تصعيد للحسم العسكري وحراك سياسي للأمم المتحدة والمانحين في جنيف.. طارق صالح على رأس قوة عسكرية ضاربة لتحرير الحديدة

> «الأيام» غرفة الأخبار

> أشارت مصادر عسكرية يمنية إلى انضمام قوات عسكرية ضاربة بقيادة العميد طارق محمد صالح إلى جبهة الساحل الغربي، بهدف استكمال عملية تحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية التي تضم ثاني أكبر موانئ اليمن، ما يقوي من مؤشرات الحسم العسكري في الميناء الذي يقول التحالف العربي إنه قد تحوّل إلى أكبر نقطة لاستلام الصواريخ والأسلحة القادمة من إيران للجماعة الحوثية.
وتحتشد القوات الموالية للشرعية والمدعومة من التحالف العربي على أطراف مدينتي التحيا والجراحي (100 كم جنوب الحديدة)، استعدادا لتحرير المدينتين والتوجه صوب مدينة زبيد التي تعد من أهم مدن محافظة الحديدة.
وتؤكد المصادر ذاتها أن الأيام القادمة ستشهد تصاعدا في العمليات العسكرية ضد الميليشيا الحوثية عبر تعزيز الجبهات المشتعلة وفتح جبهات جديدة، في ظل إصرار غير مسبوق على تحرير ثلاث محافظات يمنية، هي الحديدة وتعز والبيضاء.
وسيتيح هذا الإنجاز العسكري، بحسب خبراء عسكريين، فرض واقع جديد على الأرض كما سيشل حركة الميليشيا الحوثية من خلال قطع طرق الإمداد بين محافظات تعز وإب والحديدة.. وإضافة إلى تحرير ميناء الحديدة الذي يبدو أنه بات على رأس قائمة أهداف التحالف العربي العسكرية، أشارت مصادر مطلعة إلى اتخاذ الجيش الوطني قرارا عسكريا يقضي بفتح جبهة جديدة باتجاه محافظة البيضاء (وسط اليمن) من منطقة قانية الواقعة على الحدود بين محافظتي مأرب والبيضاء. وستساهم هذه الجبهة في مضاعفة الضغط على الميليشيا الحوثية عبر محورين، حيث يحقق الجيش الوطني انتصارات مهمة في جبهة ناطع.
ويسعى الجيش الوطني اليمني للوصول إلى الخط الرئيسي الرابط بين محافظات البيضاء وذمار وصنعاء، جنوبا، وهو ما سيسهم في تشتيت الميليشيا الحوثية ومحاصرتها وقطع طرق إمدادها ومن ثم إجبارها على الانسحاب باتجاه مدينة رداع جنوبي البيضاء، بعد تحرير مركز المحافظة ومعظم مناطقها.
وفي سياق الضغط العسكري المتزايد، يواصل الجيش الوطني اليمني بدعم من قوات التحالف العربي تحقيق المزيد من الانتصارات في الجبهات المشتعلة شرقي محافظة تعز.
ووفقا لمصادر ميدانية في منطقة القبيطة تمكن الجيش الوطني من تحرير عدد من المواقع الهامة من بينها جبل جالس، ونجد قفيل، وجبل كوكب، وجبل المشقر، بالتزامن مع تحقيق انتصارات أخرى جنوب شرقي تعز باتجاه الراهدة.
وربط مراقبون يمنيون بين تصاعد حدة المواجهات بين الحوثيين والجيش الوطني ومؤشرات فشل الجهود الدولية في إحياء المسار السياسي واستئناف المشاورات بين الفرقاء اليمنيين.
واعتبر المحلل السياسي اليمني فارس البيل في تصريح لـ"العرب" أن التحركات التي تشهدها مختلف الجبهات لا تعني بالضرورة أن قرارا نهائيا بالحسم العسكري قد اتخذ، حيث لا يزال مثل هذا القرار - على حدّ وصفه - ورقة ضغط في الوقت الراهن.
ولفت البيل إلى أن التحالف والجيش الوطني قادران على حسم المعركة عسكريا في زمن أقل وكلفة أنقص، لكنّ عوامل كثيرة داخلية وخارجية، إضافة إلى ما يتعلق بالبنية العسكرية والتشكيلات السياسة وطبيعة البراغماتية الاجتماعية، تجعل خيار الحسم يتأرجح في هذه المرحلة، بالإضافة إلى العوامل الخارجية والتوازنات الدولية وأوراق الصراع والمصالح.
وبالتزمن مع تجييش القوات والتصعيد العسكري احتشد، أمس، في مدينة جنيف السويسرية المانحون الدوليون لحضور المؤتمر الذي دعت إليه الأمم المتحدة، أملاً في أن تحصل من خلاله على دعم إضافي يقدر بنحو ملياري دولار لتنفيذ خطتها للاستجابة الإنسانية في اليمن والبالغة كلفتها نحو 3 مليارات دولار.
وينعقد المؤتمر بحضور الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش، والمبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريفيثس، ومنسقة الشؤون الإنسانية والممثلة المقيمة في اليمن ليز غراندي.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف اليمنية التوصل إلى تسوية سياسية لإنهاء الصراع القائم، قائلاً: «أحث جميع الأطراف على العمل مع مبعوثي الخاص الجديد مارتن غريفيثس دون تأخير».
ودعا غوتيريش إلى الإبقاء على موانئ اليمن مفتوحة أمام الشحنات الإنسانية والتجارية، خصوصاً شحنات الأغذية والأدوية والوقود. وقال إن «مطار صنعاء شريان حياة أيضاً ويجب أن يظل مفتوحاً».
من جانبه، دعا وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي أمس، إلى فتح الموانئ والمطارات أمام المساعدات الإنسانية لليمنيين، والعودة لطاولة التفاوض.
وفي السياق ذاته، التقى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي، أمس، بمدينة جنيف، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيثس. وجرى خلال اللقاء بحث نتائج زيارته إلى العاصمة صنعاء وترتيبات زيارته المقبلة إلى العاصمة المؤقتة عدن، ضمن برنامجه قبل ذهابه إلى نيويورك لتقديم إحاطته الأولى لمجلس الأمن في 17 أبريل الحالي.
ووجه الوزير اليمني الدعوة لغريفيثس للاطلاع على الدمار الذي أصاب مدينة عدن ولزيارة مدينة تعز في جولة مقبلة للاطلاع عن كثب على الدمار الذي تسببت به الميليشيا الحوثية الانقلابية للمدينة وعلى الوضع الإنساني الذي يعانيه الناس جراء الحصار الذي تفرضه الميليشيا المسلحة عليها.
من جهته، أكد المبعوث الأممي لليمن أن مسؤولية تحقيق السلام تقع في المقام الأول على اليمنيين أنفسهم، وأنه ينوي بعد الالتقاء بجميع الأطراف اليمنية تقديم رؤية لتصوره لإمكانات إنجاز حل عادل وشامل للأزمة اليمنية مبني على المرجعيات وعلى ما تم إنجازه لوقف وإنهاء معاناة اليمنيين.
وأعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف خلال المؤتمر، أن روسيا خصصت مليون دولار للمساعدات الإنسانية والإغاثية لليمن لـ2018، فيما التزمت السعودية والإمارات بالمساهمة بمبلغ 930 مليون دولار، وسيغطي هذا المبلغ تقريبا ثلث المبلغ اللازم لخطة المساعدات الإنسانية في 2018.
وقال غاتيلوف في مؤتمر الدول المانحة لليمن في جنيف: "تم الاتفاق على تخصيص روسيا مليون دولار لليمن في إطار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة لتقديم المساعدات الغذائية الإنسانية لهذا العام".
وأبدى غتيلوف قلق موسكو إزاء تدهور الأوضاع في اليمن، وأدان الهجمات الصاروخية العشوائية على المناطق المأهولة والبنية التحتية في الأراضي اليمنية.
وأضاف: "نحن مقتنعون بأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة اليمنية، وينبغي إنهاء المعاناة الإنسانية للمدنيين أينما كانوا. ونؤكد على موقفنا المبدئي لوقف سريع للمواجهات في اليمن، تحت رعاية الأمم المتحدة وعلى أساس توافق واسع بين القوى السياسية اليمنية الرئيسية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى