت على خلفية سجله الحافل بالأعمال وأياديه البيضاء خلال مراحل حياته المهنية.

ختاما.. تتقدم أسرة «الأيام» بأصدق التعازي القلبية والمواساة إلى أولاد وأصدقاء وزملاء الفقيد باسنيد وإلى أبناء عدن كافة، سائلين المولى عزوجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يدخله فسيح ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
*الرابطة ينعي باسنيد
ونعى أمس حزب رابطة الجنوب العربي الحر الشخصية الوطنية البارزة ورجل القانون المحامي بدر سالمين باسنيد.
وقال الحزب: «ينعي حزب رابطة الجنوب العربي الحر الشخصية الوطنية البارزة ورجل القانون المحامي بدر سالمين باسنيد، الذي انتقل الى الرفيق الاعلى في وقت متأخر من مساء يوم السبت 31 مارس 2018 ووري جثمانه الطاهر فجر نفس اليوم، بعد حياة حافلة بالعطاء والتميز والمواقف المشرفة التي يتفاخر بها كل جنوبي وجنوبية».
وأضاف «لم يكن بدر باسنيد المحامي مجرد رجل قانون ولكنه كان منافحا صلبا عن الحقوق الخاصة والعامة ويكفينا فخرا به انه كان من الرواد في الدفاع عن الحق الجنوبي وقضيته العادلة، وكان مكتبه مدرسة تتلمذ فيها عدد غير قليل من المحامين الجنوبيين».. وأشار الحزب الى إن «حياة الفقيد باسنيد كانت حافلة بما يصعب حصره من المواقف، وكان وسيظل رمزا من رموز عدن والجنوب العربي لن ينمحي من الذاكرة الجمعية الجنوبية».

وختم البيان نعيه بالقول: «نعزي أنفسنا ونعزي أولاد وأسرة ومحبي الفقيد وكل رجال القانون في الجنوب العربي وكل مناضلي وأبناء شعبنا، ونسأل الله تعالى أن يعصم قلوب الجميع بالصبر.. إنا لله وإنا إليه راجعون».