قراءة في الإحاطة الأولى للمبعوث الأممي.. لماذا غابت المرجعيات الثلاث من إحاطة جريفيثس أمام مجلس الأمن؟

> المحامي يحيى غالب الشعيبي

> قدم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن الدولي أمس الأول الثلاثاء 17 أبريل، وهي الأولى منذ توليه مهامه خلفا للمبعوث السابق إسماعيل ولد الشيخ.
وفي هذه القراءة السريعة للإحاطة نركز على المستجدات التي تضمنتها واختلافها عن سابقاتها من إحاطات للمبعوثين السابقين، وتتركز هذه المستجدات بوجهة نظرنا فيما يلي:
أولا:
غياب تام للمرجعيات السياسية الثلاث ولأول مرة في إحاطة مبعوث أممي بشأن اليمن، يتم تغييب هذه المرجعيات وعدم الإشارة إليها منذ انطلاق عاصفة الحزم.. وهذا يدل أن هذه المرجعيات لم تؤد الغرض وغير كافية لإحداث وإيجاد حل سياسي للأزمة بشكل عام، مما يتطلب إجراء عملية سياسية جديدة وأسسا يتوافق عليها جميع الأطراف، وهذا ما أشار إليه المبعوث الأممي في إحاطته.
ثانيا:
حديث المبعوث الأممي عن الجنوب جاء ليؤكد أن قضية الجنوب مستبعدة وتم تهميشها وغير ممثلة وتم تجاهلها، ويفهم من حديث المبعوث الأممي أن الإطار السابق (المرجعيات الثلاث) غير كافية لحلحلة الأزمة ومحاولة ربط قضية الجنوب بمخرجات الحوار الوطني، كما تريد حكومة الشرعية لا يمكن يوفر السلام، ولا يمكن يتوفر استقرار مالم يتم السماع لصوت الجنوب بتمثيله السياسي الحقيقي وفقا للمعطيات والواقع الجديد على الأرض.. لذلك فإن حديث المبعوث الأممي جاء متوافقا مع المواقف السياسية الدولية والأممية بعد إعلان عدن التاريخي وبعد 30يناير 2018م.. تلك المواقف التي أكدت أن المجلس الانتقالي الجنوبي طرف أساسي مهم بالحياة السياسية وشريك إيجابي في معركة عاصفة الحزم ضد التمدد الإيراني بالمنطقة وشريك بمكافحة الإرهاب، ويجب التعامل معه بإيجابية. وتحدث المبعوث عن تطلعات شعب الجنوب بأنها باتت أكثر وضوحا، وأنه لاسلام واستقرار بدون مشاركة الجنوب، وهذا الحديث بمفردات بسيطة لكنها منطقية وهي تعبير عن ثمرة كفاح ونضال وتضحيات جسيمة لشعب الجنوب لما يقارب 3 عقود من النضال والمعاناة..
ثالثا:
تحدث المبعوث الأممي عن تخلي جميع الأطراف عن الشروط المسبقة لإجراء المحادثات وربط المبعوث الأممي هذا الكلام مباشرة وبنفس السطر والفقرة بالقول (ومنح مكتبي إمكانية الوصول دون قيود ودون شروط إلى جميع أصحاب الشأن المعنيين).
وبتقديري أن هذا الطرح المقصود منه عرقلة زيارته إلى عدن والإحراجات التي تعرض لها وعدم السماح له بزيارة عدن بعد إعلانه عن برنامج زيارته لها، وأن هناك شروطا مسبقة تم طرحها عليه من الحكومة الشرعية والحوثيين بشأن زيارة عدن اشترطوا عليه عدم مقابلته لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
رابعا:
تحدث المبعوث الأممي وكرر حديثه عن حل الصراع في اليمن بأنه يأتي فقط من خلال اتفاق يبرم بين قادتها، وخلال الشهرين القادمين سيعرض لمجلس الأمن الدولي إطار عمل لإجراء المفاوضات، وأمام هذه الفقرة يجب التوقف والتمعن والدراسة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي والبدء في العمل الحقيقي النوعي السياسي الاحترافي.
وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي الاستيعاب الأمثل للمرحلة الجديدة التي تعتبر عملية سياسية جديدة سيشترك فيها، والتحضير الجيد المتقن ومواصلته لإجراء حوارات وتفاهمات مع كل الجنوبيين.
وختاما.. نؤكد أن الجنوب على أعتاب بوابة الدخول نحو المستقبل السياسي الذي طال انتظاره، وهذه العملية السياسية يجب التحضير لها وتمثيل شعب الجنوب وفق تطلعاته الكفاحية المشروعة المتمثلة باستعادة دولته.
وفي كل الأحوال هذه هي إحاطة المبعوث الأممي الأولى، وستستمر الإحاطات وتطول الحرب وكل الأطراف تقوي نفوذها على الأرض، هذا ما على الجنوبيين إدراكه بتقوية نفوذهم المشروع وتكاتفهم والابتعاد عن النزق والمناكفات والبحث عن الذات، لأن الجنوب وطن مقدس وليس مناصب للتقاسم والغنيمة.
المحامي يحيى غالب الشعيبي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى