تراشق بمجلس الأمن.. موسكو: أميركا لا تستحق العضوية.. واشنطن: أنتم السبب في الوضع الحالي

> نيويورك «الأيام» وكالات

> شهد مجلس الأمن، أمس، الجمعة، تراشقاً بين المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا، ونظرائه الغربيين، وخصوصاً الأميركية نيكي هيلي. حيث قال المندوب الروسي إن واشنطن «لا تستحق العضوية الدائمة في المجلس»، على خلفية «تهديدها السلم والأمن الدوليَّين». جاء ذلك في جلسة طارئة، عُقدت بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش؛ لمناقشة الوضع في سوريا. وقال المندوب الروسي، في إفادته، إن «السياق الذي وضعته الولايات المتحدة بشأن سوريا ستكون له تداعيات خطيرة على العالم بأسره». وأضاف أن التهديد الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية، رداً على مزاعم باستخدام النظام السوري سلاحاً كيماوياً ضد مدنيين، وتشجيع دول أخرى على المشاركة في هذا التحرك «يشكل مغامرة خطيرة».
وتابع: «لا أحد هنا (في مجلس الأمن) يتحدث عن الدبلوماسية، وحتى قبل بدء التحقيقات (في الهجوم الكيماوي) قاموا بتحديد المتهمين، ويسعون إلى إنزال العقاب الفوري بهم». وربط نيبينزيا بين ما تقوم به واشنطن وحلفاؤها بشأن سوريا، وما وقع سابقاً في العراق وليبيا، في إشارة إلى التدخل العسكري في البلدين. وأوضح أن واشنطن لا تحترم مجلس الأمن، مجدِّداً تأكيد أنها لا تستحق العضوية الدائمة فيه، واتهامها بالسعي لتغيير نظام الحكم في سوريا، بما يضر المصالح الروسية، بغض النظر عن التبريرات. وأضاف: «إن الأحداث التي نشهدها حالياً تأخذ منعطفاً خطيراً بما يهدد السلم والأمن الدوليين، والمسؤولية هنا تقع على عاتق واشنطن والدول الأوروبية». وشدّد المندوب الروسي، في ختام كلمته، على استعداد بلاده للتعاون مع جميع الشركاء، للتوصل إلى حل سلمي للأزمة.
*مندوبة أميركا تردّ
وبدورها، حمّلت مندوبة واشنطن، نيكي هيلي، موسكو، مسؤولية الوصول بالملف السوري إلى هذه المرحلة، بعد استخدامها حق النقض 6 مرات لعرقلة تشكيل آلية تحقيق دولية في استخدام الأسلحة الكيماوية، من أصل 12 مرة لحماية النظام السوري. وتابعت: «إن روسيا وحدها المسؤولة عن الوضع الحالي، وهي الدولة الوحيدة التي ضمنت إخلاء سوريا من الأسلحة الكيماوية». وأضافت هيلي أن الرئيس دونالد ترمب «لم يتخذ بعدُ قراراً بعد بشأن الإجراءات المحتملة (العسكرية) في سوريا، وفي حال اتخاذها فسيكون ذلك من أجل مصلحة كل دول العالم، ومن أجل المحافظة على المعايير الدولية». وشدّدت المندوبة الأميركية، في ختام إفادتها، على مواصلة بلادها، وحلفائها الأوروبيين، «الدفاع عن الحقيقة والعدالة». وقُتل 78 مدنياً على الأقل وأصيب المئات، السبت 7 أبريل 2018، جراء هجوم كيماوي نفذه النظام السوري على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
من جهة أخرى قررت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشر أكبر أسطول بحري وجوي لها منذ غزو العراق، استعداداً لتوجيه ضربة عسكرية مُحتملة ضد نظام بشار الأسد في سوريا، في حين لم يتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراراً نهائياً بشأن الضربة بعد اجتماعه مع كبار مستشاريه للأمن القومي. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، اليوم الجمعة 13 أبريل 2018 إن الأسطول الجوي والبحري الأميركي في طريقه إلى سوريا. وأشارت الهيئة إلى أن المدمرة الأميركية «يو إس إس دونالد كوك»، محملة بقرابة 60 صاروخاً من طراز «توماهوك»، وهي على أهبة الاستعداد في مياه البحر المتوسط. كما نشرت الولايات المتحدة ثلاث مدمرات أخرى، فيما أبحرت حاملة الطائرات العملاقة «يو إس إس هاري إس ترومان» يوم الأربعاء الفائت من ولاية فيرجينيا في طريقها إلى المنطقة، محملة بنحو 90 طائرة حربية، وخمس سفن حربية، وصواريخ توماهوك، التي تعد من أفضل وأكثر الأسلحة فعالية ودقة في الترسانة الصاروخية الأميركية. ووفقاً لـ«بي بي سي» فإن عدة طائرات من طراز «بي-2 ستيلث» (الشبح المخادعة لأجهزة الرادار) غادرت ولاية ميزوري، محملة بقنابل عالية الدقة وصواريخ «توماهوك».
صورة لحاملة الطائرات العملاقة "يو إس إس هاري إس ترومان"
صورة لحاملة الطائرات العملاقة "يو إس إس هاري إس ترومان"

وتضع الولايات المتحدة 8 أهداف رئيسية لضربتها المحتملة لنظام الأسد، بحسب ما ذكرته شبكة «سي أن بي سي» الأميركية، التي نقلت عن مصدر – لم تذكر اسمه – أن واشنطن حددت أهدافاً في سوريا من بينها مطاران عسكريان، ومركز أبحاث، ومركز للأسلحة الكيميائية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى