محلل إستراتيجي: لا جدية دولية لمواجهة تهديدات إيران للملاحة في البحر الأحمر

> عدن «الأيام» خاص / غرفة الأخبار

> لم تمض سوى ساعات من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى إبقاء موانئ اليمن - وفي مقدمتها ميناء الحديدة - مفتوحة أمام شحنات الأغذية والأدوية والوقود.. حتى أطلقت جماعة الحوثي من الميناء ذاته صاروخا استهدف، ظهر أمس، ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر.
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا خلال مؤتمر المانحين بجنيف، أمس، إلى إبقاء ميناء الحديدة مفتوحا، لكن المتحدث باسم قوات التحالف العقيد تركي المالكي طالب بوضع الميناء الذي يسيطر عليه الحوثيون تحت الرقابة الدولية ومنع استخدامه كقاعدة عسكرية لانطلاق الهجمات ضد خطوط الملاحة البحرية.
وعقب دعوة غوتيريش بساعات أعلنت قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن إحباط هجوم «حوثي إيراني» استهدف ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر قبالة ميناء الحديدة اليمني.
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي في بيان صحفي «إن إحدى ناقلات النفط السعودية تعرضت لهجوم (حوثي إيراني) في المياه الدولية غرب ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية المسلحة المدعومة من إيران».
وأكد العقيد المالكي إفشال محاولة الهجوم بعد تدخل إحدى سفن القوات البحرية للتحالف وتنفيذ عملية التدخل السريع، موضحا أن الناقلة تعرضت «لإصابة طفيفة غير مؤثرة» لكنها استكملت خطها الملاحي والإبحار شمالا ترافقها إحدى سفن التحالف البحرية.
وأضاف أن «هذا الهجوم الإرهابي يشكل تهديدا خطيرا لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر ما قد يتسبب أيضا بأضرار بيئية واقتصادية».
واعتبر أن استمرار هذه المحاولات يبرز خطر الميليشيات الحوثية ومن يقف خلفها على الأمن الإقليمي والدولي، ويؤكد أن ميناء الحديدة مازال يستخدم نقطة انطلاق للعمليات الإرهابية، وكذلك تهريب الصواريخ والأسلحة.
وأكد استمرار قيادة التحالف في اتخاذ وتطبيق الإجراءات والوسائل كافة لحفظ الأمن والاستقرار واستمرار حرية الملاحة والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وفي مطلع يناير الفائت هددت مليشيات الحوثي خلال لقاء مع نائب المبعوث الأممي، بقطع طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، حال استمر التصعيد العسكري ضدهم.
وقال رئيس المجلس السياسي صالح الصماد خلال لقاء في صنعاء مع نائب المبعوث الأممي معين شريف «إذا وصل الحل السياسي إلى طريق مسدود، واستمر تصعيد العدوان باتجاه الحديدة هناك خيارات سيتم استخدامها في طريق اللاعودة، ومنها قطع طريق الملاحة الدولية في البحر الأحمر».
ومع الحراك السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي لإحياء المفاوضات اليمنية وإعادة الأمل بالحل السياسي وجهود المبعوث الأممي الجديد الذي غادر صنعاء قبل أيام.. عاودت جماعة الحوثي التكثيف من هجماتها بالصواريخ البالستية ضد المملكة العربية السعودية في خطوة عدها مراقبون سياسيون محاولة من الجماعة الحوثية لتحقيق مكاسب سياسية وحضور أقوى وأوسع في المفاوضات القادمة.
الهجمات الصاروخية وإن كانت ستحقق حضورا للحوثيين في التحركات الدولية نحو حل سياسي والتراجع عن فرضيات الحسم العسكري إلا أن استهداف خطوط الملاحة الدولية وإعادة استهداف البوارج البحرية والسفن التجارية خلط الأورق، وأرجع الحوثيين إلى نقطة الصفر في أية مبادرات لحل سياسي أو مفاوضات مباشرة قد تفضي إلى تسوية من هذا النوع.
ووفقا لمحللين سياسيين يمنيين ومصادر عسكرية فإن التصعيد الحوثي ضد الملاحة وضرب السفن يقوض فرص الجماعة في أي تسوية سياسية من المفترض أن يكون لهم حضور فاعل وشراكة ندية فيها.
وفيما يرجح مراقبون أن تكون أطراف إقليمة تدفع بأنصار الله نحو هذه المقامرة باستمرار المواجهة العسكرية مع التحالف العربي بهدف التخلص من الحوثيين.. لم يستبعد آخرون أن يكون هذا التصعيد الحوثي بإيعاز إيراني صريح تمهيدا لحرب واسعة تنويها طهران ضد السعودية ودول المنطقة العربية وستبدأها باستخدام حلفائها الحوثيين.
وقال مدير برنامج الأمن في مركز الخليج للأبحاث د.مصطفى العاني «باب المندب صنف بناء على قانون البحار لعام 1982 أنه مضيق دولي والمضيق الدولي مسؤولية حمايته هي دولية وليست مسؤولية السعودية والشرعية باليمن، مضيق باب المندب يؤثر بشكل كبير على الحركة بقناة السويس، والسويس لن يكون لها قيمة إن هددت خطوط الملاحة في باب المندب، العقبة وإسرائيل تعتمد بشكل كبير على باب المندب لإيصال الشحنات من جنوب شرق آسيا، القضية ليست قضية يمن *القضية هو ممرر دولي، مثل جبل طارق ودوفر»
واستغرب العاني - في مقابلة مع قناة العربية في برنامج بانوراما مساء أمس - عدم وجود تحركات جدية كتلك التحركات عندما قام الإيرانيون بتهديد الملاحة في مضيق هرمز أثناء الحرب العراقية الإيرانية (حرب الناقلات 84 ، 88 ) عندما جاء الأمريكان بأسطولهم وكذلك الفرنسيون «وكانوا على شفا الدخول بحرب مع إيران من أجل الحماية خطوط الملاحة الدولية، لحد الآن لا يوجد هذا التحرك».
وقال «إيران تمتلك خبرة لا تمتلكها أي دولة أخرى في التدخل في حرية الملاحة الدولية مثل ما حدث أثناء الحرب العراقية الإيرانية إذا نقلت هذه الخبرة للحوثيين سيواجه المجتمع الدولي مشكلة كبيرة».
وتساءل «لماذا لا يهاجم الحوثيون ناقلات إسرائيلية مع العلم أن إسرائيل تستورد نفطها من أفريقيا، وهذا طريق الناقلات الإسرائيلية إلى ميناء ايلات، وشعار الحوثيين الموت لأمريكا ولإسرائيل واللعنة على اليهود».
وبسبب الصواريخ البالستية التي يستخدمها الحوثيون ضد السعودية أعلن التحالف العربي إغلاق الموانئ اليمنية قائلا: «إن هذا ضروري لمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين».
غير أن التحالف أعلن في وقت رفع الحظر عن ميناء عدن الخاضع للقوات الحكومية التي يدعمها، كما أعاد فتح معبر الوديعة البري على الحدود السعودية اليمنية وكذا ميناء الحديدة الذي فتح تحت الرقابة المشددة.
*الهجمات الحوثية في البحر الأحمر
أكتوبر 2016 - إطلاق صاروخ على سفينة إماراتية، هجوم بصاروخين على مدمرة أمريكية.
يناير 2017 - هجوم على فرقاطة سعودية بزوارق مفخخة.
مارس 2017 - إحباط هجوم على مجموعة سفن قرب ميناء ميدي اليمني.
أبريل 2018 - هجوم على ناقلة نفط سعودية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى