رياح جنوبية

> جمال حسين عبدالباري

> ألا يا رياح الجنوب خذي بباطن راحتيك (قضية شعبي) وارسلي مداها إلى الافاق البعيدة لتشرق هناك شمسي وتبزغ حريتي، وليسمع العالم صوتي مدوياً أنا هنا، ومن كان به صمم وعمى فهذه أرضي فيها عنواني وتاريخي وهويتي، أنا لم امت فلا تمحيني من المكان والزمان، انا لا زلت حياً ارزق ولا زلت في الوجود لي عنوان، أنا خنجر في صدور الاعداء منذ زمن الجدود وعهد اوسان، انا الذي سطرت في ذاكرة التاريخ بروحي ودمي لتحكي لكل الأجيال عن امجادي وبطولتي، وكيف هزمت المستعمر الجبان ثم انتصرت شعباً وانسانا، أنا الذي احترقت واضأت من عمري وحياتي (قصة الخلود) فكانت احلام وامال مديدة قد تجددت في روحك يا وطني الجنوب ياعزي وخلدي وفيك فلذات اكبادي كانت على الارض تمشي شامخة الهامة وهاهي اليوم لك ابطال تقاتل كاسرة كالأسود.
حتما سنعيد ماضينا التليد ونردد للدهر اغنية الحياة وسنعزف ونغني على إيقاع الزمن بخطى أقدامنا (أنشودة النصر المجيد) هذه ليست أضغاث أحلام فامسح الوسن من عينيك، فها انا رافع علمي الخفاق بكلتا يدي واثق الخطوة امضي قدما بشموخ افتح الابواب وأدك كل الاسوار، ها انا اليوم آت اليك ات يا جنوب الاحرار ممتطياً فرسي الجسور الذي لا يشق له غبار..
انا الجبال السمراء العنيدة وقلعة صيرة العصية وهذا جبل شمسان الابي راسخاً يعانق السحاب ويتحدى الاعصار، انا هدير البحر وشواطئه الذهبية وبساتين الحسيني الخضراء الباسقة ومروج ابين وخرير الانهار..
انا في كل حدب وصوب مرابط في السفح والجبل ستجد ظلي محفوراً منقوشاً في كل جدار..
انا ملاعب الصبا والذكريات الجميلة في عيون الطفولة وبراءة الاطفال الصغار.. حتى بصماتي انفاسي ذكرياتي قصة حياتي مرسومة منحوتة بالعمارات والابنية والشوارع وبكل الاحجار..
فما اروعك يا عدن حين بحرك الأخاذ يغسل وجهك الطاهر الاغر عند ساعة الغروب فتزدادين حسناً وتبهري الأبصار.
جمال حسين عبدالباري

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى