في ذكراها الـ 28.. «الوحدة» في عيون الشرعية والانقلاب

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
هادي: الوحدة تم اختطافها وتعرضت للاغتيال
المشاط: التحالف لن يسمح باستمرار الوحدة ولن يسمح بالانفصال
«الأيام» غرفة الأخبار
«الوحدة تعرضت للاغتيال مرات متعددة» «الوحدة تم اختطافها».. عبارتان وردتا في خطاب ألقاه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس بمناسبة ذكرى إعلان الوحدة بين الشمال والجنوب.
وبالمناسبة ذاتها وفي خطاب مماثل قال رئيس المجلس السياسي الأعلى في الشمال مهدي المشاط إن دول التحالف العربي لن تسمح بالوحدة ولن تسمح بالانفصال أيضا.
الرئيس هادي المعترف به دوليا قال «إن الانحرافات التي اعترت مسار الوحدة والممارسات الخاطئة والسلوكيات المسيئة، لا تقلل من شأن الحدث التاريخي بقدر ما تعبر عن سوء من ارتكبها في حق الوحدة والشعب على السواء».
هادي يؤكد هذه المرة أن الوحدة بين الشمال والجنوب مازالت قائمة بعد أن أكدت أدبيات مؤتمر الحوار الوطني في العام 2013م، على أن الوحدة انتهت فعليا، غير أن أحداث العام 2015م وما تلاها من تحرير الجنوب وطرد القوات الشمالية وتمكين قوات جنوبية من السيطرة على المحافظات الست وحكمها أنهت ما تبقى من أحلام عالقة في الأذهان عن وحدة عُمدت بالدم وانتهت بالدم.
واستدرك هادي قائلا «أية أخطاء حدثت فهي بالتأكيد ليست في المنجز (الوحدة) بل في من سعوا لتحويله الى غنيمة شخصية، ومن أساءوا لليمن شمالا وجنوبا».
وأضاف: «لقد تعرضت الوحدة للاغتيال المعنوي مرات متعددة، مرة بمن حادوا عن طريق الشعب وجعلوها طريقا للغنيمة والإثراء والتملك والمجد الشخصي، ومرة أخرى بمن أرادوا العودة الى الماضي والتنكر للنضالات الطويلة لشعبنا، ومرة ثالثة بمن تنكروا للإجماع الوطني الذي أنجزناه جميعا في مؤتمر الحوار الوطني.. المؤتمر الذي جاء ليصحح المسار ويرسم طريقا آمنا لمسيرة الشعب بحيث يبقي على الوحدة كمنجز كبير وإطار جامع ، ويقضي على كل محاولات استغلالها من كل المتسلقين والطامعين والحاقدين».
وتابع: «لقد أدرك اليمنيون شمالا وجنوبا ان الوحدة قد تم اختطافها وبدلا من ان يستفيد الوطن ويكبر ويتوسع ويقوى ويزدهر، لم تكن تكبر سوى مصالح الشخوص التي اغتالت الوحدة، وراحت تمارس أساليب الإقصاء والتهميش والإساءة الى كل معنى نبيل للوحدة اليمنية، وكان لابد ان ينبري من أبناء الوطن الأحرار من يجاهر برفض سياسة الإقصاء والتغول والإثراء والتعصب العائلي ، فخرج أبناء الشعب في جنوب الوطن في العام 2007م وتأسست بوادر الثورة الأولى الرافضة لسياسة ونهج الظلم والإقصاء ، ولم يلبث الشعب اليمني إلا أن انتفض جميعا في العام 2011م تحت هتاف واحد «الشعب يريد بناء اليمن الجديد»، يمن العدالة والمدنية والإنصاف.. يمن اتحادي لا ظالم فيه ولا مظلوم».
وأضاف «قد أدركنا من اللحظة الأولى لتسلمنا السلطة أن المسيرة الخاطئة للوحدة اليمنية يجب ان تصحح على أساس وثيق ومتين وعادل، ولقد كانت رؤيتنا واضحة وإجماعنا الوطني الفريد في مؤتمر الحوار الشامل يقتضي إصلاح المسار والقضاء على كل الانحرافات الطارئة، فتوافق اليمنيون مجتمعين بكل أحزابهم وتكتلاتهم وفئاتهم على نموذج الوحدة الاتحادية بما يضمن بقاء الوحدة، وذلك من خلال مشروع الدولة الاتحادية المدنية العادلة في إطار من المواطنة المتساوية والشراكة في السلطة والثروة، ويقضي على أطماع الأشخاص والسلالات الحالمة بالحكم الأبدي سواء الحكم السلالي أو الأسري»
واختتم قائلا: «أجدد عهدي ووعدي لكل أبناء شعبنا اليمني المشهود له بالإيمان والحكمة والشجاعة وفي مقدمتهم أبطال الجيش و المقاومة الشعبية في كل ميادين العزة والكرامة، و لأولئك الأحرار من غالبية شعبنا اليمني الصابر من يربطون على بطونهم ويواجهون متاعب الحياة وقلة الحيلة من يرون جوع أطفالهم ولمّ أحبابهم و تشرد أقربائهم، وعدي وعهدي لكم أن نمضي معاً نحو النصر الكبير الذي بات قاب قوسين أو أدنى، وكونوا على ثقة أنني لن أخذل تطلعاتكم وطموحاتكم نحو الحرية والكرامة والغد المشرق والمستقبل الكريم، وسنحرر كل شبر من أرضنا الطاهرة ولن نفرط بذرة تراب من أرضنا الواحدة ولن نقبل السلام المشوه الذي يعيد إنتاج الحروب والصراعات، فلا حروب أخرى سنقبل بها فقد اكتفى شعبنا ومن حقه أن يعيش بسلام دائم ووضع آمن ومزدهر ووطن واحد مستقر».
مهدي المشاط الذي يعده الحوثيون رئيسا لليمن قال «إن ما تقوم به دول ما يسمى بالتحالف هو عدوان بيِّن، وهو غزو واحتلال لليمن، فلا ما يسمى بالشرعية ولا الوحدة اليمنية يعنيها ولن نجازف بالقول إن هذا الاحتلال بقيادة السعودية والإمارات لن يسمح بالوحدة، لن يسمح حتى بالانفصال، فضمان بقائه هو عدم استقرار اليمن واتساع رقعة الخلافات فيه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وليس الواقع الأمني والاقتصادي وحتى السياسي في المناطق التي يسمونها محررة عنكم ببعيد».
وأضاف «ومما لا شك فيه أن الأرض المباركة التي أنجبت ثوار أكتوبر المجيد من أمثال البطل راجح لبوزة كفيلة اليوم بأن تنجب أمثاله وأن تنتفض في وجه الغزاة».
واختتم: «إننا اليوم وأكثر من أي وقت مضى مدعوون كأحزاب ومكونات سياسية يمنية لتغليب المصلحة الوطنية العليا والاصطفاف ضمن مشروع بناء الدولة الذي أطلقه الرئيس الشهيد المجاهد صالح علي الصماد، فهذا المشروع هو سفينة النجاة لكل اليمنيين وهو الكفيل بتجاوز الصراعات والخلافات، وهو المشروع الوطني الجامع الكفيل بتحقيق المصلحة الوطنية العليا التي دائماً ما تؤكد الأحزاب والمكونات السياسية أنها تناضل من أجلها، فتعالوا جميعاً شمالا وجنوبا، أحزابا ومكونات سياسية، لنبني معا يمناً قوياً يشارك فيه الجميع بشراكة ومسئولية واقتدار للعبور باليمن إلى بر السلام المشرف الذي يحفظ لليمن قوته ووحدته ومنعته وإرادته وسيادته واستقلاله في المنطقة والإقليم والعالم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى