رمضان بذمار حرب ظالمة ومعاناة لا تنتهي

> ذمار «الأيام» خاص

>
 ذمار «الأيام» خاص 
 يستقبل أبناء محافظة ذمار شهر رمضان الفضيل في موسمه الرابع على التوالي وسط حرب ظالمة أكلت الأخضر واليابس.
وأضحى لا نكهة له بعد أن قضت المليشيات الانقلابية على كل ملامح استقباله، وعلى الكثير من المظاهر التراثية الرمضانية القديمة، فضلاً عن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تسببت بها.
 وبات المواطن الذماري كغيره من مواطني المناطق الخاضعة لسيطرة وحكم المليشيات لا يستطيع الإيفاء بمتطلبات هذا الشهر، نظرًا للظروف التي تمر بها البلاد والتي خلقتها المليشيات وفي مقدمتها انقطاع الرواتب والكهرباء وانعدام الغاز المنزلي وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير.
وأوضحت مليشيات الحوثي قبل أيام عن نيتها بصرف نصف راتب للموظفين الواقعين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأكمل الموظفون فيها عامهم الثاني دون تسليم أي راتب كامل.
ظروف صعبة
ويعاني موظفو القطاع الحكومي ظروفًا بالغة وقاسية، نتيجة لانقطاع المرتبات وارتفاع الأسعار وانعدام الأعمال الخاصة والحرة وتجاهل من قبل قيادات المليشيات.
 وشكا أحد المعلمين في إحدى مدارس المحافظة من قلة دخله اليومي وانعدامه في الكثير من الأحيان، جراء الوضع المعيشي بعد انقطاع مرتبه في ظل أزمة اقتصادية طاحنة.
 وأوضح لـ«الأيام» أن «الظروف المعيشية وانقطاع الرواتب أجبرته على العودة إلى قريته للعمل في زراعة القات لأجل الحصول على قوت يومه ولو قليل لسد حاجة أسرته، ولعدم اللجوء إلى أعمال لا تتناسب مع مستواه ومؤهلاته العلمية».
وقد عمل هذا المعلم، والذي يحمل شهادة البكالوريوس في مادة اللغة الإنجليزي، مترجمًا ومرافقا لمنظمة اليونيسف أثناء زيارتها ونشاطها الإنساني للمناطق التي كانت تُعاني من مرض الكوليرا الذي انتشر مؤخرا».
اللجوء للحطب
وبدأ شهر الصيام فيما لا تزل أزمة الغاز المنزلي مستمرة وتدخل شهرها الثالث على التوالي.
وبات المواطنون يقضون أوقاتهم متنقلين من محطة لأخرى بحثاً عنها، في ظل انتشارها في الأسواق السوداء لتجار وقيادات ومشرفين تابعين للمليشيات.
ولجأ بعض المواطنين إلى الحطب، والذي انتشرت مؤخرًا وأصبح يشهد إقبالا كبيرا.
أزمة الغاز الخانقة تلجئ المواطنين لاستخدام الحطب
فيما اضطر آخرون لقطع الأشجار من الشوارع، لعدم قدرتهم على شراء أسطوانات الغاز والحطب.
وأوضح تجار لـ«الأيام» أن «إقبال الناس على شراء حاجيات ومتطلبات رمضان أصبح ضعيفا جدًا، نتيجة لغلاء الأسعار».
وأكد آخرون بأنهم «لم يستطيعوا توفير بعض المتطلبات التجارية بسبب ابتزاز الحوثيين لهم والاستمرار في إجبارهم على دفع الخمس، إلى جانب مديوناتهم المالية، وارتفاع سعر صرف الدولار».
منع صلاة التراويح
وعلى الصعيد الديني كانت ذمار تمتاز بكثير من العادات والتقاليد والطقوس الروحانية في شهر رمضان، أهمها التسبيحات والتكبيرات والعادات القديمة والاجتماعية، غير أنها  اختفت بسبب الحرب التي أشعلتها المليشيات، فضلاً عن منعها تأدية صلاة التراويح وإغلاق المكبرات، بذريعة أنها بدعة وظلالة ومحرمة.
مواطنون: المليشيات منعتنا من تأدية صلاة التراويح
كما فرضت رسوما زكوية جديدة وأعمالا لا صلة لها بالدين أو الإسلام.
 إنسانياً غيبت المليشيات الآلاف من المواطنين في سجونها، وأحرمت أسرهم من زيارتهم منذ ثلاث سنين، مع تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي، وابتزاز أهاليهم ماليا بذريعة الإفراج عنهم والذي لا يتم.
مخفون قسرا
وأوضحت منظمة رابطة أمهات المختطفين أن «من بين المختطفين والمخفين قسرًا دون مسوغ قانوني صحفيين وأكاديميين وطلابا».
ووصفت الرابطة السجون بأنها «تمتهن الكرامة الإنسانية ويعاني فيها المختطفون ما لا يطيقون».
 وأفرجت المليشيات قبل أسبوع عن المختطف والقيادي في حزب الإصلاح صادق الحيدري جثة هامدة بعد اختطاف دام نحو ثلاث سنوات، فيما يكمل عشرة صحفيون من مختلف وسائل الإعلام عامهم الثالث في السجون.
أمهات مخفين: أبناؤنا يعانون من أوضاع صحية ونفسية سيئة
وقالت  عضو رابطة أم المختطفين، أم الصحفي المختطف الحارث عمران: «إن العام الثالث يشارف على الانتهاء ولايزال الصحفيون خلف القضبان ويتعرضون للتعذيب بشكل مستمر».
وأوضحت أم الحارث لـ«الأيام»، وهي ناشطة حقوقية، أنها «وأسر الصحفيين يعانون من تعرض ذويهم للإخفاء القسري وتنقلهم بين الفترة والأخرى من سجن إلى آخر».
وقالت: «إن حالة المخفين الصحية والنفسية أصبحت سيئة في جهاز الأمن السياسي، لاسيما الناشط الإعلامي نادر الصلاحي، وآخرين لا نعرف عنهم شيئا كالصحفي وحيد الصوفي المخفي منذ انطلاقة الحرب».
 وأكدت في ختام حديثها لـ«الأيام» أن «قضية الصحفيين والمختطفين عادلة، وأنها لا تلاقي حقها في الاهتمام من قبل المنظمات الدولية والمجتمع».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى