صياد فقم نهاد المطاري: ضحينا معهم في الحرب بكل ما نملك فتركونا في السلم نتضور جوعا

> تقرير/ سعدان اليافعي

>
 وجدته صدفة حاملاً ملفه المُثقل بمئات الأوراق الخاصة بتوجيهات وتأكيدات الجهات المعنية، بدءا بزملائه الصيادين ثم شيخ حارته فقائد المقاومة ومدير مديرية البريقة.. جميعها تؤكد دوره في الحرب وتطالب بتعويضه إثر الخسارة الكبيرة التي تعرض لها.
حاول الصياد ابن فقم، الذي فقد القاربين الخاصين به في الحرب، جاهدًا للوصول إلى رئاسة الوزراء وقيادة التحالف العربي في البلاد ليطرح عليهم قضيته وما يُعانيه وأسرته من فقر مدقع، بعد أن فقد مصدر دخله الوحيد، غير أن الأبواب أُوصدت أمامه.
إنه الصياد ابن فقم مديرية البريقة في العاصمة عدن، نهاد حسن المطاري، والذي كان من أبرز الصيادين وأمهرهم وأكثرهم دخلاً.
عاش مع عائلته حياة كريمة وفي رغد من العيش حتى اندلعت الحرب التي اشعلتها مليشيات الحوثي وقوات صالح باجتياحها للعاصمة عدن وبقية مناطق ومدن الجنوب في شهر مارس 2015م، ليسخر نفسه وقاربيه لخدمة قيادة المقاومة وأبطالها ضد العدوان.
يقول المطاري في حديثه لـ«الأيام» بينما كان يُقلب بين يديه الوثائق الخاصة والقاضية بتعويضه إثر الخسائر الكبيرة التي تعرض لها جراء تلك الحرب: «فتح الله عليّ خلال السنين السابقة للحرب بشراء قاربين، وكانا يدران عليّ الكثير من المال، وحينما اندلعت الحرب سخرتهما لنقل وتموين قيادة وأبطال المقاومة، بل إن منزلي جعلته ملجأ لهم، ومن أبرز تلك القيادات القائد الحالي للمنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن العمري حسن، ففي فجر أحد تلك الأيام وصل إلى منزلي بمعية مقاتليه، فقامت والدتي بالواجب وحضرت لهم ما توفر من أكل متواضع لدينا في حينه.. اليوم تبوأ اللواء حسن منصب كبير في الدولة، ومثله الكثير من قيادات المقاومة بعدن والتي كنا نتقاسم معها الكعك وقطع الخبز، ومن قبله نصنع الانتصار، كلا وفق قدراته وإمكانياته وتخصصه».
هناك توجيهات بتعويضي ولكن لم أستطع الوصول للجهات المعنية
وأضاف: «كان دوري في الحرب هو تسخير القاربين الخاصين بي لنقل التموين والمقاتلين، وكان يحذوني الأمل في حينها بأن تنجلي الحرب في وقت أقل، غير أنها كانت سببا فيما أنا عليه اليوم من فقر وحرمان، بعد أن دمر طيران التحالف العربي بغارة خاطئة واحدًا من قواربي، ولم أستسلم حينها وواصلت بأداء واجبي في الحرب المفروضة على الجميع، واستمررت في نقل قيادات الجبهة وتموينهم بالقارب الآخر ما بين فقم وصلاح الدين ورأس عباس، وفق مذكرات تلك القيادات والتي ما تزال بحوزتي حتى الآن».
*تدمير القارب الآخر
غير أن نهاد المطاري فقد قاربه الآخر بقصف المليشيات الحوثية، ليصبح بعدها خالٍي الوفاض دون مصدر دخل له ولأفراد أسرته.
يعيش حاليًا في عوز وفقر يرثى له، على أمل أن يجد أحد أولئك القادة الذين كانوا شهود عيان على دوره وما تعرض له جراء الحرب التي أبلى فيها بلاء حسنا.
وتابع نهاد حديثه: «ما يزال هناك بصيص من الأمل والتفاؤل من تلك القيادات، وإن كانت لم تولنا أي اهتمام في الفترة الماضية سوى توجيهات كتبتها على استحياء موجهة إلى الجهات المعنية في البلاد، والتي لم أستطع الوصول إليها حتى الحظة».
*لم تصلنا أي إغاثة
«كنتُ أعيش في نعيم وحياة لا كدر فيها، حتى اندلعت هذه الحرب لتدمر كل ما أملك».. بهذه العبارة يوجز المطاري حالته المعيشة الحالية، وبمرارة يضيف: «لقد أصبحت أنا وأسرتي اليوم لا نجد ما نقتاته في البيت في كثير من الأوقات.. صرنا نُخفف من الوجبات لأننا لا نملك شيئا.. والمؤسف أننا نسمع عن الإغاثة والهلال والأهلة والمنظمات والجمعيات الداعمة والمعنية، ولكن لم نتحصل منها على شيء، حتى المسؤولون لم نجد منهم سوى توجيهات بالتعويض على الأوراق فقط».
كان منزلي مأوى لقيادة المقاومة واليوم تنكروا لدورنا
كُنا نُقدم لهم الغذاء في زمن الحرب وحينما صاروا قيادات وأصحاب قرار لم يغيثونا، والوصول إليهم أضحى مستحيلا، ولهذا نتمنى منهم ومن المنظمات ذات العلاقة أن لا يهملوا الفقراء أو يتغافلوا عنهم، فهناك أسر تتضور وتموت جوعا».
وقال: «بالمختصر المفيد، إننا نعيش واقعا تبدلت فيه القيم وانعدمت فيه الرحمة، واختلت فيه الموازين، وأملنا بالله كبير في تحسن الأحوال، فهو الوحيد الذي لن يضيعنا».
*بين يدي التحالف والحكومة
وأكد الصياد نهاد حسن المطاري في حديثه لـ«الأيام» أن قضية تعويضات القاربين والمكلفة مئات الآلاف من الدولارات لن يستطيع حلها إلا التحالف العربي وحكومة الشرعية، والتي قال إن المذكرات الخاصة موجهة إليها، ولم يتمكن من الوصول إليها.. مناشداً في ذات السياق دول التحالف، ومركز الملك سلمان، والهلال الإماراتي، والهيئة الكويتية، وحكومة الشرعية ووزارة الثروة السمكية بتعويضيه التعويض الأمثل جراء ما تعرض له من خسائر مادية كبيرة أثناء الحرب. كما طالب المنظمات الإغاثية بتوفير له ولأسرته احتياجات ومستلزمات شهر رمضان، والتي عجز عن توفيرها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى