رجــــال في ذاكــــرة التـاريـــخ.. 1- المناضل ناصر محمد الصمي: عقود من النضال ومرض عضال 2- المناضل محمد سعيد المطهافي: عقود من النضال في كل المواقع والمواجع

> نجيب محمد يابلي

> 1 - المناضل ناصر محمد الصمي:
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي

الميلاد والنشأة
أرض العواذل
ورد في الكتاب المرجعي (هذا الجنوب أرضنا الطيبة) للعطر الذكر عبدالرحمن جرجرة (خال هشام وتمام باشراحيل): تقع السلطنة العوذلية شمال شرقي عدن، وتبعد عنها حوالي مائة وعشرين ميلاً، وهي إحدى الولايات الست المؤسِّسَة لاتحاد الجنوب العربي والتي ساهمت في وضع الدستور الاتحادي، وتمتد حدودها شرقاً إلى وادي ضرا التي يقطنها العلهيون، وغرباً إلى الحدود اليمنية، وشمالاً الحدود اليمنية أيضا، وجنوبا السلطنة الفضلية.
طبيعتها: سلطنة العوذلية تنقسم إلى قسمين: سهلي، ويطلق عليه (الكور)، وجبلي، ويطلق عليه (الظاهر).....». (لمزيد من التفاصيل، راجع صفحة 31 حتى صفحة 45).
الفقيد ناصر محمد عبدالله حبيبات (الصمي) من مواليد 1941م منطقة القاع، لودر، السلطنة العوذلية، نشأ وترعرع في كنف والده السيد محمد عبدالله حبيبات الصمي من آل ديان.. وللأسرة حضورها في أوساط قبائل المنطقة الوسطى بأبين..
مارس الرعي في سنوات طفولته الأولى، وعمل على رعي الأغنام والمواشي التابعة لبعض أهالي منطقته مقابل توفير اللقمة نتيجة الفقر الذي عاناه مع العديد من اضرابه، الأمر الذي أفقدهم فرصة تلقي التعليم.
*الصمي وبداية الانطلاق في معسكر صلاح الدين
وفي بداية يناير 1959م التحق ناصر الصمي بمعسكر صلاح الدين بمستعمرة عدن والتحق هناك بصفوف الجيش، وتعرف على بعض الشباب في المعسكر الذين أصبحوا لاحقا من طلائع المناضلين ضد الوجود البريطاني وتأثر بهم، وبعد قيام ثورة 14 أكتوبر 1963 أخذ ناصر الصمي يحرض إخوته من أبناء القبائل ويحثهم على الانضمام إلى صفوف الثورة.
*الصمي يهرب بدبابة بريطانية إلى الشمال
وفي مطلع العام 1965م هرب ناصر الصمي بدبابة تابعة للجيش البريطاني إلى الشمال اليمني، وكان برفقته أحد زملائه ويدعى (المحروقي)، ورابط الصمي في الشمال حتى 30 نوفمبر 1967م متنقلاً بين البيضاء وتعز وإب وصنعاء، وبعد حصول الجنوب على استقلاله عاد الصمي مع عدد كبير من زملائه إلى الجنوب أثناء تولي الفقيد قحطان محمد الشعبي رئاسة الجمهورية، وترتّب وضع الفقيد الصمي بتعيينه مديرا لفرع مكتب الزراعة بمنطقة بيحان بمحافظة شبوة حتى عام 1969م.
*الصمي يلوذ بالشمال بعد قيام حركة 22 يونيو 1969
لم يبدِ الصمي ارتياحه من قيام حركة 22 يونيو 1969 ضد نظام الرئيس قحطان الشعبي، فغادر الصمي أرض الجنوب إلى الشمال، وهناك التقى العقيد حسين عثمان عشال، القائد السابق لجيش الجنوب، وظل الصمي مرابطا في الشمال حتى عام 1981م، وتعرض للاعتقال للقائه بالمناضلين علي شايع هادي، وزير داخلية الجنوب، ومحمد علي أحمد، محافظ أبين، بمنطقة مشعبة عند حود دولتي الشمال والجنوب.
*الصمي من ضحايا يناير 1986م
عاد ناصر الصمي إلى أرض الجنوب عام 1981، وعمل أمنياً حتى أحداث 13 يناير 1986م وتم اعتقاله وظل في المعتقل حتى منتصف 1987، وأطلق سراحه وغادر الجنوب عبر امبعاله، وانضم لقوات الرئيس علي ناصر محمد في السوادية التابعة لمحافظة البيضاء حتى مطلع عام 1990م، وفي نهاية العام عاد إلى منطقة القاع بلودر، وعانى مع آخرين من معاش مهين، وفي منتصف مايو 1994 عمل على الدفع بأبناء المنطقة الوسطى للعمل في جبهة واحدة لخوض معركة التحرير ضد نظام صنعاء المستبد.
*الصمي في حراك المتقاعدين العسكريين الجنوبيين
كان الفقيد الصمي من أوائل مؤسسي حراك المتقاعدين العسكريين والمبعدين قسراً في صفوف الجيش في المنطقة الوسطى.
*نجله الأصغر يتكفل بعلاجه
وفي مطلع العام 2017 أصيب ناصر الصمي بتضخم شرايين القلب لأول مرة، فنقل إلى الخارج للعلاج على نفقة ابنه الأصغر جعبل ناصر، وتحسنت حالته الصحية وعاد إلى قريته، إلا أن المرض داهمه مرة أخرى في منتصف عام 2017م وتطورت أعراض المرض لتشمل كل جسمه، فرابط صابراً وهو يواجه المرض، وراضيا بما قسمه الله له.
*عصر الجمعة الينايرية موعد الصمي في لقائه بربه
نعى الناعي وفاة ناصر محمد الصمي عصر الجمعة 26 يناير 2018 في مسقط رأسه القاع بلودر، وشارك في تشييع جثمانه مسؤولو السلطة المحلية وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية ومشايخ وأعيان المنطقة.
من أصدقاء الفقيد: محمد علي أحمد وعلي شيخ عمر وعلي محمد القفيش وشيخ الطلي ومحمد علي هيثم وحسين عثمان عشال والهيثمي عشال وصالح ناصر العبادي.
الفقيد ناصر الصمي متزوج وأب لأربعة أولاد: عبدالله وصالح وهيثم وجعبل، وبنتين.
(اعتمدت على مادة أعدها الخضر عبدالله، نشرتها «عدن الغد» يوم 20 مارس 2018).
2 - المناضل محمد سعيد المطهافي:
الميلاد والنشأة:
في المرجع السالف الذكر، للعطر الذكر عبدالرحمن جرجرة (ص 150) ورد ما يلي: «بلاد الواحدي واسعة جداً، ترتبط حدودها من الشرق بحضرموت وبيحان من الجنوب الشرقي ومشيخة العوالق العليا من الغرب وسلطنة العوالق السفلى من الجنوب الغربي، كما تعتبر الحوطة مركزا تجاريا لملتقى التجار، وميناءا بير علي وبلحاف يعتبران من أهم الموانئ في بلاد الواحدي، وهما يرتبطان بحضرموت وعدن».
عن أهالي حبان يورد جرجرة (ص 153): «وأهالي حبان معروفون في عدن كثيراً وهم نشطون في تجارتهم وتربطهم صلات وثيقة بأبناء عدن....».
محمد سعيد سالم المطهافي الحميري من مواليد عام 1943م في قرية المطهاف، مديرية رضوم، محافظة شبوة (سلطنة الواحدي العطرة الذكر). غادر المطهافي أرض سلطنته عام 1950م برفقة جده الشيخ سالم بن سعيد المطهافي الحميري إثر خلافات بين جده والسلطتين البريطانية والواحدية، ولا يتسع المجال للدخول في تفاصيل.
فرضت الظروف السياسية الصعبة في المنطقة على الشيخ سالم المطهافي الحميري بأن يدخل في تحالفات مع الإمام أحمد، على قاعدة: «.... وأنا وابن عمي على الغريب»، (والغريب هنا أوروبي ومسيحي، وابن العم عربي ومسلم).
يرى حفيده الأخ محمد سعيد سالم المطهافي الحميري بأن الأمانة التاريخية تقتضي بأن يشير إلى أن المساهمين جده الشيخ سالم في تحرير المطهاف هم لقموش وخاصة أهل دبار وآل سليمان وآل القطم.
*ذكريات الفتى المطهافي في الشتات
تلقى الفتى محمد سعيد سالم المطهافي دروسه القرآنية في معلامة الأستاذ محمد يحيى وابنه صالح في المدرسة الابتدائية في الخربة بالبيضاء عام 1958م، وفي هذا العام كان وفاة جده الشيخ سالم الحميري الذي دفن في إحدى مقابر البيضاء.
سافر الفتى محمد بعد ذلك إلى تعز برفقة عمه عبدالله والتحق بالمدرسة الأحمدية (مدرسة الثورة حالياً) الثانوية، وكان مديرها الأستاذ كامل، ومن مدرسي المدرسة: الأستاذ صبري (والد مأمون صبري رحمه الله)، ومن طلبتها فاروق حسن آغا (طبيب وصاحب شركة أدوية) وعلي الخالدي وأحمد المقشي وعبدالكريم البرطي ومحمد الكبسي.
*المطهافي وذاكرة تتسع لقحطان والجفري وباذيب
أثناء إقامة محمد سعيد المطهافي في تعز (وكان دون العشرين من عمره) رأى نزوحا سياسيا من الجنوب إلى تعز حاضرة الإمام أحمد بن يحيى بن حميد الدين، رحمهم الله، فرأى عبدالله باذيب وزميله جبر بن جبر وأصدرا هناك صحيفة «الطليعة» (لاحقا «الأمل»)، وعند صدور العدد (11) صادرها الإمام وأمر بحبسها، فلجآ إلى السفارة السوفيتية فهربتهما إلى عدن ومنها إلى القاهرة.
رأى المطهافي بعد ذلك قحطان محمد الشعبي وكان يعمل في إدارة الزراعة بعدن، وأقام- رحمه الله- في منزل الشيخ عبدالله الحميري (جد محمد المطهافي)، ورأى المطهافي كوكبة طيبة من آل الجفري وآل فريد (السيد محمد علي الجفري وإخوانه عبدالله وعلوي وعبدالرحمن الذي كان صغيرا)، ورأى شخصيات بارزة من أهل أبوبكر بن فريد، ويرحم الله كل من ذكرنا.
*عودة المطهافي إلى المطهاف
عاد محمد سعيد المطهافي إلى قريته المطهاف بصحبة والده عام 1961، وهناك أكمل نصف دينه، وبعد ستة أشهر غادر إلى عدن للبحث عن عمل والتحق بشركة (CCC)، وكانت تبني مساكن للقوات البريطانية في منطقة صلاح الدين، حيث عمل محضراً للعمال، وفي أواخر عام 1962 التحق بجيش محمية عدن «APL» والتحق بكتيبة النقل ثم بالكتيبة الثانية في بيحان.
*بن موقع والتينة يرشحان المطهافي لدورة في بريطانيا
غادر محمد سعيد المطهافي إلى بريطانيا عام 1965 في دورة عسكرية رشحه لها قائد الكتيبة محمد أحمد بن موقع العولقي وأركان الكتيبة أبوبكر عبدالله تينه، وكانت في دورة ضباط، وتم اختيارة مع الزميلين أبوبكر حسين الزامكي وحسن بن فريد العولقي.
وكان قد التحق بنفس الدورة بكلية كمبرفيلد البريطانية الأخوة عبدربه منصور هادي وسالم أحمد مسيبع ومعمر القذافي وأبوبكر يونس وعمر المحيشي. ومن ذكريات المطهافي أن الأخ عبدربه منصور هادي قاد عرض التخرج من ضمن مجموعة كبيرة من دول الكومنولث.
*الأعوام 1968/ 1972 فترة الذروة عند المطهافي
عمل محمد سعيد المطهافي أركان كتيبة قائدها عبدالقوي محمد المفلحي خلفاً للشهيد أحمد صالح الحسني، واستشهد القائد المفلحي أيضا بلغم ارضي، وانتقل المطهافي للعمل في عدة وحدات عسكرية منها الكتيبة الثانية في العبر.
انتقل المطهافي إلى الكلية العسكرية وكان من مؤسسيها، ومن قادتها محمد عوض الزوكا وحل محله أحمد سالم عبيد، وكان عبدربه منصور هادي قائد أركان الكلية، وكان المطهافي من ضمن قادة السرايا ومنهم جميل مكاوي ومحمد حسين مسيبلي ومحمد الوحيشي وعلي ناصر هادي (الشهيد عام 2015م)، وسعيد أحمد عوذلي والقميشي وباراس والخضر درامة وأحمد القشبري وحسين علي حسن.
*الأعوام 1977/ 2006م فترة تنوع في عمل المطهافي
الفترة اللاحقة للعام 1973م كانت فترة تعسف عانى فيها محمد سعيد المطهافي فانتقل عام 1977 إلى المركز اليمني للأبحاث الثقافية في زمنه الجميل زمن الأستاذ عبدالله محيرز، وفي العام 1979 انتقل المطهافي إلى وزارة الإسكان، وبعد أحداث يناير 1986 هرب المطهافي إلى الشمال ونشط هناك عسكريا مع الأخ علي ناصر محمد.
تقاعد المطهافي بعد عمل عسكري بتعيينه رئيس عمليات المنطقة الشرقية عام 2006 وتقاعد عام 2007.
محمد سعيد سالم المطهافي الحميري متزوج وله 16 ولداً، الذكور 6 هم: رشيد، عادل، رائد، سعيد، عبدالغني، سالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى