توصيات تنتظر التنفيذ.. جمعية عدن للتوحد تنظم المؤتمر العلمي الأول لاضطرابات (طيف التوحد)

> تغطية/ رعد الريمي

> اختتمت العاصمة عدن صباح أمس الأول بمديرية خور مكسر بفندق كورال مؤتمر عدن الأول لاضطرابات «طيف التوحد» الذي انعقد ليومين بدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تحت شعار «نحو غد.. واعد"، وبمشاركة العشرات من الأكاديميين والأطباء والتربويين والمختصين، والذي استعرضت فيه أوراق عمل ومسوحات ودراسات وأبحاث وتوصيات تختص بأطفال التوحد.
*تأسيس كيان أطفال التوحد
وأشارت رئيسة الجمعية المهندسة عبير اليوسفي إلى أن المؤتمر يتضمن عدة اتجاهات رئيسية في الجانب الطبي والتعليمي والتربوي والسلوكي للأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد، إلى جانب المسؤولية الاجتماعية تجاه هذه الشريحة.
وقالت إن «المؤتمر يهدف إلى تقييم الخبرات المحلية ومجالات العمل في هذا الجانب والإسهام في تطوير برامج وخدمات أطفال التوحد والقائمين عليها، وكذا التعرف على آخر الدراسات والتوجهات العالمية الحديثة في برامج وخدمات العلاج والتعليم والتأهيل وتمكين الأطفال وتدريبهم بشكل صحيح، وكذا تشجيع الباحثين والقيادات العاملة في المجال على تغيير واقع خدمات أطفال التوحد للأفضل، والتعرف على أحدث التقنيات المستخدمة في تعليم وتأهيل هذه الشريحة».
وأضافت: «إن المؤتمر يسعى إلى تحقيق فرصة أمام الباحثين والخبراء وأصحاب الاختصاص والمهتمين، لوضع رؤية مستقبلية وشاملة لأطفال التوحد وإحداث تغيير إيجابي في حياتهم وتمكينهم من الاندماج في المجتمع والمشاركة فيه بفاعلية».
*للمؤتمر محاور ثلاثة
وتوزعت أوراق المؤتمر على عدة مجالات تركزت في المجال الطبي، والذي أولى برامج الصحة الإنجابية الوقائية والتشخيص المبكر والتحاليل الوراثية والدراسات النفسية والجينية لاضطرابات التوحد.

وتركز محور القسم الثاني على الجانب التعليمي والذي اختص بآليات الدمج وطرق وأساليب التعليم وتكييف المنهج والتقنيات في تأهيل أطفال التوحد والدليل الاجتماعي والتشخيصي.
فيما اختص المحور الثالث بالمسئولية الاجتماعية تجاه اطفال التوحد فتطرق للتأهيل الأسري للمراهقين المتوحدين ودور المجتمع والحقوق والتشريعات في تمكين أطفال التوحد من العيش الكريم وإدراج قضايا أطفال التوحد في استراتيجية التنمية المستدامة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وكذا الدور التوعوي لوسائل الإعلام.
*أبرز أوراق المؤتمر
وتناولت أوراق المؤتمر جملة من الدراسات بعضها أجريت على أطفال الجمعية كالدراسة المسحية التي أجراها د. أحمد عبده المجرشي استاذ العلاج النفسي المشارك بجامعة عدن كلية الآداب قسم علم النفس، تحت عنوان «زواج الأقارب وعلاقته بمرض الاوتيزم.
وناقشت الورقة الثانية مرض التوحد وتاريخه وعلاقته بالأجهزة الالكترونية والتلفاز والتي قدمتها د. أمينة حسين هرهرة.
فيما كانت الورقة الثالثة حول المعادن الثقيلة وعلاقتها بالتوحد والتي قدمها الأستاذ مشارك بكلية الصيدلية والعلوم الصحية بجامعة العلوم والتكنلوجيا د. مختار الأبيض.
وتناولت الورقة الرابعة التحديات التي تواجه عملية تقييم وتشخيص اضطراب التوحد وأساليب مواجهتها للدكتورة فتحية أستاذ القياس النفسي للفئات الخاصة المساعد - كلية الآداب جامعة عدن.

وكانت الورقة الخامسة التي قدمها د.طارق عبدالله عبدالجبار سالم قسم الكيمياء كلية التربية صبر جامعة عدن، حول دم الأطفال وعلاقته بالتوحد، حيث تناولت الدراسة الوضع البيئي للمعادن الثقيلة في دم الاطفال بمدينة كريتر - عدن، والتي أظهرت أن نتائج تركيز المعادن الرصاص الكادميوم والزرنيخ مقارنة بدراسات سابقة أنها ضمن الحدود الآمنة والمسموح بها.
فيما تمحورت ورقة الدمج في مجتمع المدرسة للمدربة فاطمة محمد علي ناصر مديرة إدارة التربية الشاملة مكتب التربية والتعليم عدن، وورقة مناهج وطرائق وأساليب تعليم أطفال التوحد للدكتور عبد السلام عوض.
وجاءت أهمية الشراكة بين الأسرة في تطبيق برامج التدخل المبكر لاختصاصي تخاطب وتوحد الأستاذ عادل إبراهيم، وورقة دور الشراكة في تأهيل الطفل التوحدي ليسرى الباشا الباحثة في علم النفس من جامعة عدن تحت التعليم التربوي السلوكي.
*دراسات واقعية حديثة
وقال أستاذ العلاج النفسي المشارك بجامعة عدن كلية الآداب د. أحمد المجرشي: «إن الأهمية تكمن في اعتبار الاهتمام بالطفولة أحد مؤشرات حضارة الأمم وتقدمها، فحينما نهيئ البيئة السليمة التي تساعد الأطفال على النمو السوي عقليا واجتماعيا وانفعاليا وخلقيا تنطلق مستقبليا لبناء وخدمة مجتمعها».
وخلصت دراسة د. المجرشي التي أجراها على أطفال جمعية أطفال التوحد البالغ عددهم (51) إلى أن هناك علاقة بين زواج الأقارب ومرض التوحد وانه كلما كانت صلة زواج الأقارب أقوى تزداد نسبة الإصابة بمرض التوحد لدى الأطفال.

وقالت اختصاصية مخ وأعصاب أطفال د.أمينة هرهرة أن مرض التوحد غالبا لا يتنبه له الأهل لكون الأعراض بسيطة وتزداد مع الوقت وانه كلما اكتشف الأهل أعراض التوحد سريعا ساعد ذلك في معالجة الطفل بشكل أفضل. وخلصت د. أمينة هرهرة إلى أن أكثر من 90 % من الأطفال الذين تم تشخيصهم كطيف توحد هم من مدمني التلفاز والأجهزة الذكية.
وقالت مديرة إدارة التربية الشاملة بمكتب تربية عدن أ. فاطمة محمد علي ناصر إنه على وزارة التربية والتعليم ومكتب التربية والتعليم بعدن أن يكون في سياستهم التعليمية دمج الاطفال وتعلميهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع المدرسي وتوفير المستلزمات الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة من وسائل تعليمية وسماعات وكراسي متحركة.
وخلصت الدراسة إلى ضرورة تعزيز وتضافر الجهود الرسمية وغير الرسمية لدعم وتشجيع تعليم الاشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بمن فيهم أطفال التوحد ليكونوا شركاء في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة مستقبلا.
وركزت ورقة رئيس دائرة حقوق المرأة والطفل بمكتب النائب العام القاضية منى صالح محمد عبده على جملة من المحاور أهمها إعفاء الطلبة المعاقين من الرسوم المدرسية المكلفة لطلبه التوحد القابلين للدمج، وأن على وزارة الشؤون الاجتماعية إصدار تعميم لوزارات الكهرباء والمياه والاتصالات بإعفاء الجمعيات وفقا لقانون رقم 30 لعام 2002 والخاص بالجمعيات والمؤسسات الأهلية.

*اختتام المؤتمر الأول لاضطرابات التوحد
واختتم المشاركون مؤتمرهم بحلقات عمل مصغرة رفعوا عقبها توصيات ستتولى جمعية أطفال عدن للتوحد متابعة تطبيقها، بتعاون الوزارة والجهات الداعمة لتنفيذها.
وأكد المشاركون في المؤتمر البالغ عددهم 70 مشاركا ومشاركة يمثلون أطباء وأكاديميين وتربويين ومختصين وإعلاميين ونشطاء حقوقيين وأولياء أمور أطفال توحديين، على ضرورة تبني وزارة التربية والتعليم عملية دمج أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس، وفتح أقسام خاصة في جامعة عدن، وإعداد مناهج تعليمية تناسب قدراتهم، وتفعيل دور التشخيص الطبي والتدخل المبكر.
كما أوصى المشاركون بضرورة إقامة دورات تدريبية وتأهيلية للمختصين وأهالي ذوي الاحتياجات الخاصة والإعلاميين في كيفية التعامل مع هذه الشريحة بالطريقة الصحيحة، واستخدام الألفاظ والمصطلحات العلمية في المواد الإعلامية وإبراز قصص النجاح لأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والسعي لإيجاد سياسيات اعلامية تتناول قضاياهم.
وأشارت رئيسة الجمعية المهندسة عبير اليوسفي إلى أهمية تفعيل مخرجات المؤتمر على أرض الواقع وتنفيذها بالشراكة مع كافة الجهات المختصة والمعنية بما يساهم في نشر الوعي المجتمعي حول كيفية التعامل مع أطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة بالطريقة السليمة والعلمية.
وفي اختتام المؤتمر عرضت الجمعية تجارب لأمهات ساعدن أطفالهن التوحديين إلى جانب عرض قصة إسلام وطارق نموذجا للأمهات الذين عانين واستطعن الإثبات للمجتمع بأنهن قادرات على إعادة تأهيل أطفالهن ودمجهم مع الأطفال الأسوياء، كما تم تكريم هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بدرع الجمعية نظرا لجهودها المتواصلة في دعم أطفال التوحد وكذا تكريم المشاركين من الأكاديميين والاطباء والتربويين والباحثين المهتمين باضطرابات التوحد بشهادات تقديرية.
تغطية/ رعد الريمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى