اختتام مؤتمر القاهرة للإعلام.. الصحافة الورقية في مواجهة ثورة الإعلام الإلكتروني

> القاهرة «الأيام» بسام القاضي

> القاهرة «الأيام» بسام القاضي:
اختتم أكاديميون ومحترفيون إعلاميون عرب وأجانب، أمس الأربعاء، بجمهورية مصر، فعاليات مؤتمر القاهرة للإعلام، والذي كرس لمناقشة مستقبل المهنة في المنطقة العربية خلال يومي 8 و9 مايو، واحتضنت جلساته الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وتواصل «الأيام» تغطياتها الانفرادية لمجريات جلسات وفعاليات المؤتمر الأول من نوعه، الرامي لمساعدة الصحف الورقية في ظل التطور المتسارع للإعلام الجديد والرقمي.
وشهد اليوم الثاني للمؤتمر، أول جلساته الصباحية بعنوان «إتقان المشهد الإعلامي.. قد يكون رقميا ولكن» في القاعة الشرقية بالجامعة الأمريكية، وكيف أثر وألهم وغيّر العصر الرقمي في محتوى الموضوعات وطريقة تقديمها، كما ستقوم الندوة باستكشاف الدور المتغير لطرح الموضوعات في الصحافة المعاصرة، مع التركيز على أساليب وأخلاقيات تبادل القصص والموضوعات من خلال أشكال ومنصات متنوعة عبر وسائل الإعلام.
وتحدث فيها كل من ميرفت أبو عوف، أستاذ ممارس، ورئيس سابق لقسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعلاء الغطريفي رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة أونا للإعلام، ونبيلة علجية بوشعالة، رئيس قسم الصحافة في المدرسة العليا للصحافة بالجزائر، وشريف عبد النور رئيس قسم الصحافة في جامعة البلمند بلبنان والعميد المشارك في كلية الدراسات العليا الأوروبية بسويسرا، واستمرت فعاليات الندوة حتى الثانية عشرة والنصف ظهرًا، وأدارها خالد البرماوي الكاتب الصحفي والمدرب والمستشار الإعلامي.
وفي مستهل حديثها قالت ميرفت أبو عوف بأن «التكنولوجيا وثورة الإنترنت غيّرت جميع جوانب حياتنا وفي القلب منها مهنة الإعلام، وللأسف حتى الآن لا يوجد إطار قانوني وتنظيمي يتماشى مع التغير السريع في النشر الإلكتروني».
وأكدت في سياق حديثها بأن «الأخبار الملفقة تمثل تهديدًا كبيرًا لمهنة الصحافة، ويجب مواجهتها من خلال إطار تشريعي وقانوني»، مضيفة أن «هناك عدة قوانين مصرية تتحدث عن النشر الإلكتروني وحقوق الملكية الفكرية ومواجهة الشائعات، لكن للأسف بعض نصوص هذه القوانين يكتنفها الغموض، ونحتاج تحديد وضبط المصطلحات، لكن دون أن يمس ذلك حرية التعبير».
من جانبه قال عمرو العراقي رئيس تحرير انفوتايم والمدير التنفيذي لشبكة صحفيي البيانات العرب بأنه «يجب علينا أن نبحث في كيفية اللحاق بالتغير التكنولوجي الكبير، الذي خلّف عدة تغييرات أولها في طبيعة الجمهور الذي تحول من متلقٍ إلى صانع للخبر».

العراقي، في سياق حديثه حول الأدوات الرقمية العديدة للإعلام الجديد، أكد بأنه «لم يعد الخبر هو المميز لمهنة الصحافة في عصر السوشيال ميديا، ويجب أن نركز على القصص الصحفية المعمقة التي تبدأ من حيث ينتهي الخبر».
بينما استعرض علاء الغطريفي - رئيس التحرير التنفيذي لمؤسسة أونا للإعلام تجربتهم الفريدة المواكبة للإعلام الجديد، مؤكدا بأنه «يجب على الوسائل الإعلامية أن تعتمد على التقارير والقصص المعمقة، وتقدمها بشكل فيه إثراء بصري، يستفيد من الأدوات التكنولوجية الحديثة. وهذا ما فعلناه في مؤسسة (ونا)».
وقال الغطريفي «أنتجنا عدة قصص صحفية باستخدام تقنية «الكروس ميديا»، ونركّز على أن نقدم محتوى معمقا يقرأه الجمهور دون ملل، من خلال الدمج بين الوسائط المختلفة من صورة وفيديو وجرافيك وغيرها».
بدوره قال رئيس قسم الإعلام في جامعة البلمند بلبنان الدكتور شريف عبد النور بأن «ثورة المعلومات غيرت كثيرا من مفاهيم الصحافة، ويجب أن نجد وسائل جديدة لحكي وعرض قصصنا، لأن ذلك هو ما يعزز وجودنا».
وأضاف ملخصا الواقع الإعلامي الراهن بالقول: «الأخبار أصبحت تصل للجمهور قبل أن ننتجها نحن، هذا وضع جديد ويفرض تحديات كبيرة ويجب أن نجد طريقة مناسبة للتماشي معه».
إلى ذلك قال المستشار إلإعلامي والكاتب الصحفي خالد البرماوي: «إن سوق الإعلام شهد تغييرات كبيرة منذ 2011 وحتى الآن، وفقدت المؤسسات الإعلامية لأول مرة سلطتها على المحتوى والأخبار المقدّمة للجمهور».

وفي الجلسة الثانية والتي شملت دراسة حالة التعلم من تحول «Aftenposten» إلى كل من صحيفة وقائد رقمي، تحدث فيها ايسبن ايجل هانسن رئيس التحرير والرئيس التنفيذي لجريدة افتنوستن النرويجية قائلا: «لابد من التركيز على المحتوى الذي يبث على الهاتف المحمول، فهو الوسيط الذي نستخدمه يوميا وفي جيوبنا ويستخدمه الجيل الجديد».
وأضاف إيجل هانسن: «جريدة «أفتنبوستن» قديمة منذ 150 عامًا، شكلت جزءًا كبيرًا من حياة الناس ووجدانهم، وفي وقت من الأوقات كانت هي المصدر الوحيد للأخبار، لكن هذا تغيير ويجب علينا مواكبة التغيير مع تعدد مصادر الأخبار».
وأكد في سياق تجربتهم بأن «الصحف الإلكترونية تتراجع لصالح المحمول الذكي، ونعطي أولوية كبرى للمحتوى الذي يبث عن طريق الهاتف، فنحن في مؤسستنا نتناقش حول كيفية أن نروي قصصنا بالشكل الأمثل على الهاتف المحمول، الذي لا توجد به قيود في نشر المحتوى مثل الصحافة الورقية».
وقال رئيس جريدة «أفتنبوستن»: «إنه من الجيد أن يتشارك المحررون في كل مؤسسة حول المحتوى الذي يقدمونه، لنتبادل أفضل الآراء التي تصل بالمحتوى للجمهور. ويجب عقد لقاءات مع الجمهور للتبادل حول القصص التي تهمهم ويبحثون عنها».
وفي الجلسة الثالثة التي خصصت لمناقشة الصحافة الأدبية كون الجميع يركزون على الصحافة الرقمية، فهذا لا يعني أن القصص والمواضيع لا يمكن أن تكون متعمدة.
وتركزت إلى نظرة على الصحافة الأدبية وكيفية إعادة صياغة الروايات القديمة كي تنشر على المواقع ومن خلالها تم مناقشة مستقبل الصحافة الأدبية بما في ذلك الفرص التجارية المحتملة في جميع قطاعات الإعلام خاصة في عصر أمازون وجوجل وفيسبوك وغيرها .
واستعرضت مريم نعوم، وهي مؤلفة وسيناريست، كيف يتم تحويل النص الروائي الى سيناريو يمكن ان يتحول الى فلم وثائقي او قصة خبرية.
وقالت إن من أسباب صعوبة تحويل قصة صحفية إلى عمل فني، هو عدم وجود قوانين وتشريعات واضحة، تحول دون مساءلة المؤلف أو المنتج عند تحويل واقعة أو حادثة نُشرت في الصحف إلى عمل فني، على اعتبار أنه تعرض لحياة أشخاص.

ستين ستينسن، وهو أستاذ قسم الصحافة والإعلام بجامعة أوسلو متروبوليتان النرويجية، هو الآخر تحدث عن كيفية تحويل المحتوى الروائي والإعلامي إلى محتوى رقمي، متطرقا إلى أهمية تعلم الصحفي البرمجة الإلكترونية لكي يستطيع نقل المادة الصحفية المكتوبة إلى أو مادة مرئيّة او مسموعة.
وتطرق ستينسن الى وجود التطبيقات العديدة للمواقع والمجلات والصحف الإخبارية على متجر أبل ستور، معتبرا وجود ذلك هو إنقاذ للصحف والمواقع في الوقت الراهن الذي يشهد تراجعا مخيفا للصحافة الورقية كما يقول.
وقال إن عام 2010 شهد بداية استجابة الجمهور لتلك التطبيقات، وبدأ الجمهور التفاعل معها بفاعلية بعد عام 2012 وهو ما ساهم الى تطور الإعلام الرقمي بشكل متسارع، مشددا في ذات الوقت على ضرورة مواكبة التكنولوجيا والتطور الإعلامي الجديد والمذهل وكيفية استخدام ذلك في تطوير الصحافة الأدبية، ولابد أن يتعلم طلاب الاعلام كيفية بناء قصة محبوكة وتحويل الاعمال الروائية الى مواد إعلامية جيدة.
بينما اعتبر هاني أسامة - منتج «شركة ذا بروديوسرز» بأن التطور الرقمي غير شكل وطريقة عرض الأعمال الفنية، وأعتقد أننا سنشهد خلال الفترة المقبلة وجود منصات تساعد على تحويل القصص الصحفية إلى أعمال فنية، مرجعا أسباب ذلك إلى عدم تقديم القصص الصحفية في أعمال درامية أو سينمائية، وعدم التواصل بين الصحفيين ومنتجي القصص وجهات الإنتاج المختلفة.
رئيس تحرير جريدة «منطقتي» يحيى وجدي هو الآخر اعترف بوجود أزمة إعلامية وأن المؤسسات الصحفية لا تشجع صحفييها على العمل على القصص المعمقة التي تستغرق فترات طويلة من البحث.
يعود أستاذ ورئيس قسم الصحافة والإعلام بجامعة أوسلو متروبوليتان في النرويج مرة أخرى للحديث ليقول لابد أن يستجيب الصحفيون لحاجة القراء والمتلقين، ويقدموا قصصًا تمسهم، والقصص الصحفية الجيدة تسوّق نفسها، و«يجب أن ندرك احتياجات السوق حتى نقدم مواد تدر دخلًا».
وفي جلسة الاختتام للمؤتمر قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة EMDP «البرنامج المصري لتطوير الإعلام» طارق عطية إن هناك نماذج كثيرة للقصص الصحفية المعمقة التي يمكن أن نتعلم منها، وهناك نماذج كثيرة لقصص وأحداث يمكن أن يعمل الصحفيون عليها، لكن للأسف القائمون على المؤسسات الصحفية لا يتحمسون لذلك».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى