بين الرياض وصنعاء وعدن.. سباق على حراك جنوبي يحظى باهتمام المبعوث الأممي

> عدن «الأيام» خاص

> مكون الحراك الجنوبي يلتقي رئيس مجلس الحوثيين في صنعاء صالح الصماد تزامنا مع تحضيرات واسعة وتأهب وترغب يسود الشارع الجنوبي لاستقبال المبعوث الأممي مارتن جريفيثس في عدن.
المجلس الانتقالي الجنوبي ومكونات الحراك السلمي والمقاومة استكملوا الترتيبات لعرض رؤيتهم وموقفهم أمام المبعوث الأممي، غير أن هناك حراكا جنوبيا في صنعاء التقى أمس برئيس المجلس السياسي (الانقلابي) صالح الصماد، وناقش معه الوضع في الجنوب وما يعانيه المواطنون في عدن، وفقا لما نقلته وكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
الوكالة ذكرت، في خبر بثه، أن رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد التقى أمس قيادة مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار.
وقالت “جرى خلال اللقاء الذي ضم رئيس مكون الحراك مستشار الرئاسة اللواء خالد باراس، ونائب رئيس المكون وزير الأشغال العامة والطرق غالب مطلق، مناقشة المستجدات في الساحة اليمنية والساحة الجنوبية بشكل خاص".
وأضافت أن "اللقاء تطرق إلى التحولات السياسية القادمة والتنسيق المشترك مع كافة الأطياف السياسية المناهضة للعدوان، وكذا إلى معاناة المواطنين مما أسمته "قوى الاحتلال" والقاعدة وداعش الممولة والمدعومة من قوى العدوان".
المكون الجنوبي ذاته كان التقى الأسبوع الماضي المبعوث الأممي في صنعاء باسم الجنوب وباسم القضية التي يعدها مراقبون محور الارتكاز وأساس الأزمة السياسية في اليمن، غير أن أحدا لم يتحدث عما طرحه هذا المكون الجنوبي على جريفثس، وهل يتماشى مع طرح مكونات الحراك في الجنوب أم يتعارض معها؟!.
وذكرت لـ«الأيام» مصادر مطلعة أن التقارب بين شخصيات من الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني، الذي طرح مشروع الاستقلال في أعمال المؤتمر، وبين الحوثيين يرجح أن يكون ذلك التقارب نوع من التصرفات الفردية من شخصيات جنوبية لا تمتلك حق التمثيل السياسي لقضية الجنوب.
وأشارت تلك المصادر إلى أن "الحوثيين أكثر دهاء ومراوغة من أي حزب أو جماعة أخرى داخل اليمن، وهو ما يرجح أن الجماعة الانقلابية تلعب على ورقة الجنوب لتحقيق مكاسب سياسية في المفاوضات القادمة".
وأوضحت المصادر ذاتها أن الجماعة الحوثية، التي استنسخت حزب المؤتمر وروضت قياداته لصالح مشروعها ضد دول التحالف العربي، تسعى أيضا إلى استمالة قيادات جنوبية تعلق عليها شماعة الجنوب وتفصّل لها موقفا من التواجد العسكري للتحالف العربي في محافظات الجنوب لتستطيع من خلال هذا الموقف استخدام ورقة الجنوب في أي تسوية سياسية".
وقالت "ليس هناك ما يجبر أي قيادي جنوبي أن يبقى في صنعاء تحت ضغط الحوثيين وتهديدهم، فالجنوب محرر وبإمكانهم العودة إلى عدن أو إلى محافظاتهم لاستكمال نضالهم إن كان عندهم قضية وطنية فعلا".
وأضافت "العمل السياسي واتخاذ مواقف مصيرية تحت تهديد الحوثيين يمكن أن يكون مبررا لقيادات المؤتمر والأحزاب اليمنية الأخرى، أما الجنوبيون فلا مبر منطقيا لهم سوى أنهم سقطوا في كنف الحوثية أو باعوا قضيتهم لمن كان سببا في إيجادها".
محللون سياسيون جنوبيون يعزون هذا اللقاء إلى توجهات للحوثيين بشأن احتواء أو تفريخ الثلاث القوى السياسية الرئيسية والفاعلة في اليمن وهي الحراك الجنوبي وحزبي الإصلاح والمؤتمر، لتظهر الجماعة في المفاوضات القادمة بشكل فاعل يوحي للاعبين الدوليين بأن الحاصل في الشمال هو بالفعل دولة وأحزاب ومكونات سياسية وليس جماعة انقلابية، وكذا لشرعنة مواقفها ضد التحالف العربي في اليمن والجنوب على وجه التحديد.
وقال المحلل السياسي والباحث في الأكاديمية الروسية د. علي الزامكي في تصريح لـ«الأيام» "إن زيارة المبعوث الدولي الى عدن هي من دفعت برئيس المجلس السياسي صالح الصماد للقاء بحراك خالد باراس، وهذه الزيارة أزعجت كلا الطرفين وهما الانقلابيون في صنعاء والشرعية في الرياض، وهذا الانزعاج دفع بالشرعية للضغط على التحالف بعدم السماح للمبعوث لزيارة عدن".
وأضاف “زيارة المبعوث الدولي الى عدن في ظل غياب كامل للشرعية واللقاء بقيادة المجلس الانتقالي هي بمثابة اعتراف دولي رسمي بالمجلس الانتقالي، وهذا أزعج الطرفين في كل من صنعاء والرياض واستبقوا الأحداث وقدموا خالد باراس كممثل للحراك باعتراف رئيس المجلس السياسي من خلال لقاء الصماد، وهي رسالة بعثها الصماد للمبعوث الاممي عبر هذا اللقاء”.
وتابع “الشرعية اليمنية ضمن شروطها على دول التحالف ان تظل قضية الجنوب ثانوية ضمن إطار وملف الشرعية، وزيارة المبعوث الدولي سوف تخرجها من داخل ملف الشرعية، وبهذا ستلغي مخرجات الحوار اليمني و المرجعيات الثلاث، مما دفع بالشرعية لمحاولة عرقلة زيارة المبعوث الدولي لعدن من خلال اللقاء الذي جمع الصماد بخالد باراس".
وأكد الزامكي أن هناك ما وصفه بـ "لوبي يمني" داخل الشرعية دفع بالمجلس السياسي للقاء بخالد باراس كممثل للحرك "وأن أي تمثيل آخر بغياب حراك خالد باراس أمر مرفوض".
وقال “من الجهة المقابلة ضغطت الشرعية على دول التحالف في عدم السماح للمبعوث الاممي بزيارة عدن تحت حجج ومبررات أن قضية الجنوب لها ثلاثة ممثلين، وأن المجلس الانتقالي ليس ممثلا وحيدا بل هناك ممثل آخر يقوده باراس وآخر بالرياض يقوده مكاوي".
وخلص الباحث السياسي د. علي الزامكي إلى أن الشرعية والتحالف وضعوا قضية الجنوب ضمن ملف الشرعية اليمنية، وأن أي زيارة للمبعوث الاممي إلى عدن يعني فصل قضية الجنوب عن ملف الشرعية اليمنية.
وقال "وهذا ما دفع بأطراف صنعاء لتلتقي بخالد باراس والهدف إرسال رسالة سياسية لممثل الامم المتحدة أن قضية الجنوب يمثلها أكثر من طرف سياسي جنوبي، وأن أي حوار في عدن لا يمكن حصره على المجلس الانتقالي بل هناك طرف في صنعاء وآخر في الرياض يمثل قضية الجنوب ولهم حضور سياسي ولقاء رئيس المجلس السياسي صالح الصماد يؤكد اهتمام السلطات في صنعاء بحراك خالد باراس".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى