محورها الجديد أراض عربية.. هل القادة الجنوبيون متوحدون؟ الجنوب ليس بمنأى عن مواجهة عالمية

> كتب/المراقب السياسي

> تلوح نذر حرب جديدة في المنطقة ولكنها ليست كسابقاتها من حروب أهلية أكلت الأخضر واليابس في عدد من دولنا العربية بل هي حرب عالمية.
المفزع في الأمر أن هذه الحرب الجديدة التي تقترب كل يوم من الاشتعال في سوريا وسيكون فيها الغرب طرفا بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد التحالف الروسي الصيني الإيراني السوري، ستخاض في منطقتنا وعلى أرض العرب.. فقد تعلمت كل تلك الدول وبقسوة ووحشية ألا تخوض حروبا على أراضيها بعد ما قتل قرابة 25 مليون إنسان في الحرب العالمية الثانية.
ولن نكون نحن الجنوبيين في معزل عما يدور في المنطقة، فإذا ما اشتعلت الحرب فإن أول ما ستفعله إيران هو مهاجمة المملكة العربية السعودية وخطوط الملاحة، عبر حلفائهم الحوثيين، وستمتد الحرب إلى جنوب البحر الأحمر، شريان التجارة الدولية وشريان الحياة للجنوب.. وربما يتطور الأمر إلى مواجهة مباشرة ما بين المملكة العربية السعودية وإيران.
إن هذه الحرب إذا قامت ستكون اختبارا قاسياً للجنوب ولكل ابناء الجزيرة العربية ومنذ صدور هذه الصحيفة كنا ندعو الى تناسي الماضي بكل آلامه وأن يكون الجنوبيون يداً واحدة، فلن يصمد الجنوب أمام هذه الحرب إلا باتفاق الجنوبيين وعملهم مع بعضهم البعض للحفاظ على بلدهم لمستقبل أبنائهم وأحفادهم.
ستكون هناك تحالفات جديدة ومصالح جديدة، وعلى قادة الجنوب التماسك وتغليب مصلحة الجنوبيين والجنوب على أي شيء آخر.
يجب إدراك أن الجنوب هو العمق الاستراتيجي لجيرانه ولا يجب أن ننسى أننا مرتبطون بجيراننا.
لكن تظل المعضلة الكبرى أمام الجنوبيين اليوم في توحيد جهودهم والخروج برؤية سياسية واضحة وصوت واحد للعالم، فنشوب الحرب سيعجل بالحل في وقت قياسي للجنوبيين على أكثر من جهة وربما سيختصر الفترة الزمنية في الأحوال الطبيعية ليدفع بحلول سريعة وفرضها كأمر واقع، ويجب الاستعداد للتقدم بحلول عاجلة تضمن للجنوبيين تحقيق ما يصبون إليه.
وفي جميع الأحوال سيتعامل العالم مع المسيطر على الأرض، فإما أن يكون جزءا من تقديم الحل أو سيفرض عليه حل يقبله مرغماً للبقاء ضمن اللعبة.
إن كل ما سبق ذكره اعتمد على سيناريو واحد وهو نشوب الحرب ولكن حتى إذا لم تنشب هذه الحرب فإن الاستعداد المسبق هو ضمان للوصول الى الهدف المنشود.
يجب على الجنوبيين الجلوس مع بعضهم البعض والاستماع إلى بعضهم البعض، فمتى ما عملوا كفريق واحد مثل ماحدث في العام 2015م فلن تستطيع قوة على الأرض فرض أي شيء عليهم بل سيصبحون شريكا حقيقيا في بلد لم يعثر العالم بعد فيه على شريك حقيقي خدمة للأمن والسلام الدولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى