«أحزاب فاشلة» تسعى إلى تمثيل اليمنيين في مفاوضات الأمم المتحدة

> كتب/ المراقب السياسي

> حال الأحزاب السياسية في اليمن انعكاس حقيقي لما وصلت إليه الأمور على الأرض، فحزب التجمع اليمني للإصلاح أصبح شريدا في الرياض، وسيطر على رئاسة الجمهورية وأجزاء من محافظة مأرب، حتى غدت قرارات رئاسة الجمهورية إصلاحية بامتياز.
أما حزب الناصريين، وهم ثلاثة أحزاب «التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري» و«الحزب الناصري الديمقراطي» و«تنظيم التصحيح الشعبي الناصري» الذين وصفتهم الإصلاحية توكل كرمان بـ«حزب السبعة نفر»، فهم فعلاً من أصغر الأحزاب غير الموجودة على الساحة، ويحتلون منصب وزير الخارجية، الذي يشغله الناصري عبدالملك المخلافي، الذي لا يرى الجنوب إلا مليشيات وإرهابا وانقلابيين، متناسيا أن في الجنوب شعبا ثائرا يمتلك الأرض وما عليها، وقادر على حماية سيادة الجنوب، وتحدى كل المخاطر وتجاوز أصعب المنعطفات، وإلا ما كان للساسة والثوار في اليمن الشمالي من اتخاذ الجنوب قاعدة انطلاق لثورتهم في الشمال.
ولايزال حزب المؤتمر الشعبي العام الحزب الأكبر، حيث يحتل المرتبة الأولى في الانقسامات في الشمال والجنوب والسعودية والإمارات وقطر والبحرين ومصر والأردن، فأصبح المثال الأكبر على الشتات، وأصبح أعضاؤه يهيمون على وجوههم في كل مكان، باستثناء أن مصالحهم الشخصية هي الرابحة وهي ما يجمعهم.
وفي الجنوب حال الأحزاب ليس بافضل من أقرانهم الشماليين، فالاشتراكي أصبح ظاهرة صوتية في المؤتمرات والمظاهرات، لكن الواقع أن أصوات الناخبين في الجنوب هجرت الحزب بعد أن قاطع الحزب ثاني انتخابات برلمانية ليعود في الانتخابات التالية بثمانية مقاعد فقط في البرلمان.
ولايزال حزب رابطة أبناء الجنوب أول وأعرق تنظيم سياسي عرفه جنوب الجزيرة العربية يعد الاكثر احتراما لدى الجنوبيين، ربما بسبب علاقات رئيسه وأمينه العام المباشرة بالناس، وربما لأن اسم الحزب لم يرتبط بالفساد أو القتل أو التنكيل الذي طال الجنوبيين، وهو الحزب الذي أنتج معظم السياسيين الجنوبيين المرموقين، وضغط عليه بقوة لتغيير اسمه التاريخي الذي استعاده أخيراً.. لكن الحزب تم إخراجه بإجماع بقية الأحزاب من الدائرة السياسية الضيقة في الرياض ليصفى الجو لتقاسم المصالح وإيرادات البلاد بين الشماليين ومن والاهم.
وآخر المنضمين إلى الساحة السياسية هم أنصار الله (الحوثيون) الذين يعدون- في الجنوب والشمال- طائفة دينية بمشروع سلالي لا غير، بسبب طبيعتهم المعتمدة على الرد بقوة مفرطة على معارضيهم وبدون أي اعتبار للقانون أو الدستور أو حتى العُرف.
ومن السخرية أن المفاوضات السياسية القادمة بقيادة الأمم المتحدة ستجمع كل هؤلاء، الذين لم يعد لهم وجود على الأرض في الجنوب، لتقرير مصير مواطني الشمال ومواطني الجنوب.. فكيف يمكن للمواطنين أن يأمنوا مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأحفادهم من هؤلاء الفاشلين سياسياً الذين أوصلوا البلاد إلى وضع حرج بات من الصعب تجاوزه بمفاوضات تمثل فيه إرادة الشعب هذه التنظيمات السياسية؟!.
لكن هذا التمثيل الكارثي هو تماما ما سيحصل وسيصبح أولئك هم الممثلون إذا ما استمر سكوت الشعب على الأرض ولم يوصلوا قناعاتهم وتوجهاتهم إلى الأمم المتحدة والعالم.
إن التدهور المستمر في الأوضاع ومنذ 50 عاماً في هذا البلد ليس بسبب السياسيين فقط، بل إن السبب الأكبر هو سكوت أبناء الشعب عن الظلم وعدم سعيهم للتغيير، فالتغيير سمة بشرية وأصبحت الدول التي اتبعت تلك السمة في مقدمة العالم المتقدم مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وبولندا ودول عديدة أخرى.
إن الجنوب بحاجة الى ثورة في التفكير السياسي، «فمن كان سببا في المشكلة لا يمكن أن يكون جزءا من الحل»، ولا يمكن ان يأتي الأجنبي بحل يحفظ مصالح أبناء هذا البلد، بل سيحفظ مصالحه هو أولاً وعلى حسابكم جميعاً.
كتب/ المراقب السياسي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى