رغم الإمكانات الشحيحة.. مركز البحوث والتطوير التربوي بعدن يتخطى كل الصعاب

> تقرير / صديق الطيار

> مركز البحوث والتطوير التربوي - عدن، تأسس عام 1975م باسم "مركز البحوث التربوية"، وكان صرحا ومنارة علمية وتعليمية تكتسب أهمية كبيرة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية آنذاك، لما كان يقدمه من خدمة جليلة للمجال التربوي والتعليمي في البلاد أهمها التطوير المستمر لمناهج التعليم العام.. إلا أنه منذ العام 1990م طالت هذا الصرح العلمي يد العبث الظلامية، فتعرض المركز لعملية إقصاء وتهميش متعمدة، ففقد بريقه ومكانته المرموقة وتلاشى دوره الريادي المعروف، وأصبح كل شيء يدار من مركز البحوث والتطوير التربوي في صنعاء.. وبعد التحرر من مركزية صنعاء تخلص مركز البحوث في عدن من تلك القيود التي كانت تكبله، وبدأ القائمون عليه حاليا ينفضون غبار تلك السنوات التي تم تعطيله خلالها عن القيام بدوره الريادي لخدمة المجال التربوي والتعليمي في البلاد.
قال د. عبد الغني الشوذبي، مدير مركز البحوث والتطوير التربوي - عدن: "تسلمنا المركز بعد تحرير مدينة عدن، وكان بحالة مزرية للغاية، إذ تعرض المبنى إبان الحرب لنهب وسرقة الكثير من أجهزته وأثاثه، بالإضافة إلى المبنى المتهالك الذي يحتاج إلى عملية ترميم وتأهيل من جديد، إلا أن ذلك لم يقف عائقا أمام إصرارنا وحماسنا لتحمل المسؤولية وإعادة الروح إليه واستئناف المهام والأنشطة والفعاليات التي كان يقوم بها في السابق ما قبل العام 1990م، وإعادة الشخصية الاعتبارية له والدور الوطني الريادي الذي كان يضطلع به، واسترداد الهيبة له التي كان يتمتع بها في الدولة".
د. عبد الغني الشوذبي
د. عبد الغني الشوذبي

وأضاف: "نعمل في المركز بروح الفريق الواحد، ويسودنا التفاهم والإخلاص، وقد تكاتف الجميع وعملنا على إعادة النشاط والحيوية للمركز.. فعلى الرغم من الإمكانيات الشحيحة لدينا إلا أننا أثبتنا للجميع أننا جديرون بعمل كل ما يوكل إلينا.. فنحن نمتلك كادرا جاهزا لتنفيذ كل الفعاليات والبرامج والدورات وكل ما يفيد ويطور العمل التربوي والتعليمي في البلاد، فقط نحتاج للدعم والتشجيع والتحفيز".
وأردف الشوذبي: "رغم الإمكانيات الشحيحة التي نمتلكها والحالة المزرية التي وصل إليها المركز إلا أننا سنكون عند حسن الظن والثقة التي أعطيت لنا وسنبذل جهودا جبارة في ذلك".
وفي ختام حديثه قال د. الشوذبي: "نطالب رئيس الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء وكل الجهات والمنظمات والمؤسسات الداعمة المحلية والخارجية بدعم المركز وتأهيله ليعود إلى مجده ودوره الريادي السابق في خدمة وتطوير العملية التربوية والتعليمية، وذلك بإعادة إعماره وتأهيله التأهيل الذي يليق بمستواه الحقيقي كصرح ومنارة علمية وتعليمية لها دورها الكبير والعظيم في الدولة".
ومن جانبه قال د. عارف قاسم القطيبي، نائب مدير المركز: "بجهود الجميع استطعنا أن نعمل واستطعنا أن ننجز رغم شحة الإمكانيات، وهذا هو توجهنا في المركز بأن نعمل بالمتاح، فلا توجد في قاموسنا روح الانهزامية ولا يوجد في عرفنا روح الاستسلام.. نعم نستطيع رغم كل الصعاب والعقبات وهو كذلك توجه وزارتنا الموقرة بقيادة معالي الوزير د. عبدالله لملس".
وتابع القطيبي بالقول: “يجب علينا أن نعكس ما تلقيناه من مهارات وخبرات على الواقع، فهناك المحك الحقيقي لإبراز القدرات وتطبيقها كجانب إجرائي عملي". مختتما حديثه بالقول: "أتمنى أن يكون المركز هو الأرضية الصلبة للانطلاق نحو تصحيح مسار التعليم في بلادنا، وأن نكون لبنات بناء وتميز وتفرد".
د. عارف القطيبي
د. عارف القطيبي

وينفذ مركز البحوث والتطوير التربوي - عدن، الدراسات والبحوث العلمية والأنشطة التطويرية ذات العلاقة بمجمل عناصر العملية التعليمية وبالذات المناهج المدرسية، وتنمية وتطوير القدرات البشرية المتمثلة بتأهيل وتدريب الباحثين محليا وخارجيا، والقدرات البشرية المتمثلة بتأهيل وتدريب الكادر الإداري، والقدرات المادية المتمثلة بمتطلبات البحث العلمي، وكذا تعزيز وتطوير علاقات المركز مع المراكز والجامعات والمؤسسات ذات الاهتمام المشترك داخليا وخارجيا، إلى جانب تعزيز دور وزارة التربية والتعليم في تبني سياسات تعليمية مواكبة للتطورات الجارية، بالإضافة لتشجيع ودعم البحث العلمي وتهيئة البيئة المناسبة لتفعيل نشاط البحث العلمي في المركز بما يسهم في تشخيص وتحليل ومعالجة المشكلات التربوية، ونشر الفكر التربوي عن طريق إجراء البحوث والدراسات، وتنفيذ المؤتمرات والندوات وإعداد تقارير عن العملية التعليمية في البلاد..

فمن الأنشطة التي أقامها مركز البحوث والتطوير التربوي بعدن، برنامج خاص بـ“تنمية كفايات التخطيط الاستراتيجي لدى مديري مدارس التعليم العام بالجمهورية اليمنية”، كبحث علمي يلبي حاجة الإدارات المدرسية في مجال التخطيط ونشاط تدريبي يرفد هذه الإدارات بخبرات عملية تصبّ في واقعهم العملي، وتنعكس في ممارساتهم العملية، وبالتالي تحقيق تقدم في العملية التعليمية وتطويرها.
ويهدف البرنامج إلى وضع إطار استراتيجي (رؤية- رسالة- قيم) للمدرسة، تحليل الوضع الراهن في المدرسة، تحديد الفجوة بين الواقع والمأمول كإحدى خطوات التخطيط الاستراتيجي، صياغة أهداف استراتيجية للمدرسة، وضع خطة تشغيلية للمدرسة، والتحقق من مواصفات الخطة التشغيلية الجيدة.. وذلك من خلال تقديم أنشطة تدريبية عملية للمدراء بهدف رفع كفايات التخطيط الاستراتيجي من خلال مواقف عملية بدلا من التقديم والعرض النظري، نظرا للتأثير البالغ لتلك المواقف وديمومتها.
حيث قام المركز خلال اليوميين الماضيين بعمل دورة تدريبية عن "تنمية كفايات التخطيط الاستراتيجي لدى مديري مدارس التعليم”، على مدى أربعة أيام (16 - 19 أبريل الجاري)، استهدفت مدراء مدارس مديرية خورمكسر بالعاصمة عدن، كمرحلة تجريبية، وذلك برعاية وزير التربية والتعليم د.عبدالله لملس، وبدعم من مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية.
ونظرا لأن مديري مدارس مديرية خور مكسر هم المستهدفون من الدورة فقد التقينا الأستاذ صالح منصور فضل، مدير إدارة التربية والتعليم بخورمكسر، أثناء حفل اختتام الدورة، وسألنا عن الدورة وأهميتها، فتفضل بالقول: "في البداية أشكر كل القائمين على مركز البحوث والتطوير التربوي عدن، على إقامتهم هذه الدورة الخاصة بتنمية كفايات التخطيط الاستراتيجي لدى مديري مدارس التعليم، والتي تم فيها اطلاع مديري مدارس المديرية على الكثير من المعلومات المهمة التي تخطط لعملهم في مدارسهم بما من شأنه رفع مستوى الإدارة المدرسية، والذي سينعكس ذلك على العملية التربوية والتعليمية في مدارس المديرية".
صالح منصور
صالح منصور

وأضاف الأستاذ صالح: "هذه الدورة لها أهمية كبيرة لدى مدراء المدارس، ليكون عملهم مؤسسي من خلاله يستطيعون تحقيق الخطط والأهداف المرسومة.. فمدير المدرسة له دور بارز وكبير في العملية التعليمية، وتقع عليه مهمات كبيرة ومتعددة، وقد حتم عليه موقعه هذا الاتصال المباشر بمجتمع المدرسة من طلاب ومعلمين وإداريين إلى جانب مجالس الآباء، وبالتالي فإن وجود مدير مدرسة قادر على أن يلعب دوراً قياديا وأساسيا في توجيه العملية التربوية وتحقيق أهدافها المطلوبة، فذلك سيجعل المدرسة تمسك بزمام قيادة التطور في مجتمعاتها، وستكون أنموذجاً يحتذى به من قبل المؤسسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الأخرى في المجتمع".

وختم مدير تربية خورمكسر حديثه بالقول: "ندعو إلى دعم المركز والاهتمام بكوادره وتشجيعهم، لما يقومون به من دور كبير في خدمة العملية التربوية والتعليمية في البلاد".
د. محمد عوض
د. محمد عوض
بدوره قال د. محمد عوض سالم، المدير الفني في المركز، ومدرب في الدورة: "تهدف الدورة إلى كيفية تمكن مدير المدرسة من وضع خطة تشغيلية لمدرسته تتضمن جميع الجوانب، وغالباً ما تكون هذا الخطة متوسطة إلى طويلة المدى حتى يستطيع أن يضع البرامج والأهداف والأولويات التي يبني عليها تطوير المدرسة التابعة له.. وهذا البرنامج من ضمن الخطط التصحيحية للعملية التربوية والتعليمية، حيث تكون المدرسة عمل مؤسسي منظم يسير بخطوات ويقوم كل شخص في المدرسة بمهامه المناطة به".
وقال د. عزيز محمد المعافى، مدرب في الدورة: "البرنامج هو من ضمن خطط المركز في تطوير الإدارة المدرسية، حيث سيستفيد منه مدير المدرسة في الجوانب الفنية والمهارات والمعارف التي تمكنه من التخطيط الاستراتيجية لعمله".
الأستاذ خالد شيخ
الأستاذ خالد شيخ
الأستاذ خالد شيخ، مدير مدرسة السعادة بخورمكسر، وأحد المشاركين في الدورة، قال: “أولاً نشكر مركز البحوث ومكتب وإدارة التربية بالمحافظة والمديرية لإتاحة الفرصة بإقامة هذه الدورة التأهيلية لنقدم أو نتطلع أن نقدم ما فيه صلاح الخطة التي نسير عليها بما ينمي قدرات مدارسنا، وهي فرصة عظيمة التي نسأل الله تعالى أن نحقق من خلالها ما طلب منا، وعكس ما تعلمناه على أرض الواقع بمساعدة الجهات المعنية، ونتمنى أن لا تعترضنا أية عوائق".
وقال الأستاذ ياسر السليماني، مدير مدرسة العريش للتعليم الأساسي: "نشكر القائمين على مركز البحوث على إقامتهم هذه الدورة والتي استفدنا منها الكثير فيما يخص التخطيط الاستراتيجي في عملنا في المدارس، ونتمنى من وزارة التربية والتعليم ومكتب التربية بالعاصمة عدن وإدارة التربية بمديرية خورمكسر مساعدتنا والوقوف معنا في تحقيق وتطبيق مخرجات الدورة على الميدان التربوي والتعليمي، وكل ما من شأنه يطور ويحسن العملية التربوي والتعليمية”.
ووجه السليماني في ختام حديثه الشكر والامتنان لمدربي الدورة د.عزيز المعافى، ود. محمد عوض على الجهود الكبيرة التي بذلاها خلال فترة الدورة.
الأستاذ أكرم الحريري، ثانوية غانم، قال: "كانت الدورة قيمة جدا، وسنسعى لتطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع في الميدان التربوي في مدارسنا، والتي هي بحاجة ماسة لخطط استراتيجية وصياغة أهداف تربوية على مدى العام الدراسي أو على المدى الطويل.. ونأمل تعاون كافة الجهات لتنفيذ مخرجات هذه الدورة على واقع المدرسة، مثل وزارة التربية والتعليم ومكتب التربية والمنظمات المؤسسات الداعمة والمانحة".
الأستاذة نبيلة محمد حزام - مدرسة خالد بن الوليد، قالت: "أولاً نشكر مدير مركز البحوث والمدربين على إقامة هذه الدورة.. وصراحة استفدنا كثيراً من هذه الدورة في كيفية التخطيط الاستراتيجي لإدارة المدرسة، ونسعى جاهدين لتطبيق ما استفدناه على الميدان".
تقرير / صديق الطيار

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى