العودة لحاضنة الجنوب.. من رحم المعاناة.. المقاومة الجنوبية تفرض واقعاً جديداً لا يمكن تجاوزه

> مصلح عبده سالم

> أحداث ووقائع مؤلمة مازالت حاضرة في ذاكرة الكثير من الجنوبيين ومن عايشوها حتى اليوم. إنها حقيقة لا يستطيع أحد نكرانها أو نسيانها.. أحداث مأساوية تتكرر أمام أعيننا كل يوم منذ بداية عام 1990م، ذلك النفق المظلم والمشؤوم لدى شعب الجنوب الأبي، حيث عمد فيه (المحتل) بعد انقضاضه على الوحدة بحرب 1994م إلى مُمارسة كل أساليب النهب والسلب، ومن قبله التكفير والقتل لمن يُعارض نظامه الهمجي القبلي المتخلف، الذي مايزال يسيّر أمور الدولة بأعراف القبيلة، ويخضع إرادة الشعب لرغبة الحاكم، في مشهد تتجلى فيه العبودية بصورة عصرية حديثة.
حُكمٌ قبلي بزي جهوري تعمّد طمس التاريخ الجنوبي وهويته بطريقة صارخة طالت حتى مسميات الشوارع والمدارس، وهدم المصانع ومصادرة أملاكها وأراضيها، وقتل كل من عارض سياسته بكل هوادة تحت ذرائع ومسميات كُثر. وما انتشار القاعدة واحتلالها لبعض المعسكرات الجنوبية- لاسيما في أبين- إلا واحدة من طرقه، لتحقيق أهداف القبيلة الخبيثة، لضمان استمرار سيطرته على الأراضي الجنوبية.
وبإعلان حليفي الحرب الشمالية الثانية على المحافظات الجنوبية، وبدئها بتاريخ 23 مارس 2015 باحتلال مديرية كرش بمحافظة لحج، والواقعة إلى الحدود مع محافظة تعز الشمالية، انتفض أبناء الشعب الجنوبي رغم افتقارهم للخبرة والخلفية العسكرية، وتداعوا لمواجهة تلك المليشيات الغاشمة، ليثبتوا أنهم فرسان ميادين القتال، فشجاعتهم المشحونة بالمعنويات العالية والمتقدة بروح التضحية انكسرت أمامها الخبرة والتنظيم العسكري لأفراد قوات العدو مهزوزة الثقة.
لقد خلقت هذه الأوضاع العصيبة من رحم معاناتها المقاومة الجنوبية التي فرضت اليوم واقعاً جديداً على الأرض لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، والتي سيكتب عنها التاريخ بأحرف من ذهب، بل إن أبطالها باتوا يملكون ترسانة عسكرية وكادرا مدربا تدريبًا عسكريًا متقدمًا على مختلف الأسلحة المتطورة.
لقد حققت قوات المقاومة الجنوبية انتصارات ساحقة على قوى الغزو، في محافظة الضالع وعدن مرورا بأبين ولحج وشبوة، وانتهاء بتحرير مديرية كرش منذ أسابيع، لتعود بذلك إلى الحاضنة الجنوبية بفضل صمود رجال المقاومة بعد معارك ومواجهات شرسة استمرت ثلاث سنوات مخلفةً دمارا وخرابا كبيرين.
اليوم تحررت بوابة الجنوب الغربية (كرش) بلاد البرلماني والشخصية العسكرية والسياسية والاجتماعية صالح ناجي حربي، طيب الله ثراه.. نعم تحررت بعد أن غادر حياتنا الفانية، ولكن مازالت كلماته وأحاديثه الوطنية تتردد صداها في الآذان.
لقد بذل جهده ليل نهار على رسم الخطط العسكرية لتحرير بلدات المديرية، ليرى هذا اليوم الذي طال ما حلم به طويلاً.
وعلى الميدان مازالت المقاومة الجنوبية تواصل انتصاراتها تباعًا على الرغم من من الحرب الإعلامية للعدو وما يبثه من سموم لشق الصف وهز المعنويات، بل إن الأمر وصل بأرباب هذه الأبواق إلى سرقة انتصارات المقاومة ونسبها كذباً وزوراً إلى ما يسمى الجيش الوطني.. ورحم الله الشهيد اللواء أحمد سيف اليافعي حينما قال لا يوجد جيش لندمج المقاومة فيه.. فالموجود مليشيات وعصابات مسلحة.
*مصلح عبده سالم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى