الذكرى التاسعة على رحيل «الأعسم»

> عبدالله جاحب

> تحل علينا ذكرى رحيل فارس الكلمة وحامل راية الإعلام ومايسترو القلم الرياضي وعازف سيمفونية عمود الحق وإنصاف المظلوم «صماصيم».. ذكرى تحمل الكثير من المعاني وتضع على أعناق الأحباب وعشاق الفارس «الأعسم» الجزء البسيط من رد الدين لهذا الهمة الأسطورية «عادل».
الذكرى التاسعة تطل علينا يوم غد الجمعة (27 أبريل)، وفي طياتها وفاء لرحيل الفارس الذي ظل شامخا واقفاً في وجه الطغاة وأشهر قلمه في زمن الجبروات وكتب حرفا وكلمة ومقالا فكانت بمثابة رصاصة في صدر كل فاسد ومتغطرس وعابث بأرض وخيرات الوطن.
تسع سنوات والحصان دون فارس، والكرسي لم يملؤه إنسان، ضياع حروف وكلمات وترانيم المقال.
في ذكرى رحيلك تقف كل عبارات الكلام ويعجز أبيات الشعر في الوصف بين رثاء ورحيل وهمز الوصال.
بعد رحيلك رحل كل شيء وبقي عادل والقلم حروفا خالدة تملأ أرجاء وزوايا المكان .
*ذكرى تتحدى النسيان وتعلن انكساره
تسع تشكو هجران الحبر.. تسع والورق يشتاق الكلمات.. تسع والمقال يبحث عن زوايا العمود «صماصيم».
تسع رحل عذب الكلام وأبيات اللحن والغرام، وثناثر عبير وريحان الهجاء.. تسع يستوطن النفاق، المدح حروف المقال، تعلو أبواق وزعيق ونهيق أشباه «الإعلام» على المكان!!
تسع بين حنين وشوق وذكرى تعج المكان، تسع بين لهفة وأنين وأوجاع تكبل وتقييد حروف اللهجاء !!
مهلاً ما تلك الذكرى التى لا تبرح زوايا ذلك الكوخ الخشبي البسيط !!
رفقاً بعقل وجسد نحيل لا يقوي على تحمل ذكرى تفوق قدرة «النسيان”.
ذكرى تنحت وتخترق جدار النسيان، ترحل وتطارد وجهك وهمسك وحرفك بين أضواء المدينة وهدوء قريتك الجميلة «المطهاف» !!
تسع وأنا أتحدى بك النسيان وملامح ومعالم ذكرى تعيش معي دون خضوع أو خنوع أو انهزام أو انكسار!!
تسع وكل شيء يفتقد لك (حبر - قلم - ورق - حرف - كلمة- مقال...)...!
تسع وعظيم حرفك وصدق قولك وشجاعة موقفك لم تنجبه صاحبة الجلالة بين السلطة الرابعة !!..
أستاذي ومعلمي وقبل كل ذلك أخي وابن عشيرتي وديرتي «عادل” ستظل ذكرى كسرت جدار النسيان وأعلنت التمرد ومعجزة تحدى بها النسيان... !!
تسع وعشر والف ستظل بيننا تملأ زوايا المكان وحرف وكلمة وحبر وورق وذكرى لا تعرف الانكسار في وجه النسيان.. أبا محمد سأظل أتحدى بك النسيان طول الزمن!!
تسع من الرحيل تموت فيه الأشجار واقفة شامخة وتبقى الحروف والكلمات على جدار وصفحات الزمن تتحدى النسيان وتعلن انكساره بعد تسع سنوات من الرحيل..!
*«الأيام» قصة حب وغرام في حياة الفارس «الأعسم»
منذ نعومة أظافره كانت تكبر الأحلام في ذلك الجسد النحيل والوجه الأسمر الشبواني أحلام تعانق سماء وسهول وجبال ورمال مسقط الرأس شبوة وطموحات وتطلعات نمت وكبرت على سواحل منطقة «العريش» تلك المنطقة المرتمية على سواحل محافظة عدن.
قصة حب مع مؤسسة «الأيام» للطباعة والنشر والتوزيع ارتبط بها الفارس «الأعسم»، حيث ترعرع ونشأ في مدرسة وصرح باشراحيل الإعلامي «الأيام» وفجر الطاقات وأشهر سيفه واعتلى جواد «الأيام» وخاض معركة «الأيام» في محاربة الفساد والمفسدين في الدفاع عن البسطاء والضعفاء.
ظل الأعسم في «الأيام» يسطر النجاح ويكتب بزوغ نابغة إعلامية وقلم لا يشق له غبار.
تعلم الأعسم فنون وابجديات وحروف الكلمة في صرح باشراحيل الإعلامي وأصبح الفارس «عادل» أستاذا بشهادة ومسترو القلم بشهادة عمالقة «الأيام» ( هشام وتمام باشراحيل) وكتب الأستاذ «الأعسم» قصة حب ارتبط بها منذ النشأة ونعومة قلمه فكانت «الأيام» قصة حب وعشق لا تنتهي فكأن الاعسم قلم يحترق لتضي الكلمات وتنير الطريق في عتمه الليل الدامس، و“الأيام” قصة الحب والغرام وأول حب في حياة الفارس اعلاميا وظلت قصة حب وغرام لاتنتهي .
*خذلان حكومي ووفاء شعبي
عاش القلم الحر ومسترو الإعلام والزعيم عادل الأعسم فقيرا قنوعا لا يبحث عن منصب او جاه او سلطان وظل يكافح من اجل الحق وحقوق الضعفاء وسيف المواطن ولسانه الذي ينطق ويعبر عما يدور في داخله وكان صدى الشارع وكلمة ونقل كل همومه، كان حلما وطموحا وشموخا وعزة وطن.
رحل عادل الاعسم ولم يركع لمسئول او ينكسر لحزب او يخضع لوزير او نظام او حكومة، رحل الاعسم وظل خذلان الحكومة يسيطر على المكان طيلة تسع سنوات من رحيل الاعسم الذي قدم للوطن قبل ان يقدم لنفسه وأسرته وللاعلام من خلال الرقي بالإعلام الرياضي وتطويره ومحاربة الفساد واوكاره بالقلم الذي كان السلاح والذخيرة.
تسع سنوات منذ رحيل الاعسم ولم تقدم له الحكومة مثقال ذرة.. ولكن تبقى محبة الناس والزخم الشعبي الذي تمتع به الأعسم هو رأس المال الذي خرج به فقد احتل الأستاذ عادل الاعسم وتربع على قلوب الشارع الجنوبي والعدني على وجه الخصوص، فكان اول ثمار الوفاء الشعبي مبادرة الشخصية الاجتماعية ورجل الأعمال الأستاذ عدنان الكاف الذي تكفل بإقامة دوري سنوي وبطولة سنوية من الذكرى الأولى حتى انقطعت نتيجة الاجتياح الحوثي والحرب على الجنوب، ونتمني ان تعود في قادم الأيام وليس بجديد على داعم الرياضة الأول في محافظة عدن والشخصية الاجتماعية عدنان الكاف.
عاش عادل الأعسم فقيرا لا يملك فلة ولا قصر ولا سيارة آخر موديل، وظل شامخا عزيزا في وجه الطوفان ولم تكسره تقدم المناصب التى رفضها، وظل مستور الحال مع أسرته تحت بيت متواضع في عدن وايجار في صنعاء، مات عادل غنياء بوفاء شعبي وكلمة وقلم وذكرى تتحدى النسيان.
*تسع أعوام من رحيل الجسد وبقاء الكلمة والحرف
تسع أعوام على رحيل الأستاذ عادل الأعسم، رحل جسد الأعسم في تشييع جنائزي لم يسبق له مثيل في محافظة عدن، المكان الذي عاش وتربى ونشأ وحلم وفرح وبكاء فيه، ولمسات كلماته سواحل «العريش»، وخط قلمه هموم أزقة وأحياء كريتر والشيخ عثمان والبريقة والمعلا والتواهي، وعانق مقاله شموخ وعزة جبل شمسان.. رحل عادل جسد وبقيت كلمات وحروف وألحان مقالات راسخة في صفحات «الأيام»، والفرسان تروى للأجيال قصة فارس ترجل عن صاحبة الجلالة وتحكي لهم أروع أبيات العشق والغرام وتعزف أوبرا سيمفونية مسترو وعازف إيقاع الإعلام، رحل عادل الأعسم جسداً وبقي الحرف والكلمة يعطران المكان ويستوطنان زوايا وأرجاء صفحات الزمان.
*عبدالله جاحب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى