«حرية الصحافة» في ندوة نظمتها دائرة حقوق الإنسان في المجلس الانتقالي الجنوبي

> تغطية/ رعد الريمي

> تعتزم الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي الجنوبي إعداد ميثاق شرف للصحفيين الجنوبيين في محاولة وطنية لانتشال الإعلام الجنوبي الذي يواجه عداء صريحا من الإعلام التابع لأطراف سياسية سواء في الداخل أو الخارج.
هذا ما أعلنه د. عبدالله الحو رئيس الدائرة الإعلامية بالانتقالي وأستاذ الإعلام بجامعة عدن، في الندوة التي نظمتها دائرة حقوق الإنسان في المجلس الانتقالي الجنوبي، صباح أمس الأول في العاصمة عدن تحت عنوان «حرية الصحافة ومستقبلها في الجنوب»، بمناسبة اليوم العالمي لحريّة الصحافة، بحضور عضوي رئاسة المجلس الانتقالي أ.فضل الجعدي والمحامية نيران سوقي، والصحفي المخضرم الزميل عيدروس باحشوان رئيس تحرير صحيفة «عدن تايم» والزميل مختار اليافعي رئيس تحرير صحيفة «عدن 24» وعدد من الصحفيين العاملين في الصحافة الورقية والمواقع الإلكترونية الجنوبية.

وافتتحت الندوة رئيسة دائرة حقوق الإنسان في المجلس الانتقالي الجنوبي المحامية ذكرى معتوق بالتطرق للهدف من إقامة هذه الندوة، وأنها تأتي إيماناً بحرية الصحافة، وبهدف حماية الصحفيين من الانتهاكات، وتقديم نموذج حضاري ومستقبلي للصحافة في الجنوب.
وأضافت معتوق «إنه من المهم الالتزام بالمهنية والشفافية في نقل الأخبار والأحداث وتوضيحها للرأي العام، الأمر الذي من شأنه تعزيز الجبهة الجنوبية الداخلية في الوقت الراهن، والتي باتت تنتشر فيها الإشاعات والأخبار غير الدقيقة، خصوصا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي».
وداخلت عضو هيئة رئاسة المجلس المحامية نيران سوقي بكلمة نوهت فيها إلى أن موضوع الصحافة وحريتها هو على جانب كبير من الأهمية في حياة المجتمعات ومنها المجتمع الجنوبي.

*اليوم العالمي للصحافة
ومن جهته قال د. عبدالله الحو رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي الجنوبي أن الثالث من مايو هو يوم عالمي لتقييم حرية الصحافة في العالم واستقلاليتها حيث تعنى كثير من المنظمات الدولية الاهتمام بهذا الشأن من خلال إصدار تقارير عن تقييمهم لحرية الصحافة واستقلاليتها، سواء أكانت مؤسسات كـ«الرابطة العالمية للصحفيين العالميين» أو منظمات كـ«مراسلون بلا حدود».
وأضاف الحو: «كما يعتبر الثالث من مايو مناسبة خاصة لتكريم الصحفيين الذين تعرضوا خلال مسيرتهم المهنية للمضايقات والقتل والتعذيب والتهديد، سواء أكان في الوطن العربي كسوريا واليمن والعراق أو في الدول الأجنبية كأفغانستان وغيرها من مناطق النزاع التي لا تصان فيها حقوق الصحفيين».

وأشار الحو إلى منشأ فكرة الثالث من مايو، موضحا أن أصلها جاء عقب تقدم منظمة اليونسكو عام 1991 بطلب اعتبار يوم الثالث من مايو يوما عالميا لحرية الصحافة، وبعد عامين أقر هذا الطلب من قبل منظمة الأمم المتحدة.
وأردف الحو: «إن العالم يحتفل في الثالث من مايو كيوم عالمي لحرية الصحافة حيث يهدف الاحتفال بهذا اليوم كمناسبة لتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير وكذلك كمناسبة لتذكير العالم بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين آثروا الموت أو السجن في سبيل تزويده بالأخبار اليومية».
وقال الحو إن «الثالث من مايو مناسبة عالمية لإعلام المواطنين بانتهاكات حقوق الصحافة والتذكير بأن العشرات من البلدان في العالم تفرض على صحف ووسائل إعلام غرامات، فيما تعلق دول أخرى صدور بعض الصحف وتحجب صحف ومواقع إلكترونية».

واستعرض الحو نماذج لصحف ومؤسسات إعلامية محلية تعرضت لمضايقات، كالذي لاقته أعرق وسيلة إعلامية محلية في الجنوب واليمن عموما وهي صحيفة «الأيام»، وما طالها من قبل النظام السابق من اعتقال واحتجاب بتهم باطلة والتي سبقتها نشر إشاعات تمهد لاستهدافها وإيقافها فقط لأنها تحولت إلى منبر حر للتعبير عن مطالب الجنوبيين بحق التحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب بحدودها المتعارف عليها ما قبل عام 90م، بحسب تعبيره.
كما استذكر الحو صحفا جديدة بدأ يطالها التهديد والتضييق كصحيفة «المرصد» وصحيفة «عدن 24» اللتين للأسف «لم نسمع إزاء ما طالهما من انتهاكات أي تضامن أو بيانات»، كما قال.
*اعتداءات أكثر للصحفيين
واستعرض د. الحو آخر التقارير الصادرة بهذا الشأن كتقرير منظمة «مراسلون بلا حدود»، فرنسا، والذي «حمل مؤشر حرية الصحافة لعام 2018 الذي قيّم فيه أوضاع الصحافة في 180 بلدا حول العالم والذي أشار إلى تزايد العداء للصحافيين»، حيث وصف التقرير أوضاع الصحافيين في اليمن (المحافظات الواقعة تحت سلطة الحوثي) بأنها «سيئة للغاية، وينظر إليهم بنوع من الريبة، سواء باعتبارهم يعملون لصالح الحكومة والجهات الداعمة لها، أو لصالح الحوثيين، ونتيجة لذلك فإنهم عرضة للاعتداءات أو الاعتقالات أو السجن أو القتل».
ودعا د. الحو الصحفيين إلى التخلي عن التقوقع الداخلي وإقامة علاقات وصلات خارجية والانفتاح للعالم الخارجي، خاصة أن «العالم تحول اليوم إلى قرية ويحمل في جوال».. مرشداً الصحفيين إلى إقامة صلات خارجية مع شخصيات من الوزن الثقل والتي غالبا ما تمثل عامل ضغط على المؤسسات الغربية.

كما دعا الحو الصحفيين للالتزام بجملة من الأساسيات التي يجب أن يتحلى بها الصحفيون في الوسط الصحفي كالمصداقية والمهنية، والبعد عن الانتهازية، والتحلي بالمسؤولية الاجتماعية، والدقة والموضوعية والنزاهة، وفصل الخبر عن الرأي، واحترام رأي الآخرين، والمحافظة على سرية المصادر، والابتعاد عن المصالح الشخصية، والتركيز على مصلحة القضية الجنوبية.
*واقع الإعلام الجنوبي
ونوه الحو إلى أن الصحافة «تعتبر غذاءً روحياً للإنسان، حيث أصبحت بكافة أشكالها ووسائلها ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها ووسيلة هامة لصنع رأي عام أو اتجاهات الرأي».
وخصصت مساحة للنقاش حيث عبر فيها الحاضرون من صحفيين وناشطين إعلاميين، عن واقع الإعلام الجنوبي وكيف ينظرون لمستقبله..
وأشارت النقاشات إلى جملة من المعالجات للواقع الصحفي الجنوبي كتأسيس ائتلاف يضم مختلف الصحفيين وخاصة حديثي الالتحاق بالمهنة وتعزيزه بالقامات الصحفية أصحاب الخبرة. كما تطرقت النقاشات الى ما يعانيه الواقع الصحفي من غياب للاستراتيجية لتطوير الإعلام المحلي وتعزيزه بالآليات الإعلامية العالمية.
تغطية/ رعد الريمي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى