توجهات أممية لحكومة توافقية تقوض «الانفصال».. فأين سيقف الانتقالي؟

> عدن «الأيام» خاص

> غادر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي العاصمة عدن أمس متوجها إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في وقت وصل المبعوث الأممي مارتن جريفيثس مسقط والتقى عددا من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، لينتقل جريفيثس في وقت لاحق إلى الإمارات للقاء قيادات الانتقالي.
ومن المقرر أن يلتقي الزبيدي وقيادات جنوبية بالمبعوث الأممي في أبو ظبي عقب تعثر زيارته إلى عدن وعدد من المدن الجنوبية للاستماع لرؤى الجنوبيين والتقرب من قضية الجنوب ومطالب الحراك السياسي في المحافظات الست التي دخلت بوحدة طوعية مع الشمال.
ووفقا لمصادر دبلوماسية ذكرت لـ«الأيام» في وقت سابق أن حكومة الشرعية كثفت جل جهودها لعرقلة الزيارة الأممية إلى الجنوب، غير أن وسائل إعلام عربية تحدثت أن جريفيثس قطع زيارته إلى عدن وغادر صنعاء إلى جنيف لحضور مؤتمر المانحين بشأن اليمن وسيعود إلى عدن في وقت لاحق لم تسمه.
ملفٌ شائك ومثخن بكثير من الصعاب والعقبات سيحمله الزبيدي إلى أبوظبي هذه المرة.. فما الذي يحمله الرجل في جعبته؟ وأي مشروع سيطرحه على ممثل الأمم المتحدة؟ وماهي رؤية الانتقالي في حل الأزمة اليمنية؟ وهل سيتمسك الزبيدي بمشروع الاستقلال الناجز أم أن هناك مشاريع بديلة ستفضي إليها ضغوط التحالف العربي التي ترفض مشروع الانفصال عن الشمال؟
وفي حين يشكك بعض المراقبين السياسيين بحجم المجلس الانتقالي وتواجده على الأرض لفرض الانفصال، ترى الغالبية أن الانتقالي بات ذا حضور فاعل ومسيطرا على الأرض في كافة محافظات الجنوب، ويؤكدون أن قوة الانتقالي السياسية في أي مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة تتحدد بمدى سيطرته عسكريا وإداريا، وهو ما يرجح أن تحظى رؤية الانتقالي الجنوبي ومشروعه السياسي في هذه المرحلة بقبول لدى المبعوث الأممي.
وكان رئيس المجلس الانتقالي وصل عدن نهاية الأسبوع الماضي قادما من الإمارات لاستقبال جريفيثس وطرح رؤية الانتقالي، غير أن زيارة المبعوث تعثرت وبقي الزبيدي في عدن يرتب أوراقه الداخلية.
مصادر مقربة من الانتقالي وقيادات في مكونات جنوبية قالت إن الزبيدي كثف جهوده خلال بقائه في عدن والتقى بعدد من المكونات الجنوبية في إطار التشاور والتحضير للقاء المبعوث الأممي والترتيب لمفاوضات السلام التي تسعى إليها الأمم المتحدة ويدعمها الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بقوة. وهو - وفقا لمراقبين - يشير إلى جهود حثيثة وترتيبات واسعة قادها الزبيدي قبيل مغادرة عدن، غير أن الملف الذي يحمله الانتقالي إلى أبوظبي مازال محل ترقب وتوجس لدى الشارع الجنوبي.
وذكر لـ«الأيام» مصدر دبلوماسي جنوبي سابق أن المجلس الانتقالي متمسك بمشروع الاستقلال وإعادة الدولة الجنوبية كإطار عام ومشروع وطني استراتيجي، غير أن هناك مخاوف في الشارع الجنوبي من ضغوط تمارسها أطراف في التحالف العربي لتخفيض هذا السقف أو تحقيقه على مراحل وخطوات تكتيكة.
وقال «دول التحالف العربي ملتزمة بالحفاظ على الوحدة اليمنية، والانتقالي يؤكد دائما أنه ملتزم بأهداف التحالف وخط عملياته العسكرية باليمن، وهذا الالتزام الأدبي يثير مخاوف في الأوساط الجنوبية من أي تنازل أو تقليل للمطالب التي خرج شعب الجنوب يطالب بها وقدم من أجلها آلاف الشهداء ومثلهم من الجرحى».
وشدد على أن المرحلة باتت حساسة أكثر من أي وقت آخر، «ومن الضروري أن يبقى الانتقالي الجنوبي على خط الاستقلال الناجز بأي ثمن قد يشوب علاقته بالتحالف».
وقال «تمسك الانتقالي بالانفصال قد يعكر من علاقته ببعض أطراف التحالف، لكن تلك الأطراف مجبرة على إعادة بناء علاقاتها مع الجنوب وحامل قضيته، فمصلحتها وأمنها القومي مرهون بجنوب آمن ومستقل وبدولة مستقلة يحكمها نظام قوي يعيد توازن القوى داخل اليمن ويكون حليفا لردع التطرف المذهبي في شمال اليمن».
وعلى الطرف الآخر تلعب أطراف سياسية داخل حكومة الشرعية وأخرى مماثلة في حكومة الانقلابيين بصنعاء على وتر الحكومة التوافقية لاحتواء قيادات الانتقالي الجنوبي داخلها ومحاولة التخفيف من الاحتقان والتصعيد العسكري في عدن.
وتشير مصادر إلى أن هناك توجهات للمبعوث الأمم بشأن حل مؤقت يسعى لطرحه قبل إطلاق مفاوضات واسعة لإيجاد حل سياسي نهائي.
وتتلخص هذه التوجهات بتشكيل حكومة وحدة وطنية من الشرعية والحوثيين والانتقالي لفترة انتقالية هي مدة استمرار المفاوضات حتى التوافق على حل نهائي.
وتبدي أطراف جنوبية مخاوف جمة من هكذا توجهات من شأنها أن تفضي إلى احتواء قضية الجنوب ومشروع الاستقلال واستعادة الدولة كقضية هامشية مساوية لأي طرف شمالي.
وتقول هذه الأطراف إن مثل تلك المشاريع ستقوض مطالب شعب الجنوب وتحقر انتصارات مقاومته المسلحة وتجييرها لصالح أطراف يمنية تسعى للاستئثار بالجنوب ومشروع الاستقلال.
ويبقى السؤال: ما الذي تحلمه جعبة الزبيدي هذه المرة؟ وما طبيعة الملف الذي سيقدمه الانتقالي للمبعوث الأممي في حضرة التحالف الذي يتمسك بالوحدة بين الشمال والجنوب، ويرفض مشاريع الانفصال؟ وأين سيكون الانتقالي؟ مع شعب الجنوب أم مع التحالف؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى