تجاوز عدد طلابها 2500 طالب وطالبة.. مدرسة دار السلام بالعند.. كثافة طلابية كبيرة ونقص حاد في الكادر

> تقرير/ هشام عطيري

> بدأ التعليم في منطقة العند بمديرية تُبن محافظة لحج، كما هي عادة التعليم في الماضي، على شكل كتاتيب، ثم بعد ذلك تأسست مدرسة (دار السلام) في عام 1971م، كمدرسة متواضعة في قرية شيلوب مكونة من أربعة فصول دراسية ومكتب للإدارة.
وفي عام 76 انتقلت المدرسة إلى منطقة العند، نظرًا لاحتياج القرية بأكملها كقاعدة جوية، ولكن بجهود المواطنين فقط وعلى رأسهم الحاج محسن قبع، والمعلم عياش عوض ناصر، لتبدأ العملية فيها بأربع خيم إلى جانب استخدام بعض الباصات المتهالكة كفصول أيضاً ليستمر التعليم على هذه الحالة حتى عام 1982م حيث تم بناء ست شعب دراسية.

وأوضح مدير المدرسة حامد محمد أحمد الهمداني أن «المدرسة بدأت منذ عام 1990م تنتقل من مرحلة لأخرى من التطور لاسيما بعد قيام الجمعية الخيرية لهائل سعيد أنعم ببناء 6 فصول دراسية، قبل أن تضيف في عام 2008م الدور الثاني للمدرسة، فيما بنى الصندوق الاجتماعي للتنمية مدرسة خاصة للبنات مكونة من ثمانية فصول دراسية بكامل ملحقاتها وبإدارة خاصة».
وأضاف لـ«الأيام» «في العام الماضي تم بناء ثلاثة فصول أخرى من قبل الصندوق في إطار مشروع المشاركة المجتمعية لمحو الأمية، لتصل عدد الشعب الدراسية في المدرسة في الوقت الحالي إلى 18 فصلا دراسيا يدرس فيها جميع المستويات حتى الثانوية العامة».
*كثافة طلابية
ويستفيد من المدرسة العديد من المناطق المجاورة، لكونها تُعد مركزًا تعليميا وحيدا لأكثر من 10 مناطق متفرقة، الأمر الذي نتج عنه كثافة طلابية كبيرة، حيث وصل عددهم إلى 2500 طالب وطالبة بمختلف المراحل الدراسية.
ولتجاوز هذه الإشكالية لجأت الإدارة إلى تقسيم العملية التعليمية إلى فترتين صباحية ومسائية، بل سبق للإدارة أن استخدمت الممرات ومكاتب الإدارة كفصول للطلاب.
وتأتي هذه الكثافة الطلابية لأسباب عدة أبرزها الموقع الجغرافي لها، والذي أصبح مقصدا للكثير من سكان المناطق المجاورة نتيجة الحرب والنزوح، ولكونها المدرسة الوحيدة في المنطقة الكبيرة.

ويقول وكيل المدرسة عصام الخلاقي: «رغم الظروف والإمكانيات التي تُعاني منها إدارة المدرسة إلا أنها تبذل جهودًا جبارة في سبيل تقديم العلم والمعرفة للطلاب والذين يتجاوز عددهم في الفصل الدراسي الواحد 80 طالبا في مرحلة التعليم الأساسي، ناهيك عن التعليم الثانوي الذي استخدمت بعض الفصول الدراسية الخاصة به لمحو الأمية».
*افتراش الأرض
وشاهدت «الأيام» أثناء زيارتها للمدرسة الطلاب وهم يفترشون باحات المدرسة ويؤدون الاختبارات الشهرية، الأمر الذي أوضحه أحد المدرسين بالقول: «إن الازدحام في الفصول دفع بالإدارة لإخراج الطلاب إلى خارج الفصول الدراسية، منعا للغش، لاسيما أن كل أربعة أو خمسة طلاب في الفصل يقعدون على مقعد واحد فقط».

كما أن تدافع الطلاب الصغار أثناء الخروج للفسحة خلق حالة من الخوف لدى إدارة المدرسة، وذلك لوجود منفذ وحيد فقط للخروج من الدوري الثاني، وهو ما يستدعي الجهات المختصة في التربية والمنظمات الداعمة لعمل منفذ آخر للتقليل من تدافع الطلاب أثناء الخروج».
*شهادات تقديرية
وأوضح المعلم نايف سعد سالم أن «المدرسة شاركت في العديد من الفعاليات والمعارض التعليمية، التي تقيمها إدارة التربية في مديرية تُبن وتحصل أربعة من طلابها على شهادات تقديرية لقاء الابتكارات العلمية التي قدموها في المعرض العلمي المقام».
وتُعد مدرسة دار السلام مركزًا لاستقبال المئات من الطلاب النازحين والذين بلغ عددهم في الوقت الحاضر إلى نحو 700 طالب جراء الحرب التي شهدها مناطقهم، الأمر الذي شكل عبئا إضافيا على المدرسة وإدارتها.
وأشار بن عرب إلى أن «المدرسة وضعت إلى جانب خططها المدرسية خططا أخرى للأنشطة اللا صفية، منها الرياضية والثقافية، وتنفذ في ظل الإمكانات المحدودة وما يقدمه مجلس الآباء من دعم ومساعدات لإدارة المدرسة».
وأوضح بن عرب في حديثه لـ«الأيام» أن «الإدارة تتواصل مع الجهات المختصة وخاصة المجلس المحلي في المديرية بهدف إنشاء مشروع مجمع تعليمي في المنطقة».

وتعاني إدارة مدرسة دار السلام، كغيرها من المدارس، النقص في الكادر التعليمي، والكثافة الطلابية والنقص في دورات المياه، وعدم وجود الأسقف لحماية الطلاب من أشعه الشمس، فضلاً عن غياب المختبر التعليمي وغرفة مصادر.
وتشهد مدينة العند منذ فترة توسعاً كبيراً وإقبالاً متزايداً للسكان، الأمر الذي يستدعي من قيادة السلطة المحلية ومكتب التربية والتعليم وضع الخطط والبرامج لمجابهة هذا التوسع في المستقبل القريب، ببناء مزيد من المدارس لتخفف الضغط الكبير على المدرسة الوحيدة.
تقرير/ هشام عطيري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى