آه آه.. كثرت المشاريع يا عدن!!

> رضية شمشير

>
رضية شمشير
رضية شمشير
استوقفتني بعض الأسطر من أقوال عميد الصحافة العدنية، الراحل محمد علي باشراحيل، في العدد (6220) الصادر بتاريخ 3 / 4 مايو 2018: «العدنيون يسعون إلى تحقيق حريتهم وكرامتهم»، «إن عدن بصفتها مركز الإشعاع الفكري في جنوب الجزيرة العربية، يجب أن تلعب دوراً قيادياً في خدمة الشعب العربي في المنطقة كلها».
هذه الأسطر تحمل من الأبعاد والمضامين ما يؤكد أن عدن المدينة الكسموبولتيه، متعددة الطوائف والأديان والتعايش السلمي، فعدن تحتل مكانتها الريادية في العديد من الملامح، التي لا يمكن تجاوزها (المنتديات الثقافية، الصحافة، النقابات، التعليم، الجمعيات، الأحزاب السياسية... إلخ)، وهذا ما يزعج البعض عندما تثار قضية الهوية والانتماء، فعدن المدنية وقبولها بالآخر وتعايشها في النسيج الاجتماعي المختلف والمتعدد، جعل منها مدينة لها خصوصياتها، متجاوزة كل المحن في كل المنعطفات والمراحل السياسية.. فعدن- شئنا أم أبينا- ملحمة تاريخية ثقافية اجتماعية أخلاقية، يحتل الإنسان فيها مركز الصدارة.
خلال خمسينات القرن الماضي، وفي ظل الاحتلال البريطاني لمستعمرة عدن، عندما طرحت قضية عدن للعدنيين، فهي كانت مطالب حقوقية، اتهم أصحابها بنعوت عديدة، على الرغم من أن الوثائق البريطانية حددت المفاهيم والمعايير ذات الصلة بالعدني، ولكن شتان بين الأمس واليوم.
صحيفة «الأيام» من خلال «المراقب السياسي» تنفرد بالتحليل والنقد الموضوعي لكل ما يعتمل على صعيد الواقع السياسي، تارة محذراً، وأخرى منبهاً إلى مخاطر المجهول، وبشكل خاص المشاريع التي تستهدف عدن والجنوب.. فعدن هي الجنوب، والجنوب هو عدن.
برزت في الآونة الأخيرة، على مواقع التواصل الاجتماعي، نتائج لقاءات واجتماعات، تصب في المطالب الحقوقية لأبناء عدن، وتحديداً الحقوق المسلوبة من تبوّئهم مواقع صنع واتخاذ القرار. بعد نيل الاستقلال 30 / نوفمبر/ 1967م، تعرض أبناء عدن للتهميش والإقصاء، وهم من حملة الشهادات العلمية، وتم استبعادهم عن الوظائف الهامة في تحمل مسؤولياتهم لشؤون محافظتهم، فهاجر من هاجر، والبعض منهم كانت عدن في فؤاد قلوبهم، وهم كثيرون.. ومن أجل عدن قدموا خبراتهم وجهودهم، كل بحسب تخصصه، مؤكدين أن بقاءهم في عدن يحمل دلالات ومعاني عديدة، ولا يمكن كسرهم من الخاصرة.
في ظل تسارع الأحداث وبروز مثل هذه الأصوات يخشى المرء أن يكون ما وراء الأكمة ما وراءها، ولا يُراد لعدن أن تستعيد عافيتها وهويتها المدنية.. من حق عدن أن يكون لها وجودها في الخارطة السياسية القادمة ومكانتها اللائقة بها، ولكن من خلال تحديد رؤية واستراتيجية واضحة المعالم، وهي الخطوة الأولى على طريق الألف ميل، كما قال أستاذي القدير نجيب يابلي.
يبدأ هذا العمل من خلال الإجابة عن الأسئلة:
من نحن؟ ماذا نريد؟ ما هي نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا؟ وأخيراً: ما هي التحديات التي ستواجهنا؟.. فالحقوق تظل باقية، مادام هناك من يؤمن بأن شأن عدن لا علاقة له بلعبة سياسية، كما طال القضية الجنوبية التفريخ للمكونات العديدة.. فلا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى