قائد قوات الحزام الأمني بعدن في حوار حصري مع «الأيام»: الضرورة الأمنية والوطنية أنشأت الحزام كقوة ردع لحماية عدن

> حاوراه/ ذويزن مخشف - مازن الشحيري

> دفعت الظروف الأمنية بعد انتهاء الحرب في عدن إلى نشأة وتكوين قوة عسكرية وأمنية من رحم المقاومة الجنوبية التي واجهت بجسارة العدوان الثاني على الجنوب عام 2015.. فشكلت قوات الحزام الأمني بدعم دول التحالف العربي كقوة خالصة من أبناء الجنوب الذين استبعدوا عن المؤسسة الأمنية والعسكرية منذ ما بعد حرب 94.
فرضت هذه القوة واقعا جديدا في عدن والجنوب عامة «واقع ضرورة أمنية والضرورة الوطنية القصوى» كما يقول القائد العام للحزام الأمني العقيد وضاح عمر في أول حديث صحفي مع «الأيام» موضحا فكرة إنشاء قوات الحزام الأمني أنها نتيجة لما تعرضت لها المؤسسات الأمنية بالعاصمة للتدمير بشكل كامل.
لطالما واجهت قوات الحزام الأمني في عدن والمحافظات المجاورة هجوما وانتقادات سيئة الصيت يثيرها من وقت إلى آخر أطراف سياسية معينة يبدو حنقها وغضبها الشديد من هذه القوة الجنوبية الكاملة محل حقدها المستمر والدائم.
في حواره مع «الأيام» يؤكد وضاح أن قواته تعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى لتطهير المدينة من الإرهاب، ومواجهة الجريمة بكل أنواعها، والأهم أن جميع أفراد وضباط الحزام جنوبيون، والهدف الأساسي من تشكيلها «استعادة الدولة الجنوبية».. فإلى تفاصيل الحوار:
* من هو وضاح عمر؟
- وضاح قبل أن يكون قائد الحزام الأمني بالعاصمة عدن وبعده هو أحد أبنائها المستعدين على أن يقدموا أرواحهم رخيصة فداء لها ولأهلها خاصة وللجنوب بشكل عام، وسأدافع عنها وأنا مسؤول أو شخص عادي، بكل ما أوتيتُ من قوة حتى ألقى ربي».
* كيف جاءت فكرة إنشاء الحزام الأمني بعدن والجهة التي يخضع لها؟
- كما يعلم الجميع تم إنشاء الحزام في ظروف صعبة للغاية مرت بها مدينتنا عدن التي كانت تخوض حربًا شرسة على كل الأصعدة لاسيما بعد انتصارها على مليشيات الحوثي بمساعدة ودعم أشقائنا في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن بعد تحقق هذا الانتصار ونتيجة للدمار الذي خلفته تلك الحرب بكل مؤسسات الدولة وخاصة الأمنية دخلت المدينة أو أُريد لها أن تدخل من قِبل أعداء الوطن في فوضى عارمة؛ لتكون بيئة خصبة لزراعة الإرهاب والتطرف ونشره بالمنطقة برمتها وفعلًا عانت المدينة وأهلها منه كثيراً بل عاشت جراء ذلك معاناة أسوأ بكثير من معاناة الحرب ذاتها، ولهذا كان وجود جهاز أمني يقوم بحفظ الأمن للمدينة أمر حتمي وبشكل فوري ليخلصها من الإرهاب والتطرف وبدعم مباشر من أشقائنا في دول التحالف.

وبفضل الله ثم بتكاتف الرجال المخلصين حققت هذه القوات مع باقي الأجهزة الأمنية هدفها رغم الظروف الصعبة والقاسية التي كانت تمر بها عدن، ومازالت الجهود مستمرة حتى اللحظة لإنقاذ عدن من تلك العناصر الإرهابية الظلامية ولن تتوقف بإذن الله حتى يتم تطهير كل شبر من عدن والجنوب من كل إرهابي ومخرب ونضمن أمنا واستقرارا دائمين لبلادنا.
بالنسبة للجهات التي يخضع لها الحزام الأمني بعدن فكما أوضحت أن الجهاز أنشئ في ظل ظروف استثنائية وتعقيدات سياسية كبيرة، ولهذا كان انشاؤه في تلك الفترة ضرورة وطنية قصوى.
وللتوضيح أكثر فالحزام في بدء إنشائه كان يعمل بشكل مستقل بذاته وبتنسيق مع قوات التحالف العربي، نتيجة لتعرض المؤسسات الأمنية بعدن للتدمير بشكل كامل، ومع مرور الوقت وبناء الأجهزة الأمنية في المدينة والجنوب بشكل تدريجي وبدعم مباشر من قوات التحالف أصبح الحزام الأمني بعدن يعمل تحت مظلة إدارة الأمن بشكل كبير وهذا هو هدفنا، وفي الأخير هو بناء مؤسسة أمنية وطنية حقيقة متكاملة تحفظ لهذا الوطن أمنه واستقراره الدائمين، وهو ما سنصل إليه بإذن الله وقد قطعنا شوطًا كبيرًا بهذا الخصوص، وسنستمر حتى تحقيق كامل أهداف شعبنا الجنوبي العظيم».
* هناك من يحاول إثارة اللغط والتشكيك بولاء الحزام الأمني للجنوب وقضيته، بماذا ترد؟
- منذ اليوم الأول لإنشاء الحزام وحتى يومنا هذا وقوات الحزام تقدم الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الجريح، وكل تلك التضحيات التي قدمها وما يزال يقدمها منتسبوه بعدن هي من أجل تثبيت الأمن والاستقرار لأبناء هذه المدينة والجنوب بشكل عام، كما أن كل أفراده من أبناء الجنوب، والأغلبية الساحقة منهم كانوا مُنخرطين بالمقاومة الجنوبية بعدن وفي مختلف مناطق الجنوب الأخرى للتصدي لمليشيات الحوثي المدعومة من إيران التي حاولت احتلال الجنوب، ونحن قبل أن نكون أفرادا وضباطا في الحزام نحن جنوبيون وهدفنا هو استعادة دولتنا الجنوبية التي ستكون الصخرة التي تتحطم عليها أحلام المد الفارسي في الجنوب والجزيرة العربية بإذن الله تعالى، ومع هذا يتوجب علينا أيضاً أن نفرق بين من ينتقد انتقادا بناء لأجل تصحيح الأخطاء إن وجدت، وهو أمر نُرحب به ونقدره، وبين من ينتقد بهدف التشويه بنشر الأكاذيب والشائعات وتضخيم الأخطاء إن وجدت بهدف زعزعة ثقة الناس بالأجهزة الأمنية في الجنوب، ومن يقومون بها هم جهات أصبحت مكشوفة لدى كل أبناء الوطن الشرفاء».
* يُتهم الحزام باختطاف وإخفاء المواطنين بصورة غير قانونية في سجون سرية تابعة لكم؟
- لا توجد سجون سرية كما يروج لها أعداء عدن والجنوب، وهي مجرد شائعات تصدر من جهات معادية ولا تريد الخير لجنوبنا، ونحن في الحزام حينما نُلقي القبض على المجرمين أو المخالفين للقانون نحيلهم فوراً لإدارة أمن عدن كونها الجهة الأمنية المختصة والمسؤولة.
* ما أبرز التحديات التي تواجهكم؟
- بلا شك التحديات مازالت أمامنا كثير ومن أبرز تلك التحديات التي قد تواجه أي جهاز أمني في كل دول العالم هي الحفاظ على ما تحققت من إنجازات أمنية وهذا هو التحدي الأقوى لنا ولكل الأجهزة الأمنية، وتزداد صعوبة كلما زادت التعقيدات السياسية والاقتصادية والعسكرية في البلد.
فمثلاً قد يتم تطهير منطقة من الإرهاب وهذا يُعد إنجازا كبيرا للأجهزة الأمنية ولكن الإنجاز الأكبر منه والأصعب هو ضمان عدم عودة العناصر المتطرفة إليها مرة أخرى، لاسيما في ظل الظروف الحالية التي تمر بها بلادنا بشكل خاص والمنطقة الإقليمية بشكل عام، وهو ما يتطلب منا بذل جهد وعمل مضاعف، لنتمكن من الاستمرار بحفظ الأمن والأمان والاستقرار لعدن وأهلها.

* ما تقييمك لعلاقة الحزام الأمني بباقي الأجهزة الأمنية الأخرى خاصة في عدن؟
- علاقتنا بشكل عام ممتازة مع جميع الأجهزة الأمنية في المدينة ونعمل بتنسيق معها تحت مظلة إدارة الأمن، صحيح قد تحدث بعض المشاكل هنا أو هناك ولكن يتم تهويلها من قِبل الحاقدين على الوطن الساعين لإشعال نار الفتنة بين أبناء الجنوب مستغلين في ذلك الوضع السياسي والعسكري في البلاد.
ونحن هنا نُطمئن أبناء عدن خاصة والجنوب عامة، وحدوث شيء من الاشكالات هنا أو هناك أمر وارد لاسيما أننا في بداية البناء للأجهزة الأمنية التي تم تدميرها خلال ثلاثة عقود من الزمن في الجنوب عامة، ومع مرور الأيام يثبت للمواطنين أن أجهزتنا في تطور يوما بعد يوم ونحن بعون الله ماضون لاستكمال المشوار الذى ضحى من أجله آلاف الشهداء وأضعافهم من الجرحى وما زالت التضحية مستمرة ولن توقفنا أي صعوبات أو تحديات مهما كانت حتى تحقيق كامل أهداف الشعب الجنوبي العظيم بإذن الله.
* أين يكمن دوركم في قضايا البسط على الأراضي العامة والخاصة وانتشار أسواق السلاح والمخدرات وإطلاق النار في الأعراس وكذا انتشار الدرجات النارية غير المرخصة؟
- نحن بالحزام الأمني حريصون على خدمة المواطن وهذا واجبنا الوطني قبل أن تكون وظيفة، وفعلًا هناك أمور كثيرة تحتاج إلى عمل وتكاتف الجميع لنتمكن بالوصول بأمن بلادنا إلى الوضع المثالي، وهو ما سيتحقق قريباً بإذن الله.
ونؤكد للجميع أن قوات الحزام بعدن تضع نصب أعينها حماية عدن وأهلها وتعمل جاهدة لإحلال الأمن والأمان والاستقرار بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بعدن تحت قيادة إدارة أمن عدن، وكل ما هو مشاهد من بعض الاختلالات الأمنية هو نتائج الاحتلال الذي تعرض لها الجنوب لنحو ثلاثة عقود من الزمن، والتي كان من تداعياتها أيضاً انتشار العديد من الظواهر الدخيلة على أبناء المدينة كظاهرة اطلاق الرصاص في الأعراس والمتسببة بإزهاق الكثير من الأرواح نتيجة الراجع منها، وغيرها من العادات الدخيلة الكثير، والخلاص منها يحتاج إلى جهد وعمل متواصلين من الأجهزة الأمنية بعدن ليؤتى ثماره بسرعة.
* هل من علاقة بينكم وبين النيابات والمحاكم خصوصاً بعد تفعيلها؟
- تفعيل النيابات العامة والمحاكم بمختلف تخصصاتها القضائية بعدن أمر مهم جدا، ولا يكتمل العمل الأمني بدون وجود نيابات ومحاكم تعاقب كل من أجرم بحق المواطن والوطن والفصل بين الخلافات المختلفة بين الناس فالمحكمة والنيابات هدى السلطة القضائية في البلد ولا يستقيم الأمن ولا الأمان إلا بها.
ولا تستطيع هذه السلطة وغيرها من مؤسسات الدولة القيام بواجباتها أو تنهض بالمجتمع دون وجود أمن قوي بالبلاد، فالأمن هو أساس الحياة والتطور.

وكلنا نعلم بأن القضاء بعدن كان مستهدفا من أعداء هذا الوطن والحاقدين عليه ممن لا يريدون للحياة أن تعود لهذه المدينة، ولكن بفضل الله ثم بتكاتف الرجال المخلصين وبدعم التحالف العربي استطعنا قطع شوط كبير لاستعادة الأمن وتطبيع الحياة في عدن، بحمد الله بدأت بعض المحاكم بالعمل بشكل طبيعي، ونحن سنستمر بعملنا الأمني حتى عودة كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لممارسة عملها بكل سهولة وعلى رأسها المؤسسة القضائية.
* ما أبرز الأنجازات التي تم تحقيقها للحزام في عدن؟
- الإنجازات التي حققتها قوات الحزام كثيرة بعدن أبرزها تطهير المدينة من الإرهاب والتطرف بشكل كبير جدًا مقارنة بما كان عليه الوضع بعد انتهاء الحرب، وتعمل حالياً لاستكمال عملية التطهير لتلك العناصر المتطرفة بالعمل والتنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية بعدن والعمل على ضمان عدم عودتها مجددا.
أيضاً عملنا ومازلنا على مكافحة كل أنواع التهريب أكانت أسلحة وذخائر أم ممنوعات أخرى كتهريب العملة أو المواد الغذائية والأدوية التالفة أو المخدرات والخمور المهربة لهذه المدينة، وكل هذه المضبوطات يتم في العادة إحالتها بمعية أصحابها إلى الجهات ذات الاختصاص لتتعامل معهم حسب النظام والقانون، ولنا أيضاً مساعدات ودعم لباقي الأجهزة الأمنية بعدن من خلال استلام وتنفيذ البلاغات المقدمة لنا منها كبلاغات إلقاء القبض على لصوص السيارات وتوقيف السيارات المسروقة في النقاط الأمنية المنشرة لقواتنا في العاصمة، وكذا مساعدة رجال المرور بضبط المخالفين لحركة السير، بالإضافة إلى القبض على الإرهابين والمجرمين والبلاطجة والمخربين بعد تلقي بلاغات أمنية عنهم وإحالتهم للجهات المختصة، وغيرها من الأمور والمهام الأمنية المختلفة والتي تصب في تثبيت الأمن والاستقرار».
* كلمة أو رسالة تقولها في ختام هذا اللقاء؟
- الترحم على شهدائنا الأبرار الذين سقطوا دفاعنا عن الدين والأرض والعرض بعدن وعموم الجنوب أو ضد الجماعات الإرهابية، ونتمنى لكل الجرحى الشفاء العاجل.
ورسالتي أتوجه بها إلى منتسبي الحزام الأمني بعدن فأقول لهم: «أنتم الحصن الحصين والسد المنيع الذي تتكسر عليه كل المؤامرات التي تحاول أن تنال من هذه المدينة وأهلها، ونؤكد لهم بأن تضحياتهم الجسيمة التي قدموها وما زالوا لن تذهب هدرًا».
ولأهلي بعدن أقول: «أنا واحد منكم، وأطالبهم بأن يكونوا كما عرفهم الجميع يضرب بهم المثل بتطبيق القانون وحب النظام ونبذ كل ما هو دخيل على عاداتهم وثقافتهم المعروفة، وأن يكونوا سندا وعونا لأبنائهم وشبابهم في الأجهزة الأمنية التي تعمل ليل نهار من أجل حمايتهم وحماية الوطن الغالي، كما أتمنى منهم بأن لا ينجروا وراء الشائعات والأكاذيب التي ليس لها هدف غير تدمير عدن والجنوب عامة».
*القائد في سطور
وضاح عمر من مواليد عدن مديرية الشيخ عثمان. درس الابتدائية والإعدادية في مدرسة 30 نوفمبر بالشيخ عثمان والثانوية في النهضة. بكلاريوس حقوق وماجستير بالقانون من جامعة عدن. أحد الذين انخرضوا وأسسوا المقاومة الجنوبية للدفاع عن عدن، وأحد المنتسبين الأوائل الذين ساهموا في تشكيل قوة الحزام الأمني، وتدرك في مناصبه القيادية من قائد فرقة مداهمات ثم نائب مدير العمليات للدعم والإسناد وحتى تم تعينه قائدا للحزام الأمني بعدن العام الماضي.
حاوراه/ ذويزن مخشف - مازن الشحيري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى