بين نهم صنعاء ونهم الساحل الغربي.. استنزاف مقدرات التحالف يهدد «العاصفة»

> تقرير / وهيب الحاجب

> «نهم» جديدة يبدو أنها بدأت تتشكل ملامحها هذه المرة في الساحل الغربي لليمن على غرار الجبهة المثيرة للجدل في شرق صنعاء، والتي لم تبارح مكانها منذ أكثر من عامين ونصف.
«نهم صنعاء» جبهة مفترضة وقوة عسكرية تمتلك من الإمكانيات العسكرية والعتاد والضخ المالي ما يفوق الإنفاق على بقية جبهات اليمن مجتمعة، وربما ما يتعدى ميزانية اليمن، غير أن هذه القوة العسكرية التي ترابط على بعد بضع كيلو مترات من مدينة صنعاء المحتلة لم تحقق أي تقدم عسكري، ولم يكن لديها أي مخطط عكسري واضح المعالم من الممكن أن يعزز من جهود التحالف العربي لهزيمة الحوثيين ويحسم أمر صنعاء عسكريا.
ومنذ اغتيال قائد المنطقة العسكرية الثالثة اللواء الركن عبدالرب الشدادي أثناء قيادته معارك التحرير في جبهة صرواح، غربي مأرب، تحولت نهم إلى مصدر للاسترزاق وقبلة يؤمها كثير من القيادات العسكرية الشمالية الحالمة بالثراء والمال والسلاح.
وقاد هذه الجبهة مجموعة من تجار الحروب، وهي شخصيات تظهر الولاء للتحالف وتضمر مخططات لا يكشفها إلا التخاذل في تحقق أي تقدم عكسري، والعمل على تقوية جبهة العدو بالمحافظة عليها، والتزام الحياد في معظم المناطق القبلية التي تشهد معارك بين القبائل ومسلحي الحوثي.
وبالسيطرة على نهم كاملة - وفق عسكريين - سينقطع الإمداد عن الحوثيين الذين مازال لهم وجود في مديرية صرواح بمأرب، وقطع الإمدادات القادمة من المناطق الجنوبية عن صنعاء، ما يسرع من عملية تحرير العاصمة، غير أن هذا لم يرده القائمون على الجبهة.
ويشير مراقبون عسكريون إلى أن (نهم) باتت مصدر استنزاف لقوات التحالف العربي، وأضحت وسيلة أساسية للحصول على السلاح والمال، ما يرحج فرضيات أن الجبهة مخترقة من جماعة الحوثي، وأن للجماعة آياد تلعب داخل نهم، لاستنزاف مقدرات التحالف من جهة وعرقلة أي تقدم حقيقي باتجاه صنعاء من جهة ثانية، والحصول على السلاح وإرساله إلى جبهات الحوثي من جهة ثالثة، وهي فرضيات بات من المؤكد أنها حقائق بعد أن ظهر قادة حوثيون على متن عربات ومدرعات تتبع التحالف في ميدان السبعين بصنعاء، إضافة إلى ضبط كثير من السلاح السعودي والإماراتي لدى الحوثيين في معارك خارج صنعاء.
شراكة التحالف العربي مع القيادات العسكرية والرموز القبلية وحتى الشخصيات المدنية والسياسية في الشمال لا تزال قاصرة وغير متكافئة، بدليل العجز عن إحرز أي نصر عسكري هناك، فكثير من الرموز التي عهد إليها التحالف مهمات عسكرية لديها من العلاقات التأريخية -سياسيا واجتماعيا - التي تربطها أما بنظام الراحل صالح أو بجماعة الحوثي أو بالإخوان المسلمين، وهذه الأطراف الثلاثة تنظر إلى التحالف العربي وعملياته العسكرية كعدو وغازٍ، بغض الطرف عن الشعارات التي يرفعها البعض للاستهلاك السياسي الذي تعتقد أنه سيمكنها من الاستمرار في استنزاف الكثير من خزائن التحالف، أو لإلهائه وتعقيد مهمته التي أعلن من أجلها عاصفة الحزم.
المشهد يتكرر اليوم في الساحل الغربي لليمن، فرغم التهويل الإعلامي والدعم اللوجستي الذي حظيت به قوات العميد طارق صالح إلا أن «حراس الجمهورية» فشلوا في أول منازلة ميدانية مع الحوثيين، وتكبدوا خسائر فادحة في العتاد، وهو سيناريو سابق منقول من (نهم) وللأسباب ذاتها والدوافع عينها والمخططات الانقلابية نفسها مع تمايز ملحوظ في التسميات.
قوات المقاومة الجنوبية التي معظم منتسبيها من الشباب عديمي الخبرة العسكرية والمدنيين لم يحظوا بالدعم أو الاهتمام الذي حظي به (حراس الجمهورية)، ومع ذلك حققت مقاومة الجنوب انتصارات حقيقية وحاسمة مكنت التحالف من الاستمرار بعملياته العسكرية شمالا، وقوات الحرس الجمهوري التي أهلها صالح تأهيلا خاصا ليست بحاجة إلى تدريب أو معسكرات واهتمام بهذا الحجم كما فعل طارق في عدن وبدعم من التحالف.
التهويل والدعم المبالغ الذي يطلبه طارق صالح لـ«حراس الجمهورية» يصب - دون أدنى شك - في مخططات الاستنزاف التي تنتهجها القوى المعادية للتحالف العربي، وتسعى في المقابل إلى تحقيق أهدافها وضرب خصومها بسلاح التحالف وتحت غطائه.
إذن «حراس الجمهورية» في نهم الغربية بحاجة إلى خمس سنوات قادمة، ليدرك التحالف العربي جدية الشراكة وصدق الإرادة.. إن غدا لناظره قريب.
تقرير / وهيب الحاجب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى