ما بعد حفل ذكرى مرور 64 على تأسيسه.. إدارة هيئة مستشفى الجمهورية تستثني الرواد الحقيقيين وتكرم نفسها

> عدن «الأيام» خاص

> عدن «الأيام» خاص:
استنكر عدد من رواد مستشفى الجمهورية تجاهل إدارة هيئة المستشفى لتكريمهم في الحفل الذي نظمته الأسبوع الماضي، بذكرى مرور 64 عاما على تأسيس المشفى الحكومي الأكبر في البلاد، والذي شيدته الحكومة البريطانية إبان احتلالها لعدن في القرن الماضي.
وخلال الأيام الفائتة تلقت «الأيام» اتصالات عدة من أقارب شخصيات اعتبارية كانت لأياديهم بصمة في تاريخ المستشفى العريق، عبروا فيها عن امتعاضهم من دور إدارة هيئة مستشفى الجمهورية لاستثنائها تكريم شخصيات حقيقية كان لها الفضل الكبير في تأسيس وتطوير المستشفى.
ووصف الكثيرون الحفل بـ«تكريم الإدارة لنفسها» ولم يشمل تكريم الرواد الأوائل الذين أفنوا عمرهم في خدمة المستشفى والطب بشكل عام.
وأشاروا إلى أن التكريم لم يحظَ به الرواد سواء الأحياء أو الأموات، فلم يشاهد في الحفل القدامى من أولئك الرواد الذين قدموا خدمات جليلة للمستشفى والمجتمع، بينما ظهر على منصة مسرح التكريم شخصيات من متوسطي وحديثي التوظيف. ورغم ظهور الحفل باهتا والبذخ الذي ساده لكنه لم يكن معبرا عن أهمية الحدث والذكرى (64)، فعلى الرغم من أن هناك روادا مايزالون أحياء تجاوزت أعمارهم الـ 80 عاما لكن التكريم لم يشملهم.
وأشاروا إلى أثر التكريم في النفوس، وإن بدا بسيطا إلا أنه من المؤكد كان سيضفي عليهم دافعا معنويا ونفسيا بالغا ولمرحلتهم العمرية.
كانت «الأيام» رصدت خلال الحفل عشوائية التنظيم والتقطت عدستها صورا تكشف مدى الاستهتار الذي تعاملت به إدارة المستشفى، وحتى اليوم (أمس) اللوحة التذكارية التي حَوَت الصور التاريخية للمشفى مهملة ومرمية في بهو قاعة البتراء بفندق «كورال» رغم مرور أسبوع على حفل التكريم.
ويعكس إهمال اللوحة بهذا الشكل مدى التسيب والاستهتار الذي تتعامل به إدارة المستشفى مع صور رمزية نادرة تحكي تاريخا عن المشفى ومدينة عدن.
لوحة تذكارية عن تاريخ المستشفى مرمية منذ الاسبوع الماضي في الفندق الذي اقيم فيه الحفل
لوحة تذكارية عن تاريخ المستشفى مرمية منذ الاسبوع الماضي في الفندق الذي اقيم فيه الحفل

ومن أبرز الرواد الذين تجاهلتهم إدارة مستشفى الجمهورية د. سالم الوالي أول مدير للمستشفى بعد نيل الاستقلال، والأستاذ علي عبده قاسم، وهو أقدم فني عمليات في المستشفى وعمره 80 سنة، بالإضافة إلى مؤسس المختبرات الطبية في المشفى وعدن واليمن عامة د. ياسين عبده علي شوالة الذي يوصف بعميد المختبرات الطبية، وكان فني مختبرات من الدرجة الأولى، كذلك كان فني إيقاع من الدرجة الأولى.
«الأيام» بحثت في أرشيفها وتحصلت على معلومات تاريخية حول د.شوالة مؤسس المختبرات، في اليمن وانتهزت الفرصة لاستعراضها ليستفيد الأجيال.
*شوالة.. الولادة والنشأة
كانت ولادة ياسين شوالة في مدينة كريتر العريقة في يناير من عام 1921م في حافة حسين، تلقى دراسته الاساسية والثانوية في مدارس عدن وخرج إلى معترك الحياة العملية عام 1939م.
*التمريض بداية المشوار
خرج شوالة إلى معترك الحياة فنياً، إلا أنه شمر عن ساعديه ليشرع في صنع الملحمة التي أسست له اسماً في سجل التاريخ الاجتماعي وكانت البداية 1939/7/1م يوم التحاقه ممرضاً في الخدمة الطبية لدى المستشفى الاهلي في كريتر الذي كان المستشفى الوحيد الحكومي في مستعمرة عدن في الثلاثينات من القرن الماضي.

وبفضل مثابرته ترقى في 1942/2/1م إلى مساعد ممرض وحظي بالاستحقاق الثاني في 1946/4/1م عندما ترقى إلى مساعد ممرض أول.
*مشوار المختبرات
تم اختيار شوالة كأول مدني للعمل في مجال علوم المختبرات، وتلقى دورات قصيرة في ذلك المجال. وفي 5 يوليو 1948م تلقى دورة تخصصية في تكنولوجيا المختبرات في مستشفى برنس بمدينة توتنهام في المملكة المتحدة.. ثم ترقى في العام 1950م بعد اتمام الدورة بنجاح إلى وظيفة فني مختبر أول.
*القيمة المضافة للطب الشرعي
توجه ياسين شوالة في العام 1955م إلى بريطانيا، والتحق بمستشفى الكلية الطبية في دورة مدتها «9 أشهر» في شؤون الطب الشرعي، ليكون شوالة بذلك أول عدني يتأهل في ذلك المجال.
ثم ترقى إلى منصب كبير فنيي المختبر في أبريل 1962م.
*مشاركته في فعالية لمنظمة الصحة العالمية
شارك ياسين شوالة في حلقة دراسية نظمتها منظمة الصحة العالمية (WHO) في شؤون جراثيم الكوليرا لمدة 6 أسابيع في إيران.
*تقاعده
تحت وطأة المعاناة من العمود الفقري تقاعد شوالة عن الوظيفة الحكومية في 16 يوليو 1967م، إلا أن تلك الظروف الصحية هانت أمامه عندما عرضت عليه القوات المسلحة التعاقد لمدة عامين لإنشاء مختبر في مستشفى عبود العسكري وتأهيل كادر طبي متخصص في ذلك المجال وبدأ سريان العقد في 1968/6/1م.
*سلسلة مختبرات شوالة
كان لياسين شوالة قصب السبق مع أولاده بافتتاح مختبرات فنية تخصصية معترف بها في كل من عدن وتعز والحديدة.
*رجل الندوة الموسيقية
تأسست «الندوة الموسيقية العدنية» عام 1948م على يد شباب باحثين عن الجديد، وكان الجديد هو تأليف الكلمة المحلية واللحن المحلي، فأسندت المهمة للشاعر محمد عبده غانم والفنان خليل محمد خليل، وأفسح المجال لآخرين أمثال سالم أحمد بامدهف وياسين فارع، وشارك شعراء آخرون في رفد فناني الندوة، فجاءت كلمات علي أمان ولطفي أمان وآخرون، وكان رجال الندوة العدنية: ياسين شوالة (عازف الإيقاع)، وعبدالله حامد خليفة وجعفر عبده ميسري وعلي سالم علي عبده وحسين بيومي ووديع حميدان وحامد دجنة.
*أسرة الشوالة
تزوج ياسين شوالة من أم السعد بنت الشيخ محمد علي سعد نكاتي، وأنجبت منه ثمانية أولاد، خمسة أبناء هم: غازي، فيصل، فؤاد، كمال ورياض، وثلاث بنات هن: عائدة وأميرة وسوسن، يعمل أغلبهم في مختبرات خاصة. فسلك فؤاد نفس نهج والده، حيث تحمل مسؤوليات المختبر سواء كان عند افتتاح المختبر الخاص بعد الوحدة في محافظة عدن أو أثناء تحمله العديد من المسؤوليات المخبرية كمدير دائرة التشخيصات أو كنائب مدير عام مستشفى عدن.
*وفاته
توفي شوالة، رحمة الله، في 25 أغسطس 1992م في عدن بعد أن عاد إليها ليعيش فيها آخر سنوات حياته.
جريدة «الأيام» العدنية تحتفي بذكرى
وفاته الأولى في عددها الصادر 8 سبتمبر 1993م
احتفت «الأيام» بالذكرى السنوية لرحيل ياسين شوالة، وكان عنوانها الرئيس: «محطات مضيئة في سجل حافل بالعاثر والعطاء».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى