تفاصيل معركة عدن ضد الحوثيين يسردها في أول حديث إعلامي له.. 2-2 قائد مقاومة التواهي أنيس العولي لـ«الأيام».. سبعة أسباب أسقطت التواهي أبرزها الاختراق الاستخباراتي والأمني وبث الشائعات

> حاوره/ ذويزن مخشف

> مرت ثلاث سنوات على الحرب في عدن وكأنها منذ 3 أيام.. مازالت شواهد وقصص وحكايات معركة صمود أبناء المدينة المسالمة، وآثار الحرب والدمار التي خلفها الغزو بالمسمى الشعبي (الحوثي العفاشي) واضحة الملامح في كل بيت وشارع وحي ومنطقة.. ومازالت الصورة أليمة وموجعة، فكم من شاب بترت يداه أو إحدى ساقيه، تجده هنا وهناك في مكتب أو مؤسسة أو دهاليز السلطات يبحث عن حقوقه في مشهد مأساوي قلما تجده في هذا الزمان.
للحرب في عدن أحداث كثيرة وسجلات تاريخية مليئة بالمعارك والتضحيات الجسام، وجل ذلك والأهم هم أبناء عدن الذين أسسوا مقاومة عظيمة ستفخر بهم أجيال وراء أجيال، والتاريخ سيشهد باليوم والساعة أن أبناء عدن كان لهم عظيم شرف الذود عن أهلهم ودينهم وعرضهم ضد الغزو الثاني القادم من الشمال.
لا شك أن أحداث حرب مارس 2015، التي شنها الحوثيون وقوات صالح آنذاك على العاصمة عدن والجنوب عامة مازالت راسخة في الأذهان، ومن عاشها بتفاصيلها الدقيقة عدا أولئك الذين قضوا نحبهم وهم يواجهون المد الحوثي وقوات صالح بكل بسالة وفداء حينذاك.
في حديث ذي شجون لأول مرة مع الصحافة يسرد أحد أبرز المقاومين الجنوبيين الشباب أحداثا عظيمة شهدتها أعرق المدن العربية (عدن) بداية تاريخ الحرب 26 مارس وحتى تحريرها في الليلة الكبيرة 27 رمضان 14 يوليو 2015.. بذكرى مرور 3 سنوات على الحرب وصمود سكان عدن.. التقت «الأيام» قائد مقاومة التواهي الأخ أنيس العولي، الذي سرد بعضا من أحداث تلك الحرب وذكر تفاصيل لم تكن ظاهرة، ولا يعلمها - بعد الله تعالى - إلا من شارك فيها، فإلى التفاصيل:
* كيف هُزِمت مقاومة التواهي؟ ماذا حدث؟ ومن خذلها؟
- هناك عدة أسباب لدخول الحوثيين وصالح إلى التواهي، وقبل أن أذكر تلك الأسباب سأذكر المشهد الأخير قبل سقوط منطقة حجيف، فقد ذهبت قبل بدء الهجوم على حجيف إلى القلوعة بسلاح 23 (ماسورة واحدة) للتعزيز، وذلك لوجود ضغط كبير على جبهة القلوعة، وفي الساعة الثانية منتصف الليل، أُبلِغت بأن العدو أسقط منطقة الشؤون البحرية بحجيف، فعدت على الفور إلى منطقة حجيف، ودارت معركة بيننا وبين الحوثيين وقوات صالح لمنعهم من التقدم إلى داخل الأسماك، لكن كانوا للأسف قد تسللوا إلى (التبة) من هذه الثغرة، واستبسل كل من كان في (التبة) بقيادة البطل خالد غرامه، وقتلنا العديد من المهاجمين، لكن في الأخير تمكن العدو من السيطرة على (التبة) في الساعة السادسة صباحا، بعد استشهاد القائد خالد غرامه، ومن معه، ونحن لازلنا نصد تقدم العدو باتجاه الأسماك، لكن بعد سيطرة تلك القوات على (التبة) قاموا باستهدافنا من فوقها، وأصبحنا مكشوفين لهم، ورغم ذلك صمدنا في صد هجومهم، وسقطت عمارات مشروع الجريبي بحجيف، وكانوا يستهدفون أي قوة تحاول التقدم من التواهي لمساندتنا، فأصبحنا محاصرين بشكل كامل في الأسماك، ولم يبق منا إلا سبعة أفراد في الموقع، وانسحب الكثير من الشباب في كثير من مواقع حجيف، بعد معرفتهم بسقوط (تبة حجيف)، فقد كانوا لا يملكون أي خبرة، وكانوا صغارا في السن - في العشرينيات وأقل - واستمررنا بالصمود في الموقع حتى الساعة العاشرة، وأُدخلت مصفحة إلينا فأخرجتنا من ذلك الحصار، أنا ومن كان معي، وكان ذلك المشهد هو بداية سقوط التواهي، وآخر معركة في منطقة حجيف.
*ثغرة سقوط التواهي
* ما هي أسباب سقوط مدينة التواهي؟
- لمعرفة أسباب سقوط التواهي، والوصول إلى هذا المشهد، وما تلاه إبان دخول الحوثيين وصالح إلى المدينة، فهناك عدة أسباب، سأسردها بالشكل الآتي:
السبب الأول: سبب عام، والمتمثل بعدم تكافؤ الطرفين، إضافة إلى الإصرار الكبير للحوثيين وقوات صالح في دخول التواهي، وذلك لما تعنيه لهم من أهمية إستراتيجية.
السبب الثاني: انشغال قوات التحالف العربي، وخاصة القوات الجوية بضرب مواقع الحوثيين وصالح في المحافظات الشمالية والجنوبية الخاصة بالجيش اليمني الموالي للحوثيين، حيث كانت بداية عاصفة الحزم تقريبا القصف الجوي، والتركيز على مخازن الأسلحة والدفاعات الجوية وغيرها من الأهداف التي تشكل أولوية حسب الخطة الموضوعة من التحالف، الأمر الذي أدى إلى عدم استفادة مقاومة التواهي من القصف الجوي المساعد لها خلال فترة حصار الحوثيين وصالح للمدينة.
السبب الثالث: عدم وجود قوات نظامية من الجيش أو الأمن تساند مقاومة التواهي، كما هو حاصل في كل معركة منذ بدايتها، وحتى نهايتها في عدن.
السبب الرابع: نقص الأسلحة الفعالة في صد تقدم القوات الغازية، خاصة القنابل اليدوية التي كانت السلاح الرئيسي في إيقاف تقدمهم، كوننا على خط تماس واحد نحن والعدو، الذي يستخدم سلاح (القناص) لكل تحركاته في الجهة المقابلة له، إضافة الى تدمير آخر معدل رشاش لدينا بقذيفة هاون قبل دخول قوات الحوثيين وصالح إلى التواهي بأسبوع، ونفاد قذائف الــ(آر بي جي)، حيث لم يتبق لدينا غير قذيفة واحدة، إضافة إلى تعطل الدبابة الوحيدة الباقية معنا، وعربة الـ(بي إم بي)، رغم محاولتنا في إصلاحها وإحضار مهندسين بمجهودات شخصية من رجال التواهي، لكن للأسف لم تتم المهمة في الوقت المناسب.
الشهيد محمد الملقاط
الشهيد محمد الملقاط

السبب الخامس: استشهاد وجرح أكثر من 100 بطل من أبناء التواهي وعدن في تلك الجبهة وعلى رأسهم الشهيد البطل خالد غرامه والشهيد البطل محمد الملقاط.
السبب السادس: استشهاد قائد المنطقة الرابعة اللواء علي ناصر هادي، الذي تقدم بشجاعة يعجز أن يصفها إنسان، فقد تقدم لمواجهة العدو بعد سقوط منطقة حجيف وتمركز قوات الحوثيين في الجبال المطلة على التواهي، لكن ذلك لم يمنعه من التقدم بسلاحه الشخصي لمواجهة هؤلاء الغزاة، وكان موقع المعركة مكشوفا للاعداء بشكل كبير، فاستهدف اللواء علي ناصر هادي بسلاح (القناص) برصاصة في رأسه، فاستشهد، وكان لاستشهاده أثر كبير في نفوس مقاتلي مقاومة التواهي بشكل خاص ومقاومة عدن بشكلٌ عام.
السبب السابع: وهو أهم سبب في اعتقادي، والمتمثل في الاختراق الاستخباراتي والأمني الكبير، الذي قامت به قوات الحوثي وصالح داخل المدينة، من خلال زرع جواسيس وخلايا نائمة داخل المدينة، كون الجميع يعلم بوجود كثير من المعسكرات التابعة لهم، وعندما استعصت عليهم التواهي، زُرعت كل تلك الخلايا والعملاء، لنقل المعلومات والأحداثيات عن أماكن تواجد أبطال مقاومة التواهي، ونشر الإشاعات والفتن بين المواطنين.. ولكي يعلم الجميع أن يوم دخول وسقوط جبل حجيف أبلغت تلك القوات أن مقاومة التواهي نفدت عليها أغلب ذخائر الأسلحة، وتم طلبها لهم، ولم تصل بعد إليهم، إضافة إلى أن الدبابة وعربة الـ «بي إم بي» المتبقية لدينا معطلة، فكانت تلك ساعة الصفر التي استغلها الحوثيون لمهاجمة موقع حجيف بكل قوتهم، وللأسف انسحبت قوة كانت مهمتها تأمين جهة الشؤون البحرية أسفل جبل حجيف كي لا تلتف القوات على أبطال المقاومة (أعلى تبة حجيف)، وهذا ما حصل للأسف، حيث استطاعت قوات الحوثيين وصالح الالتفاف على شباب المقاومة من هذه الثغرة، والصعود إلى التبة، والاشتباك مع أبطال المقاومة هناك، الذين قاتلوا ببسالة رغم نفاد الذخيرة عليهم بشكل شبة كامل، واستشهد وجُرح على إثر ذلك العديد من شباب المقاومة..
وإضافة الى ما ذكرته، فقد قامت الخلايا النائمة داخل التواهي بالتمركز، ومعها سلاح (القناصة) في بعض المرتفعات، وكذلك تمركزت هذه الخلايا، الذين كانوا يختبئون في منازل معدة لهم من السابق، فوق (جبل عين)، الموقع الذي كان مخططا له أن يكون النسق الثاني للمقاومة، الأمر الذي سبب ارباكا كبيرا في صفوف المقاومة، وكانوا يقصفون الأحياء السكنية بقذائف (الهاون)، كون مدينة التواهي أصبحت مكشوفة لهم بالكامل، وقاموا بقطع طريق البحر من جهة ميناء عدن، واستهدافهم أي زورق يتحرك، ولم يتبق منفذ للبحر سواء من جهة البريقة، وكانت مسألة وقت فقط ليسيطرون على المرتفعات، وبسيطرتهم على المرتفعات والطريق الوحيد المتبقي للتواهي عن طريق البحر، أصبحت التواهي معزولة بشكل كامل، وتحت نيران القصف الحوثي، والكل يتذكر المجزرة التي وقعت للمواطنين في (دكه) موانئ عدن، عندما استهدفتهم تلك القوة بقذائف الهاون، ونزوح كل المواطنين من المديرية بعد اشتداد القصف العشوائي للحوثيين بقذائف الهاون على المنازل والشوارع، وكذا مجزرة قارب النازحين، الذي كان يكتظ بالأسر من (نساء، وأطفال، وشيوخ) فارين من هول القصف، ولكنهم قُصفوا بـ«الهاون»، ما أدى إلى سقوط عدد كبير منهم.
كنت أنا والشهيد محمد علي «أبو كادح»، آخر الأفراد من مقاومة التواهي، ولم نستطع الخروج بسبب تمركز قوات الحوثيين وصالح في جميع الجبال، التي كانت تضرب على القوارب التي تحاول الدخول إلى التواهي، ولم يستطع أي قارب أن يأتي لنا، كان لدينا طقم عسكري، قمنا بإحراقه وإحراق بعض المصفحات التي تُركت على ساحل البحر.
ونحن في جولدمور رُمي علينا من جبال الاتصالات «راس برادلي»، فاضطرنا للانسحاب الى «خرطوم الفيل»، وجلسنا فيه، وكانت حوالي الساعة الثانية ظهرا، ولم نجد أي زورق ينقلنا، لعدم الاستطاعة، ولكن جاء إلينا عادل البني، أحد أبطال المقاومة، الذي كان له دور كبير أثناء الحرب في مدينة التواهي، حيث لم يتركنا، وتم إبلاغه بأني ما زلت هناك، وجاء بقارب إلينا، وأخذنا، فيما الحوثيون كانوا يرمون علينا الرصاص من اعلى الجبل، ونتيجة لبعد المسافة لم يصب منا أحد، ونُقلنا الى مديرية البريقة، وتشتت مقاومة التواهي بعد معاناة كبيرة من الحصار وانقطاع الكهرباء والمياه والغذاء، ومقتل كثير من القيادات وإصابة الكثير من المقاومين، إضافة إلى نفاد الذخائر، حيث لم يتبق لدينا في آخر المطاف سوى قذيفة (آر بي جي) واحدة، وأربع قنابل فقط، إلى جانب كل ذلك الخيانات الموجودة من داخل المدينة، وسيطرتهم على المرتفعات، وقطع كل طرق الإمداد على التواهي، ونزوح الأسر، ومقتل الشهيد علي ناصر هادي، وعدم تفرغ طيران التحالف حينها لنا، وعدم تمكنه من مساندة مقاومة التواهي، والمعلا، وكريتر، وخورمكسر، كل تلك العوامل أدت إلى انسحاب مقاومة التواهي، هي وباقي مقاومة مدن عدن، التي كانت قد سقطت، والتحقوا بإخوانهم هناك، وليواصلوا القتال حتى العودة مرة أخرى إلى تحرير مدينة التواهي، وهذا ما تحقق أخيرا بفضل الله تعالى.
* تساؤلات عدة طرحت عن الأسلحة التي أنزلها التحالف العربي في منطقة التواهي.. ما هو مصيرها آنذاك؟
- بالنسبة لعملية الإنزال الذي تمت فى بداية معركة التواهي فقد حضر الينا اخوة من السلفيين إلى قائد المنطقة الشهيد علي ناصر هادي واخبروه أن المناطق الاخرى بعدن مثل البريقة وصلاح الدين وغيرها تعاني من نقص شديد بالأسلحة ومن ضغط كبير من قبل قوات الحوثي وعفاش فاثر قائد المنطقة هذا السلاح لاخوانه وأبنائه فى تلك المناطق لكونه كان اب للجميع وقال خذوا السلاح لهم ونحن سوف نقاتل هنا بما نملك من أسلحة لاعتقاده انه لن يكون هناك إنزال آخر فى تلك المناطق بذلك الوقت وفعلا تم نقل الاسلحة تلك عن طريق البحر من إخواننا السلفيين عن طريق الأخ عبد الرحمن الجعري وتسليمها للشيخ هشام..
هذه هي قصة تلك الاسلحة.
*ماذا بعد خروجكم من التواهي؟
- قمنا بترتيب صفوفنا وجمع افرادنا في مدرسة بالمنصورة وهي مدرسة باذيب بجوار مدرسة 22 مايو وتم تجميع افراد المقاومة في كل المديريات التي سيطر عليها العدو.. وتم الترتيب مع القائد الشهيد عبدالرحمن قنان.. وتم دعمنا بالسلاح والذخيرة وكان هو حلقة الوصل بيننا وبين قوات التحالف.

أعدنا ترتيب صفوفنا في جبهات عدة مساندين المقاومة. وقد تم ترتيب مجموعة من أبطال مقاومة التواهي بقياده القائد منير شلال في جبهة صلاح الدين ومجموعة اخرى بقيادة القائد احمد نبيل (أبو يوسف) في جبهة البساتين.. أما أنا والبقية فاستلمنا جبهة المطار وفرقة في بير فضل، كما ساندنا إخواننا في بئر احمد اذا يوجد اي هجوم عليهم وضغط في جبهتهم وكل ذلك بمشاركة اخواننا من أفراد وقيادات مقاومة المعلا والقلوعة وخورمكسر.
*درس الأخطاء السابقة
استمرت المعارك وتكاتفت جهودنا في الجبهات حيث كنا نقوم بهجمات على المطار بشكل مستمر وبعض الافراد انتشروا وعززوا الجبهات الأخرى مثلهم مثل كثير من أبناء عدن بشكل عام، فقد انتشروا وعززوا وقاتلوا مع قيادات أخرى من المقاومة ليس فى عدن فقط بل فى بعض المناطق التى دارت فيها معارك خارج عدن وأذكر منهم أحد قادة مقاومة التواهي غسان الربيعي الذي قاتل في كثير من جبهات عدن والتواهي وبعد الخروج من التواهي انضم إلى المقاومة المتمركزة فى سيلة بله بالمنطقة المحاذية لقاعدة العند.
* يوم 27 رمضان يوم تحرير عدن ماذا كان دوركم وأين كنتم؟
- تم تجهيزنا من قبل التحالف العربي بقيادة الامارات وترتيب خطة الهجوم والسيطرة وقطع خط الامداد حيث اجتمعنا مع القائد الاماراتي المكلف بمناقشة الخطة مع المقاومة وتوزيع المهام. كان الاجتماع بحضور قيادات المقاومة بعدن وتم رسم الخطة وتم تكليفي بقطع طريق العريش (جولة الرحاب) بعد السيطرة على المطار وكانت الخطة كالآتي:
تتقدم المقاومة بقيادة القائد المكعبب ويسانده القائد الشهيد عبدالرحمن قنان ومجموعته ومجموعة فهد المشبق وبازرعة للسيطرة على جزيرة العمال وكان القائد العام لهذا التقدم نحو جزيرة العمال القائد المكعبب والذي أصيب إصابة خطيرة في الهجوم على جزيرة العمال وبنفس الوقت لاقتحام الجزيرة تتقدم المجموعة الأخرى مباشرة للدخول إلى المطار وتسيطر على معسكر بدر والمطار والصالة بقيادة سليمان الزامكي ومنيف الزغلي، ونحن معهم بالدخول إلى المطار ثم الانطلاق أنا ومجموعتي عبر مدرج مطار عدن الى شبك المطار المقابل لجولة الرحاب بالعريش والاشتباك مع العدو ومباغتته والسيطرة على جولة الرحاب وقطع خطوط الإمداد، وبفضل من الله سيطرنا على جولة الرحاب والفندق والساحل بعد الاشتباك مع العدو وتم قطع الإمداد عليهم ومحاصرتم في المديريات. غنمنا مدفعا وسيارة هيلوكس وأسلحة وأسرنا عدد منهم وسقط منهم عدد من القتلى والجرحى. تواصلنا مع اخواننا بالمطار والجزيرة والكل سيطر على كل المواقع التي تم التخطيط لها.
الحقيقة استبسل ابطال المقاومة وقاتلوا بشراسة وعزيمة وبروح فدائية كبيرة.. ولا أنسى كذلك البطل والقائد عادل الحداد نائب قائد كريتر الذي سطر أروع البطولات في معركة التحرير هو وأفراده الشجعان. لقد تكاتفت كل جهودنا وحققنا النصر.
بعد السيطرة على جولة الرحاب بالعريش وعلى المواقع المحيطة وترتيب أفرادنا بالمواقع المحررة ثم التقدم إلى خط ساحل أبين بخور مكسر وتم تمشيط الساحل إلى فتح حي السعادة والسيطرة على المباني بخط الكورنيش وكذلك إخواننا من مقاومة خور مكسر والمعلا وكريتر والقلوعة تقدموا من المطار وسيطروا على حي السلام والسعادة وحي السفارات وتقدموا معنا من مقاومة عدن وعززت لنا بقوة وتم السيطرة على مديرية خور مكسر بالكامل.. وأسفرت تلك المعركة عن أسر وقتل الكثير من جنود العدو واستشهاد عدد من أبطال المقاومة.
ما بعد تحرير خورمكسر
تم التجهيز للهجوم على مديرية المعلا وكريتر وتم الاجتماع في جزيرة العمال وجمع الافراد وكذلك شارك معنا القائد بسام المحضار وكتائب سلمان والشيخ هاشم السيد وقيادات كثيرة من كل أبناء عدن والجنوب.
وتم الدخول والانطلاق من الجزيرة فى البداية أنا وبعض الافراد كي لا تكون خسارة كبيرة وتقدمنا بسيارة هيلوكس فقط أنا ومحمد العبد وناصرحيدرة وسامي الوحش حتى وصلنا إلى مطاعم الحمراء وثم التحق بنا القائد عادل حداد وافراده وكذلك مقاومة المعلا التحقت بناء إلى أن وصلنا الى دكة الكباش بالمعلا.
كنا نمشي على أرجلنا على الخط الاسفلتي بكل شجاعة وثقة.. واشتبكنا عند الفتحة التي تؤدي الى البوابة الشرقية للميناء حيث تربص لنا العدو بكمين في تلك المنطقة وسقط عدد من الجرحى والشهداء وأنا أصبت في الفخد بطلق ناري وكذلك القائد عادل حداد أصيب فى إحدى أصابعه وفي صدره ثم أتت المدرعات وتقدمت وتم نقلنا الى المستشفى وبعزيمة الشباب تم دخول المعلا.
وبعدها تم تطهير وتمشيط المعلا من قبل الأبطال من جميع أبناء عدن والمحافظات الجنوبية وتم محاصرة العدو واستشهد القائد عبدالرحمن قنان في كريتر وهم يمشطون مواقع في عدن مول.
تحرير التواهي
قامت المقاومة بمحاصرة مديرية التواهي لمدة يومين ثم اقتحمت مقاومة التواهي المدينة وبمساعدة ومشاركة كل أبناء مقاومة عدن بلا استثناء وتحقق النصر والحمد لله.
طبعا هناك العديد من الأحداث والبطولات طول فترة معركة عدن منذ يومها الأول إلى يوم تحريرها لكن لا يتسع المجال لسردها هنا بتفصيل ويعجز اللسان مهما تحدث عن وصف تلك الأحداث التي سوف تبقى خالدة بتاريخ عدن خاصة والجنوب عامة.
*كذبة القاعدة
* هناك من يتهم أنيس العولي بالانتماء للقاعدة ما هي حقيقة ذلك؟
- غير صحيح، الحقيقة هذه التهمة ليست موجهة لأنيس العولي فقط بل هي تهمة وجهت لكل أبناء عدن خاصة والجنوب عامة من قبل مليشيات الحوثي وعفاش وتم الترويج لتلك التهمة، أو أقول الكذبة من أجل إيجاد مبرر لغزو تلك المليشيات للجنوب وعدن تحت مسمى تحرير تلك المناطق من القاعدة والدواعش كما يعلم الجميع، لكن فضحهم الله سبحانه وتعالى واخزاهم وانتصرت عدن وأبناؤها الأبطال.
* حاليا ما هي علاقتك بقيادة التحالف العربي والشرعية والمجلس الانتقالي؟
- الحمد لله علاقتي جيدة بكل الأطراف بعيدا عن اي صراعات سياسية، فقد خرجنا للدفاع عن ديننا وأرضنا وعرضنا فقط لاغير، ومستعدون لخدمة الوطن والمواطنين بما نستطيع لكن بنفس الوقت أنأى بنفسي عن أي صراع سياسي خاصة بين الجنوبيين، وأفضل استخدام العقل والحكمة والحوار بين الأخوة وأبناء الوطن الواحد لحل أي قضية أو نزاع وتقديم مصلحة البلاد والعباد فوق أي مصلحة وتفويت الفرصة على من يتربص بأبناء هذا الشعب حتى لا يقتل بعضهم بعضا وهذا ما لا نريده أن يحصل.
*ما سبب جلوسك فى البيت والابتعاد عن الأضواء؟
- كما قلت لك نحن اضطررنا للخروج للحرب للدفاع عن الدين والأرض والعرض مرغمين على ذلك بسبب غزو مليشيات الحوثي وعفاش عدن والجنوب، وبانتهاء الحرب كرست جل وقتي للعمل بكل ما أستطيع في محاولة مساعدة الجرحى وأسر الشهداء والأسر التي تشردت من جراء تدمير منازلهم بالحرب، ليس بمديرية التواهي فقط بل فى كل مكان في عدن، إذا استطعنا أن نساعد أحد نقوم بمساعدته بما نستطيع ونقوم بدورنا الاجتماعي الذي كنا نقوم به قبل الحرب من الصلح بين الناس حسب مقدرتنا، لكن كما أوضحت أتجنب الخوض فى الأمور السياسية وصراعاتها، لكن أيضا بنفس الوقت على استعداد للدفاع عن عدن والجنوب في اي لحظة حانت.
*هل من دعوة أخيرة توجهها؟
- أولا أكرر شكري لكم مرة أخرى.. ومن خلال صحيفتنا الرائدة «الأيام» أناشد الكل إنصاف جرحى الحرب وأسر الشهداء والأسر المدمرة بيوتها ورفع الظلم عنهم وتحسين الخدمات المختلفة للمواطنين وانتظام الرواتب وغيرها من الأمور التي تمس حياة الناس بشكل مباشر وخصوصا بعدن التي دائما تدفع الثمن هي وأبناؤها جراء الحروب العسكرية والصراعات السياسية المختلفة. أناشد كل أبناء عدن وأبناء الجنوب عموما أن لا ينجروا لأي صراع مسلح بينهم، فالجميع أبناء وطن واحد لا يصح الاقتتال فيما بيننا تحت أي مبرر وأن يفوتوا تلك الفرصة على من يريد الدمار لبلادنا، فالجميع ملزم بتحكيم لغة العقل لحل أي خلافات وكل مشكلة مهما كانت صعبة لابد ان يكون لها حل وذلك بتكاتف الجميع لما في ذلك من مصلحة عامة للعباد والبلد بشكل عام. اخيرا اتمنى أن يصلح الله بلادنا ويعم الخير والامن والأمان في جنوبنا وسائر بلاد المسلمين.
حاوره/ ذويزن مخشف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى