ما هي التحديات أمام المفاوض الجنوبي لانتزاع حق تقرير المصير؟

> كتب/ المراقب السياسي

> أعطى السيد مارتين جريفيثس، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إفادته الأولى لمجلس الأمن الدولي، وكان لافتاً أنه ذكر الجنوب في فقرة واحدة فقط... فقرة حاسمة لم يستخدم فيها كلمة "اليمن" مطلقاً لوصف الجنوب أو الجنوبيين.
وكان أبرز ما ذكره في إفادته قوله "لن يكون هناك سلام في اليمن إذا لم نستمع أيضاً لأصوات الجنوب".
لقد تعمدت هذه الصحيفة ترجمة الفقرات المهمة في إفادة جريفيثس يوم أمس الأول مباشرة من اللغة الإنجليزية، فترجمة القنوات التلفزيونية والنسخة العربية المنشورة شابها العديد من الأخطاء، فجريفيثس متمكن من اللغة الإنجليزية لدرجة أن كل كلمة في إفادته كانت محسوبة بدقة وتحمل معنى مباشرا غير قابل للتأويل.
ويجب أن تدق إفادة جريفيثس ناقوس خطر كبير في رؤوس الجنوبيين جميعاً.. فالرجل حدد بوضوح أن لا سلام بدون الجنوبيين، وموعد تقديمه لخارطة الطريق لا يفصلنا عنه سوى شهرين فقط.
على الأطراف الجنوبية اليوم أن تعي أن الوصول إلى فريق تفاوض موحد هو الطريق الوحيد للخلاص وعليهم البدء اليوم في النقاش بعقلانية وتروي لاختيار فريق التفاوض المؤهل الذي يجب ان يكون ممثلاً لجميع الشرائح والمكونات الجنوبية الى جانب المجلس الانتقالي لتترجم فعلياً كلمة المبعوث الاممي عندما قال"لأصوات الجنوب".
كما يجب تقديم ظمانات وتطمينات للجنوبيين في السلطة الشرعية بان مكانهم وموقعهم محفوظ في الجنوب حتى لا يستغلهم الطرف الأخ لنسف المفاوضات من الداخل.
إن امام المفاوض الجنوبي الكثير من العمل لانتزاع حق تقرير المصير فالقانون الدولي يتطلب اثبات أحد شرطان لتنفيذ حق تقرير المصير أولها اثبات ان الدولة مارست العنصرية المنظمة ضد الجنوبيين وثانيها اثبات ان الوحدة مستمرة بالقوة العسكرية وليست برغبة المواطن الجنوبي منذ 1994م.
وهناك وثيقة تسمى “محتوى القضية الجنوبية” من 10 مجلدات قدمها الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء عام 2013م قبل انسحاب الحراك وفشل الحوار وسجلت تلك الوثيقة بواسطة المبعوث الاممي السابق السيد جمال بن عمر في مجلس الامن الدولي وهي وثيقة تثبت الشرطان السابقان ويجب البناء عليها.
هناك الكثير الذي يجب فعله في الشهران المتبقيان ومالم يقم الجنوبيين بوضع ايديهم بايدي بعض فسيفشل اي ممثل يدعي تمثيل الجنوب بمفرده وستضيع الفرصة ربما لعقود قادمة.
وفي الحوارات السابقة تعمدت الدولة تمثيل الجنوبيين بالعديد من الاطراف الجنوبية وغرست داخلهم جنوبيي الدولة وجنوبيي الاحزاب الذين قوضوا مشروع الجنوبيين من الداخل عملية التفاوض.
إن اضاعة الفرصة هو ماستعمل عليه الاطراف الأخرى بمافيه تلك تحت عبائة الشرعية، وستحاول تلك أطراف زرع الفرقة بين الجنوبيين بأيادي جنوبية.
وعلى ابناء الشعب ان يعوا ان هنالك دور كبير لهم خلال عملية التفاوض التي يجب ان تتزامن مع تثبيت الامن على الارض، فهم عماد حفظ الامن وتثبيت الاستقرار والتصدي لأي اختلالات مهما صغرت او كبيرت طوال الفترة المقبله ليثبتوا للمجتمع الدولي ان الجنوب قادر على فرض الامن بنفسه وخلق وضع جديد على الارض منذ 2015م.
إن المخاطر المقبلة على الجنوب كبيرة وما حركة الاستيلاء على الاراض والعقارات في عدن على سبيل المثال إلا جزء من عملية اكبر لنشر الفوضى والسلاح واضهار الجنوب كمرتع للأرهاب والاختلالات الامنية.. والساعين لنشر الفوضى كثيرين ومعروفين للجميع.
إن مسؤولية الامن هي مسؤولية جماعية يجب ان يفرضها الجميع بقوة القانون ففي النهاية جميع ابناء الجنوب هم المستفيد الاكبر وهم اصحاب الهدف المنشود.
كتب/ المراقب السياسي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى