انقسام امريكي اوروبي حول إيران قد يجرّ المنطقة إلى حرب واسعة.. ترامب ينهي الاتفاق النووي مع إيران

> طهران «الأيام» أ.ف.ب

> أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة العمل بالعقوبات الأمريكية على طهران، في خطوة يخشى أن تترك تداعيات واسعة على إيران والعلاقات الأميركية الأوروبية.
وقال ترامب في كلمة متلفزة ألقاها في البيت الأبيض: «أعلن اليوم (أمس) انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الايراني»، واصفا اياه بانه «كارثي».
كما أعلن إعادة العمل بالعقوبات على ايران، واتهمها بأنها «تكذب» في شأن ملفها النووي. وحذر إيران من مواجهة «مشاكل أكبر» إذا واصلت أنشطتها النووية، معتبرا إيران تستحق «حكومة أفضل».
في طهران، أعلن مسؤول إيراني في وقت سابق إن الرئيس حسن روحاني سيرد على نظيره الأميركي.
وكان روحاني أعلن الأحد الماضي أن واشنطن ستندم «ندما تاريخيا» إذا انسحبت من الاتفاق.
وفور انتهاء ترامب من إلقاء كلمته، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو «دعمه الكامل» لقرار ترامب «الشجاع».
في المقابل، عبرت فرنسا والمانيا وبريطانيا في بيان صدر عن الاليزيه عن «أسفها للقرار الاميركي».
لكن موقف ترامب يعبر عن وصول المحادثات المكثفة التي جرت منذ أشهر بين الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين الى طريق مسدود مع رفض برلين ولندن وباريس اعادة صياغة الاتفاق.
وأبرم الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة من الدول عام 2015 في ختام 21 شهرا من مفاوضات صعبة.
ويصف الاوروبيون الاتفاق بـ«التاريخي»، ويستندون الى ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقوم بعمليات تفتيش في ايران تؤكد بانتظام التزام طهران ببنود الاتفاق الهادف لضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني.
وكان الاتحاد الاوروبي كرر الثلاثاء التعبير عن دعمه للاتفاق النووي.
والتقى مسؤولون من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الاوروبي نائب وزير الخارجية الايراني عباس عرقجي في بروكسل «وكرروا دعمهم للتطبيق الكامل والفعال للاتفاق من جانب جميع الاطراف»، كما قال الاتحاد في بيان.
وسيخلّف قرار ترامب إعادة فرض عقوبات على ايران تداعيات دولية واسعة بالغة الخطورة، إذ سيزيد صعوبة الاقتصاد الايراني المنهك أساسا، ويصعد التوترات في الشرق الاوسط ويوسع الخلاف بين الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين.
ومنذ ان كان مرشحا جمهوريا للرئاسية، وعد ترامب بإلغاء الاتفاق الذي ابرمته ادارة سلفه باراك اوباما، منتقدا وجود «ثغرات رهيبة» فيه.
في يناير، أمهل ترامب الاوروبيين حتى 12 مايو لتشديد بعض النقاط الواردة في الاتفاق: عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرفع التدريجي اعتبارا من 2025 لبعض القيود على الانشطة النووية الايرانية.
كما انتقد ترامب مرارا الاتفاق ايضا، لانه لا يتطرق بشكل مباشر الى برنامج الصواريخ البالستية الايرانية ولا الى دور طهران الذي يعتبره «مزعزعا للاستقرار» في الشرق الاوسط.
في الوقت نفسه الذي كان ترامب يدلي بخطابه، أعلن الجيش الاسرائيلي انه طلب من السلطات المحلية في هضبة الجولان المحتلة ان تفتح وتحضر الملاجىء المضادة للصواريخ بسبب «انشطة غير مألوفة للقوات الايرانية في سوريا» في الجهة الاخرى من خط التماس.
وقال الجيش الاسرائيلي في بيان إنه «تم نشر منظومات دفاعية» وإن القوات الاسرائيلية «في حالة استنفار قصوى في مواجهة خطر هجوم».
وأضاف ان «الجيش الاسرائيلي مستعد لمواجهة مختلف السيناريوهات ويحذر من ان اي اعتداء على اسرائيل سيستدعي ردا شديدا».
من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران إلى الالتزام بتعهداتها بعد إعلان الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق.
وقال جوتيريش إنه قلق بشدة إزاء قرار ترامب..وأوضح ”من الضروري معالجة كل المخاوف المرتبطة بتنفيذ الخطة من خلال الآليات المنصوص عليها في الاتفاق. وينبغي معالجة القضايا التي ليس لها ارتباط مباشر بالاتفاق دون تحامل من أجل الحفاظ على الاتفاق وإنجازاته“.
و حثت بريطانيا وألمانيا وفرنسا الولايات المتحدة على عدم اتخاذ خطوات تعرقل تنفيذ الدول الأخرى للاتفاق النووي المبرم مع إيران والذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب واشنطن منه أمس الثلاثاء.
وقال زعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا في بيان مشترك أصدره مكتب رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي «نحث الولايات المتحدة على عدم المساس بهيكل الاتفاق النووي وتجنب اتخاذ إجراءات تعرقل تنفيذه بالكامل من قبل الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق».
وتحدثت ماي هاتفيا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد أن أعلن ترامب قرار الانسحاب وإعادة فرض العقوبات على إيران.
وكان مصدر في الرئاسة الفرنسية قد علق على مكالمة هاتفية اجراها الرئيس الفرنسي ماكرون بالرئيس الامريكي في وقت مبكر امس قبل الاعلان على الانسحاب بأن المكالمة كانت «مخيبة للآمال جداً».
من جهتها رحبت السعودية بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران.
وقال بيان بثته قناة العربية التلفزيونية المملوكة لسعوديين «تؤيد المملكة العربية السعودية وترحب بالخطوات التي أعلنها فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيال انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي، وتؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران والتي سبق وأن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي».
وأضاف البيان أن ايران «استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة، وخاصة من خلال تطوير صواريخها الباليستية، ودعمها للجماعات الإرهابية في المنطقة».
وقالت دولة الإمارات إنها تؤيد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران أمس الثلاثاء وعبرت عن دعمها لاستراتيجية الرئيس دونالد ترامب في التعامل مع طهران.
وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية إن وزارة الخارجية حثت المجتمع الدولي على «الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل».
أما تركيا فقد قال وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي يوم أمس إن بلاده «ستمضي قدما في تجارتها مع إيران بقدر المستطاع ولن تكون خاضعة لمحاسبة أي طرف آخر».
وقال زيبكجي في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن): «من الآن فصاعدا، سنتعامل في تجارتنا مع إيران في الإطار الممكن حتى النهاية ولن نقدم كشف حساب لأحد عن هذا».
وفي إيران حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس من أن بلاده «قد تضع حدا للقيود المفروضة على أنشطة تخصيب اليورانيوم».
وقال روحاني «أصدرت تعليمات لوكالة الطاقة الذرية الايرانية للقيام بما هو ضروري، بحيث نستأنف التخصيب الصناعي اللامحدود إذا لزم الأمر».
وأضاف «سننتظر بضعة أسابيع قبل تنفيذ هذا القرار»، في ضوء نتائج المحادثات بين طهران وشركاء آخرين في الاتفاق.
وأصدرت إسرائيل تعليمات للسلطات المحلية في مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل «لفتح وتجهيز الملاجئ» بعد رصد ما وصفه الجيش «بنشاط غير عادي للقوات الإيرانية في سوريا».
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان أنه تم نشر أنظمته الدفاعية وأن «جيش الدفاع الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى تحسبا لأي هجوم».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء أن إسرائيل بدأت في تعبئة بعض قوات الاحتياط بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
وقالت متحدثة عسكرية لرويترز دون أن تدلي بتفاصيل بشأن حجم الاستدعاء «إننا نستدعي جنود الاحتياط في حالات محددة حسب الحاجة».
وأعلن مستشار الأمن القومي الاميركي جون بولتون أمس أن اعادة العمل بالعقوبات الاميركية المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني ستسري فورا على العقود الجديدة، موضحا ان امام الشركات الاجنبية بضعة اشهر «للخروج» من ايران.
من جهتها، اوضحت وزارة الخزانة ان العقوبات المتصلة بالعقود القديمة الموقعة في ايران ستسري بعد فترة انتقالية من تسعين الى 180 يوما، وذلك بعيد اعلان الرئيس دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الايراني.
واضاف بولتون «من الممكن جدا ان تلي ذلك عقوبات اضافية اذا حصلنا على معلومات جديدة. نريد ممارسة اكبر قدر من الضغط الاقتصادي على ايران ومنعها من الحصول على العائدات التي كانت ستنالها» من دون انسحاب واشنطن.
وتابع امام الصحافيين ان «القرار الذي وقعه الرئيس اليوم يعيد العمل فورا بالعقوبات التي كانت موجودة قبلا، ولن يسمح باي عقد جديد».
واوضح انه بالنسبة الى الاتفاقات القائمة، وخصوصا تلك التي وقعتها شركات اجنبية غالبا اوروبية استثمرت في ايران، فان الفترة الانتقالية من ثلاثة الى ستة اشهر «هي طريقة لمنح الشركات فرصة للخروج» من البلاد، مضيفا: «مثلا بالنسبة الى شراء النفط الايراني، اذا كان مضمون العقد بعيد المدى امامهم ستة اشهر، ثلاثة اشهر، او فترة اخرى بين الاثنتين للانسحاب قبل بدء سريان العقوبات».
وسئل بولتون عما اذا كانت هذه المهلة لمواصلة المفاوضات الدبلوماسية حول اتفاق 2015 فاجاب «لقد انسحبنا من الاتفاق، انسحبنا».
في المقابل، اكد ان الرئيس ترامب «مستعد لاجراء مفاوضات حول حل اوسع» يتصدى «للطابع الضار لايران»، وقال «سبق ان اجرينا محادثات مع حلفائنا وسنواصل ذلك اعتبار من صباح غد».
وفي تولوز بفرنسا قالت شركة ايرباص يوم الثلاثاء إنها ستدرس قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني قبل أن تتحرك مضيفة أن هذا سيحتاج وقتا.
وكانت الخطوط الجوية الإيرانية (إيران اير) طلبت 200 طائرة ركاب بقيمة 38.3 مليار دولار بالسعر المعلن، من بينها 100 من ايرباص و80 من بوينج و20 من ايه.تي.آر. وجميع الصفقات رهن بتراخيص أمريكية نظرا للاستخدام الكثيف لمكونات أمريكية في الطائرات التجارية.
وقال رينيه أوليه مدير الاتصال لدى ايرباص «نحلل الإعلان بعناية وسنقيم الخطوات التالية بما يتسق مع سياساتنا الداخلية مع الالتزام الكامل بالعقوبات وقوانين الرقابة على الصادرات».
اما شركة بوينج الامريكية فقد قالت امس إنها ستتشاور مع الحكومة الأمريكية حول «الخطوات التالية» بعد إعلان الرئيس الانسحاب من الاتفاق النووي
وقال المتحدث باسم بوينج جوردون جوندروي «كما كنا طوال هذه العملية، سنظل نتبع قيادة الحكومة الأمريكية». وقال الرئيس التنفيذي لشركة بوينج دينيس مويلنبرج الشهر الماضي إن الشركة المتخصصة في صناعة الطائرات ليست لديها تسليمات مقررة لإيران هذا العام.
أضاف أن خطة بوينج لإنتاج الطائرات طراز (777) «لا تعتمد على الطلبيات الإيرانية». ومن المنتظر أن يتحدث مويلنبرج أمام نادي واشنطن الاقتصادي اليوم الأربعاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى