دون استقلال الجنوب وبناء دولته المستقلة لن تتوقف حرب اليمن.. لا غرابة أن تصل طلائع القوات الجنوبية إلى صنعاء لترد الاعتبار لعدن

> تحليل / عبدالله الحوتري

> يبدو أن أجهزة ووسائل الإعلام اليمنية وسلطات الشرعية اليمنية لا ترى في قضية الجنوب العربي غير قضية يمنية داخلية، ويحاولون بتحركات دبلوماسية وباستخدام وسائل إعلامهم وإعلام مناصريهم إيهام دول الإقليم والعالم بأن أساس المشكلة هو خلاف الشرعية والانقلابيين في صنعاء، وبأن القضية الجنوبية هي مشكلة داخلية مثلها مثل مشكلة صعدة وتهامة وغيرها، وبالتالي فالحرب لا علاقة لها بالقضية الجنوبية.
القوى اليمنية النافذة تحاول بكل وسائلها وبعلاقات رموزها تغييب أساس مشكلة اليوم، والحقيقة التي يجب أن تكون ماثلة أمام كل المهتمين والساعين إلى حل ما تسمى بالمشكلة اليمنية، وفي الأساس المبعوث الدولي الذي نأمل نجاحه في مهمته.. هي أن مشكلة الوحدة بين الجنوب واليمن هي أساسي مشكلة اليوم؛ وللتأكيد على صحة قولنا اسألوا رموز النظام اليمني.. متى استتب الأمن والاستقرار ابتداء من نشوب الخلاف أثناء المرحلة الانتقالية لوحدة مايو 90 وحتى اليوم؟ ألم يؤدِ الخلاف إلى حرب 94 واجتياح الجنوب؟؟ ومن ثم فرض عليه احتلالا عسكريا مستبدا، اعتقادا من اليمنيين أن الجنوبيين لن يستسلموا دون تكرار الغزوات الزيدية في الجنوب العربي على طريقة ما جرى في حرب إذلال تعز وتهامة، لإيقاف الحراك السلمي الجنوبي الذي انتظم أداؤه في أولائل 2007، فهل استطاعوا وقف الحراك السلمي الجنوبي وإذلال الجنوبيين؟ أم أن طلائع الحراك السلمي الجنوبي بصدورهم العارية واستبسالهم وتحديهم سلميا لقوى الغزو اليمني الأولين والأخرين، استطاعوا هزيمة المدفع والرشاش في ساحات المنازلة في طول وعرض مناطق ومحافظات الجنوب العربي؟ إنه الإيمان بعدالة قضيتهم الوطنية.. ألم يستمر فقدان الأمن والاستقرار وتردي وضع نظام الاحتلال وظهور الارتباك والخلاف بين رموزه تجاه كيفية معالجة ظاهرة الرفض الشعبي الجنوبي لقبول الأمر الواقع المفروض بقوة بالقوة العسكرية، تلافيا لفقدان الجنوب؟ ولما لم ينجحوا؟ جاءت ما تسمى ثورة 11 فبراير اليمنية كإحدى وسائل محاولات الاحتواء لثورة الجنوب السلمية، لكنها تبخرت ولم تتبخر ثورة الجنوب، ثم جاء حوار صنعاء ومخرجاته باتفاق اليمنيين، لكن الجنوبيين رفضوها، واستمرت ثورتهم، وأخير جاء انقلابهم على بعضهم وتوجهت جيوشهم الموحدة صوب الجنوب دون مقاومة منذ خروجها من محافظات اليمن حتى وصولها حدود الجنوب، وهناك بدأت المقاومة واستمرت المعارك الطاحنة غير المتكافئة بين شعب أعزل وجيوش مدججة بالسلاح، فانتهت بهزيمة الغزاة وتحرير الجنوب العربي وعاصمته عدن، ألم يكفِ هذا للاعتراف بأن قوة الجنوبيين في مواجهاتهم السلمية والمسلحة يكمن في قوة إيمانهم بعدالة قضيتهم؟
إن تعامي دول الأقليم والعالم عن أولوية حل القضية الوطنية الجنوبية، لن يجلب الأمن والاستقرار للمنطقة ومحيطها وممراتها البحرية، وليعلم المبعوث الأممي، الذي نأمل نجاحه حيث فشل غيره، أن حل مشكلة الجنوب بالاستقلال التام؛ هو المفتاح لوقف الحرب في اليمن وعودة الأمن والاستقرار لليمن والجنوب العربي ولدول الإقليم وللمصالح الإقليمية والدولية.. مالم فإن حرب الجنوب مع الشمال في مختلف مواقعهم (شرعية وانقلابيين) واردة؛ لأنها حرب (ثأر وتحرر من احتلال همجي) ولن تتوقف دون فرض استقلال الجنوب العربي وبناء دولته الفيدرلية المستقلة.
إذن على المجتمع الدولي ومبعوثهم إلى اليمن ألا يأخذوا تهديدات اليمنيين (شرعية وانقلابيين) تجاه استقلال الجنوب العربي على محمل الجد، فلتطمئن دول الأقليم والتحالف العربي، فالجنوب صاحب قضية لن يتوقف عنها والمعارك السابقة والحالية خير شاهد. وستكون معركة الجنوب القادمة لفرض الاستقلال وكسر شوكة القوى اليمنية المتنفذة وتحرير الشعب اليمني الشقيق من هيمنتها، أشد وأشرس مما سبق، ولا غرابة أن تصل طلائع القوات الجنوبية إلى صنعاء لترد الاعتبار لعدن... حتى وإن كان الجنوبيون هم رأس الحربة في إسقاط المكلا وعدن في حرب94.
تحليل / عبدالله الحوتري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى