هل خطاب بن دغر بيان وداع لمنصبه وحكومته؟

> تقرير/ ذويزن مخشف

>
في تطورات متسارعة للأحداث السياسية التي شهدتها جزيرة سقطرى، أكبر الجزر اليمنية، وأحد أهم المواقع السياحية في العالم، وصل أمس الإثنين السفير السعودي في اليمن إلى الجزيرة في زيارة مفاجئة، في الوقت الذي غادرها رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، وأعلن عن انتهاء أزمتها مع الإمارات، الشريك الفاعل في التحالف العربي لدعم شرعية الرئيس هادي.

ومساء أمس الاثنين أعلنت مصادر رسمية بشكل مفاجئ وصول رئيس الوزراء اليمني د.أحمد عبيد بن دغر الى العاصمة السعودية (الرياض) بعد أقل من ساعتين على وصوله الى العاصمة المؤقتة عدن، عائدا من جزيرة سقطرى، التي قضى فيها نحو 3 أسابيع.

وذكرت مصادر حكومية أن عودة بن دغر الى الرياض، أمس، للتشاور مع الرئيس هادي وإطلاعه بآخر مستجدات الاتفاق الذي تم بين الحكومة واللجنة السعودية حول سقطرى.

وكان بن دغر أعلن في وقت سابق أمس الاثنين «انتهاء التوتر بين الحكومة اليمنية والإمارات»، والذي أتى بعدما دفعت الأخيرة بقوات عسكرية حديثة التأسيس من أبناء الجزيرة للتمركز في المنشآت الحيوية فور وصول بن دغر، مما أثار ذلك غضب بن دغر وحنقه دون مبرر، بينما كان هو اعتبر الخطوة لا مبرر لها.

ووصل بن دغر إلى مطار عدن بعد ظهر أمس الاثنين، وقالت مصادر إنه مكث فيها ساعات ثم غادرها على متن الطائرة نفسها إلى الرياض.

وأمس الأول الأحد عادت لجنة عسكرية سعودية يمنية للمرة الثانية للجزيرة، وعقدت اجتماعا مع الحكومة التي أعلنت التوصل لانهاء الأزمة وعودة الأوضاع وعمل المؤسسات في الجزيرة، طبقا لبيان رسمي نشرته وكالة سبأ الرسمية مساء أمس الإثنين.

ورسميا أكد بن دغر أمس انتهاء أزمة سقطرى، التي قال إنها شغلت الجميع خلال الفترة الماضية، واصفا ذلك بـ«انتصار وحدة التحالف العربي الداعم للشرعية».

ونشر بن دغر في حسابه الشخصي على (فيسبوك) مقالا حول آخر تطورات الوضع في سقطرى وأعادت وكالة سبأ نشره، قائلا: «لقد ساد العقل، وتذكرنا جميعنا القربى، وعادت إلى حالتها الطبيعية سقطرى. لقد انتهت أزمة الجزيرة التي شغلتنا وأرقتنا، وكادت أن تشق الصف بيننا. لقد انتصرنا جميعاً لأنفسنا، انتصرنا لوحدتنا، لتحالفنا، لعروبتنا، وعاد العلم الوطني يرفرف من جديد فوق الميناء والمطار يحرسه جندي من سحنته تعرف أنه ابن سبأ وحمير وقتبان وأوسان وحضرموت، ابن سقطرى».

وفي محاولته توضيح أسباب التوتر والحلول التي أبرم اتفاق بشأنها بين الأطراف السياسية في التحالف العربي قال رئيس الحكومة: «لقد تغلبنا على خلافنا في إدارة هذا الجزء الغالي من وطننا، لأن لدينا قادة كبار بحجم القضية، وتحديات المرحلة، لدينا الرئيس عبدربه منصور هادي والملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، ولدينا ولي العهد الشيخ محمد بن زايد، رجل القرار.. لدينا أمة لا تسمح بالخلاف بين أفرعها، فقالت كلمتها، وليس بعد قولها قول. لم ينتصر أحد ولم ينهزم آخر في هذه المواجهة الأخوية، بل انتصرنا جميعاً. واتفاقنا يقضي بعودة الجزيرة إلى وضعها الذي كانت عليه يوم الإثنين قبل الماضي الموافق الثلاثين من أبريل».

ودعا بن دغر الجميع إلى «ترك هذه الأزمة والتوحد من جديد بأخوية صادقة والمضي قدماً نحو معركة اليمن الكبرى ومعركة الأمة».

ولفت الى ضرورة التركيز على العدو، وقال: «هناك عدو واحد، هو الحوثي.. وهناك خطر داهم، هو إيران، ولتحقيق النصر عليهم يجب أن ننسى ونتسامح ونتجاوز ونمضي نحو هدف العاصفة نحو استعادة الدولة وهزيمة العدو».

السفير السعودي في سقطرى


وأضاف: «لقد قال كل منا ما يريد قوله، وربما بالغ بعضنا في القول، وحان الوقت لنجعل الكلمة تعبيرا عن القيمة العظمى في حياتنا، نحن إخوة وأهل وأمة، وإن دماءنا التي تسيل في مواجهة العدو لا يمكنها أن تسيل بيننا. الإمارات منا ونحن منها، هذا الثابت في حياتنا وما عداه متغير وعابر، وسقطرى التي لا أحد ينازع اليمن في يمنيتها أزمة في الأخوة وعدت. لكنها من المؤكد ستمنحنا فرصة جديدة للتأمل فيما نحن عليه في التحالف وفي المناطق المحررة. فالتحالفات اتفاق في الأهداف وشراكة في القول والفعل، وتكافؤ في الفرص».

وفيما ثمن رئيس الحكومة اليمنية جهود السعودية بأنها «قادت وساطة سريعة وناجحة وسهلت حلولاً تحافظ على الجزيرة في أمنها وأمانها»، عبر أيضا عن احترامه وتقديره لاستجابة دولة الإمارات لهذه الوساطة لداعي الإخوة والسلام، حسب تعبيره.

وختاما لمقاله بشأن أزمة سقطرى قال بن دغر: «وشكراً لشعبنا اليمني العظيم الذي آزرنا، ووقف بثبات يدافع عن الحق دون تفريط أو إفراط، محافظاً على أواصر الإخوة مع الأشقاء في الإمارات عمرها بعمر الوجود. مدافعاً عن حقه في شراكة أخوية إطارها قيم التحالف وأهداف العاصفة.. وشكراً لكل أصدقائنا في العالم الذين ساعدونا جميعاً على الخروج من أزمتنا، حفظ الله اليمن موحداً وآمنا ومستقراً».

وعلمت «الأيام» أن من بنود الاتفاق مغادرة بن دغر للجزيرة والعودة إلى ما قبل وصوله لها في 30 أبريل المنصرم.

وعلق مراقبون سياسيون على تصريحات بن دغر في مقاله إعلان «انتهاء أزمة سقطرى»، قائلين «إنه البيان الأخير.. بيان وداع لمنصب رئيس الوزراء.. هكذا تبدو ملامحه السياسية وللمشهد السياسي في اليمن.. انتهاء عقد حكومة بن دغر لأعمالها».

وأفاد مصدر سياسي مطلع بالقول إن «الرئيس هادي بالفعل سيجري تشكيلا وزاريا جديدا». وأضاف «وفق المعطيات، تشير المعلومات إلى إقالة عدد من الوزراء خاصة من المنتمين إلى حزب الإصلاح الذين دفعوا بن دغر الى مواجهة دول التحالف».

ورأى سياسيون بأن حزب الإصلاح أضر الشرعية بالفعل وأصبح أبرز المعوقات أمامها.

ويشاطر مراقبون سياسيون المصدر قائلين «إن حزب الإصلاح دفع بمصير الشرعية الى الفشل بعد سيطرته على قرارات الحكومة التي تؤدي في معظم الأوقات الى الاصطدام بأهداف وتوجهات التحالف العربي لدعم الشرعية سواء السياسية أو العسكرية الميدانية في جبهات القتال».

وفي المقابل قال سياسيون إن إجراء التغيير الحكومي المتوقع هو على الأرجح «يمهد الطريق لإقالة الحكومة ورئيسها بن دغر وإعلان تشكيل حكومي جديد(حكومة مصغرة) بأقل الوزارات.. وهذه مطالبات متكررة من دول التحالف».

وقال السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر مساء أمس معلقا على زيارته للجزيرة على صفحته في (تويتر):»‏تنفيذا لتوجيهات سيدي ‎خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وصلت وزملائي من فريق برنامج إعادة إعمار اليمن ومركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية الى جزيرة سقطرى الحالمة مع بدء جسر جوي إغاثي وحزمة من مشاريع البنية التحتية والتنموية المختلفة».

ووصل السفير السعودي بعد يوم على اتفاق إزالة التوتر بين الحكومة اليمنية والإمارات حول الجزيرة.. وأوضح ال جابر أن فريقا هندسيا من البرنامج وفريقا من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يرافقهم وزير الأشغال العامة ونائب رئيس لجنة المتابعة والتنسيق اليمني، نفذوا مهمة سير العمل على إيصال هذا الجسر الإغاثي، لتلبية الاحتياجات التنموية والإغاثية.

وقال مراسل «الأيام» في الجزيرة إن طائرتي شحن وصلتا أمس مطار الأرخبيل محملتين بالمساعدات والمواد الإغاثية.

وتتضمن خطة البرنامج التابع للحكومة السعودية سلسلة من المشاريع التنموية والبنى التحتية التي تفتقدها الجزيرة الواقع بالمحيط الهندي والتي تواجه تطورات مناخية وأخطارا طبيعية بصورة موسمية.

وكانت قوة سعودية وصلت إلى الجزيرة قوامها 100 عسكري أكدت مصادر رسمية إن مهمتها عمليات تدريب ومساندة لقوات محلية أهلتها الإمارات مؤخرا، ودفعت بها إلى الجزيرة عقب وصول بن دغر. وهذه القوة هي النخبة السقطرية.

وأكدت مصادر محلية في الجزيرة إن قوات النخبة السقطرية انتشرت في مؤسسات الجزيرة ومنها المطار والميناء واستلمت مهام حمايتها.

تقرير/ ذويزن مخشف

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى